"ماذا سنخبر أطفالنا واحفادنا إن نجونا"

اعذروني مسبقاً فأنا من زمن غير زمانكم و حكاياتي لا تشبه ما ستنقله الخرافة لكم من ثعلب شرير إلى ليلى الغبية و ذكريات الدراسة و الجامعة و المغامرات...


اعذروني مسبقاً فقد حكم علينا العقاب في الدنيا عن ذنوب والله لا علم لنا بها...لو جاءت في الغد طفلة صغيرة وقالت حدثيني عن شبابكِ و عن زمانكِ، هل ستمضي في سماعي إن قلت لها أن أول صديق لي في المدرسة سقط شهيداً و لحق به الثاني مقعداً والثالث معوق... ستمل حتماً من أموات وأحزان مضى عليها أعوام كثيرة في تاريخ الزمن بينما في مخيلتي كأن الفاجعة تحدث الآن....

سأقول لاحد أحفادي تفشى بنا المرض و الفقر و الدمار و كيف نجت جدتك بمعجزة، سقطت على رأسي من السماء.

لا شأن لنا بكتابة الذكريات هذه المرة ، هي من ستكتبنا بالدماء.

لدي في الخزانة المقفلة صور ملونة باهتة اختزل فيها الأمس كل ليالي العمر.. خذوها.. خذوها.. هي كل ما أريد اخباركم به عن شبابي فلا طاقة لي بالحديث ولا آذانهم صاغية ل"فتافيت" عفنها الدهر.

رهف عمار-21-6-2021