لمياء مكارم حمدان .. سيدة لبنانية رائدة في العمل الإجتماعي والإنساني والتنموي


السويداء – سهيل حاطوم - 1 - 1- 2023 


بالإرادة والتصميم وبدعم من أسرتها وأهالي بلدتها العبادية، استطاعت السيدة لمياء مكارم حمدان أن تحقق حضوراً متميزاً على الصعيد الاجتماعي والعمل الإنساني والتنموي خلال مسيرة من الإنجازات والنجاحات بدأتها قبل أكثر من ثلاثين عاماً .


السيدة لمياء التي أمضت فترة طويلة من حياتها في الاغتراب متنقلة مع أسرتها بين لبنان والسعودية، أشارت إلى أنها كرست جل اهتمامها لعائلتها التي تسودها المحبة وحرصت وزوجها الأستاذ كمال حمدان الرئيس الأسبق لبلدية العبادية على تربية أبنائهم الثلاثة الذين هم أغلى ما لديهم في الحياة والعمل على تعليمهم أفضل تعليم حتى أنهوا دراستهم الجامعية والدراسات العليا ليصبحوا اليوم شباباً ناجحين في حياتهم وعملهم في بلاد الاغتراب.


وتضيف السيدة لمياء.." .. اخترت أن أخوض تجربة العمل الاجتماعي ومساعدة أهل بلدتي فانتسبت إلى جمعية الهدى الخيرية في العبادية التي تأسست عام 1930 على يد رجال علم وأدب وفن من البلدة، وتعنى بالأنشطة الصحية والثقافية والاجتماعية ، مبينةً أنه وفي عام 1990 انتسبت إلى الجمعية مع أول دفعة من سيدات البلدة بعد أن تم فتح باب الانتساب أمام المرأة لتكون إلى جانب الرجل في العطاء والارتقاء بعمل الجمعية .


بعدها، تسلّمت السيدة لمياء مسؤولية مقررة لجنة الأشغال اليدوية في جمعية الهدى الخيرية، حيث حرصت مع زملائها وزميلاتها في الجمعية على إقامة دورات تدريبية لتمكين المرأة ومساعدتها في تأمين فرص عمل ومردود مادي إضافي لأسرتها، بالإضافة إلى تنظيم المعارض والمهرجانات لإتاحة المجال لتسويق الأعمال الحرفية المتنوعة التي تنتجها النساء وبث روح الفرح والفن في أجواء المنطقة.


وخلال سنوات قليلة دخلت السيدة لمياء في إدارة جمعية الهدى و تدرّجت فيها حتى عام 2010 لتصبح أول سيدة تتبوأ رئاسة الجمعية وما زلت حتى تاريخه مستمرة بعملها بثقة غالية من زملائها وزميلاتها في الجمعية، حيث سعت جاهدةً لتترك انطباعاً جيداً في المجتمع، مؤكدة بأن المرأة تستطيع أن تتبوأ المناصب وتكون في موقع القرار وتحقق الإنجازات إذا امتلكت الإرادة والإيمان بالعمل والثقة بالنفس ووضعت نصب عينيها هدفاً نبيلاً وسعت إلى تحقيقه.


وتشير السيدة لمياء إلى أن تفرّغها للعمل التطوعي في جمعية الهدى الخيرية بدعم من زوجها وزملائها،  ساهم في رفع مستوى مركز الرعاية الصحية في الجمعية التي نال ثقة وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية على حسن الأداء وتنوع الخدمات ، كما استطاعت جمعية الهدى في ظل الظروف المعيشية الصعبة أن تنجح باحتضان الناس الأكثر حاجة مادياً واجتماعياً وصحياً بفضل الخيرين خاصة الموجودين في بلاد الإغتراب، وتوسعت دائرة الخدمات حتى أصبحت أنشطة الجمعية تغطي منطقة الجبل ولبنان عموماً.


وبالإضافة إلى انتمائها الروحي والوجداني لجمعية الهدى الخيرية في العبادية ، انضمت السيدة لمياء باسم الجمعية إلى تجمع الجمعيات النسائية في الجبل الذي يرعى مصلحة الجمعيات من خلال إدارة ولجان تخطط وتنفذ أهم المشاريع الإنمائية والاجتماعية والثقافية، حيث شاركت بثلاث لجان صحية واقتصادية واجتماعية وأنجزت مع زميلاتها دراسة وتنفيذ العديد من المشاريع .


وتتابع .. " بثقة هيئة تجمع الجمعيات النسائية تسلّمت موقع أمانة الصندوق في إدارة هذا التجمع، وأصبحت أيضاً عضواً ورئيسة اللجنة الثقافية في المكتب التنفيذي لمؤسسة المعلم كمال جنبلاط الاجتماعية التي تعنى بالأوضاع الصحية والاجتماعية لأهل الجبل وأبناء الوطن بكافة أطيافه وإنتماءاته،  وعضواً في اتحاد الجمعيات في الجبل الذي يضم عشرات الجمعيات الناشطة ، وكذلك مع منتدى سيدات المتن الأعلى الذي يسعى إلى بث روح التعاون والمحبة بين أفراده، بالإضافة لكونها عضوا في جمعية أرضنا تراثنا التي تهتم بالمزارعين و تصنيع وتسويق وتصدير الإنتاج الزراعي ، وأيضاً عضو فاعل مع بنك الأدوية الذي يضم مجموعة من الاطباء والصيادلة والمتطوعين لتأمين الأدوية للناس مجاناً، حيث شكلت مسيرتها الغنية في ميدان العمل الخيري والتنموي لخدمة الإنسان والإنسانية حافزاً للاستمرار بالعمل للوصول إلى تحقيق طموحها بالرغم من صخب الحياة وأعباء المسؤوليات .


طموح السيدة لمياء لم يتوقف عند هذا الحد بعد أن وصلت إلى قناعة بأن تحقيق الذات لا يمكن أن يحده زمن ولا عمر ، حيث آثرت أن تختار لنفسها عملاً خاصاً تديره بنفسها لتضيف إلى مسيرتها الحافلة بالعطاءات خبرة من نوع آخر ، مستفيدة من المعلومات الغنية في دورة اتبعتها منذ أربع سنوات في مجال الطاقة البديلة مع مؤسسة " رينيه معوض" لتنمية المشاريع الاقتصادية للمرأة الممولة من undp والحكومة الكندية و"أطايب الريف" ، كما استعانت بخبرة زوجها في هذا المجال والذي كان الداعم الأول لها في محطات حياتها، وساهمت مع مؤسسة رينيه معوض في تركيب مشروع تكرير المياه في سد القرعون عبر الطاقة البديلة وأيضا مشروع في باتر الشوف .


وعملت على صقل خبرتها باتباع دورات عديدة مع الجمعية اللبنانية لتنمية المشاريع الإنمائية المجموعة التي تختص في تمكين قدرات المرأة ، إلى جانب التدرب في مجال دراسة المشاريع والتسويق والإدارة والإجراءات القانونية، حتى استطاعت أن تأخذ زمام المبادرة، فكانت الانطلاقة الجديدة مع تسجيل مؤسسة خاصة باسم lady energy للطاقة البديلة والتي تؤمن المواد المكفولة في مجال الطاقة النظيفة ومختلف أنوع الإنفيرترات والكونترولر والبطاريات واللوحات بجودة عالية ومنافسة.


وتلفت السيدة لمياء إلى أن مؤسستها الخاصة استطاعت تنفيذ عدة مشاريع للطاقة البديلة في عدة جمعيات ومنازل ومؤسسات، مؤكدة أن هدفها يكمن في مساعدة وتأمين مسلتزمات مشاريع السيدات التي تحتاج إلى تغذية كهربائية في تنفيذ أعمالها التموينية والصناعية بالتعاون مع الجهات المانحة للمشاريع الاقتصادية للمرأة، ومشيرة في الوقت نفسه إلى أن أحد أهم أسباب تأسيس هذه المؤسسة تأمين فرصة لتشجع أبنائها على العودة من الغربة إلى وطنهم وتطوير المؤسسة كلٌ في خبرته ومجاله.


وختمت بالقول.. " أشد على يد المرأة واشجعها في خوض معترك الحياة والتطوع والعطاء في سبيل الخير وتحقيق طموحها مهما كانت الصعوبات فهي تستطيع أن تنجح بالإرادة والثقة بالنفس والإصرار ودعم العائلة."