10 - 4 -2022
احلام محسن زلزلة.
التَقيْنا في الطَّائرةِ المتَّجِهَةِ إلى اسطنبولَ، مدينةُ الجنِّ والملائكةِ، جلسَ شابٌ وسيمٌ بجانبي ، تبسَّمَ لي وابتسمتُ له.
وجرى بيننا حديثٌ قطعَ وقتَ السَّفرِ الطَّويل: من أينَ أنتِ، أيَّتُها الحسناء؟؟
من بلدِ الأرزِ والضِّيافةِ لبنانَ.
ما اسمكِ؟
ِسمراءُ الجبل وأنتَ؟
أنا ألبسُ الزَّيَ الأوروبيِّ المعاصرِ لكنِّي مشرقيٌ عربيٌ.. أنا من دمشقَ.
وتنهَّدَ قائلًا: نحنُ من بلادِ الحضاراتِ العِظام، ولكِنَّنا للأسفِ أصبحنا في ذيل الأمم…
وبعد طول حديث عرفت انه شاعر يهوى الفن والأدب. ويبدو أن السكين نصل في قلبه، وأنا لا أخفي أنني بادلته مشاعر الإعجاب، وما زاد حيرتي وارتباكي عندما بدأ يتغزل بي قائلا: جالسني السحر والدلال؛ وسكب بجانبي حلو الأعسال.
افتر عن بسمة كالنجمة؛ فزادت فوق الجمال جمال. وصلنا اسطنبول وكانت رحلة العمر في خليج البوسفور، تقترب منا السماء تصغي إلى همسنا، وبوح أحاسيسنا، يغلبنا دفء الحب، ننتزع اللحظات من الزمن، نضبطها على نبض قلبينا، نغتسل بجمال اسطنبول وأنوارها المتلألئة على وجوهنا…
تعاهدنا على الرباط الأبدي. انتهت الرحلة، عدنا إلى بلادنا ولم يبق من الحب سوى ذكرى جميلة حفرناها في ذلك المكان الساحر، وبيتين من الغزل الرقيق.
ما أقصر اللحظات الحلوة، ليت الأيام الجميلة لا ترحل.