الشيخ المؤرخ مكرم المصري - 29 - 3 - 2022
تميّز لبنان عبر التاريخ عن مختلف الدول العربية المجاورة لها لعدة أسباب سوف أذكرها تباعاً في هذا المقال. فقد لقب لبنان في منتصف القرن الماضي بسويسرا الشرق لعدة أسباب:
كانت قيمة الليرة اللبنانية توزي أهمتها المرتبة الرابعة عالميًا وأحيانًا كثيرة تصل للمركز الثاني عالميًا وكانت الليرة اللبنانية نصفها من معدن الفضة، وكان الحدّ الأدنى للأجور الأعلى عالمياً يوازي قيمته اليوم 2850 دولار أميركي، عام 1965 كانت شركة الخطوط الطيران اللبنانية تنافس الخطوط الجوية الأميركية والفرنسية والبريطانية وكان يعتبر مطار لبنان في المرتبة السابعة عالميًا.
كان الجيش اللبناني يملك فرقة مظليين، وسربان من طائرات الميراج، ومحطة رياق للقطارات كانت مصنع تحويل قطارات الشرق ومركزًا لتصليحها.
كانت الكهرباء في لبنان 24/24 والماء ايضًا 24/24 ومياهه المعدنية كانت تضاهي المياه المعدنية الأوروبية وكانت تصدر الى كل دول العالم، شواطئ لبنان كانت الأنظف في الشرق الأوسط، لقبت الشواطئ اللبنانية بالشواطئ الذهبية لنظافتها ونقاوة مياهها، كنا نملك مصفاتان للنفط الأولى في صيدا والثانية في طرابلس.
فتحت الدولة اللبنانية الباب على مصرعيه أمام الدول العربية المجاورة من ناحية العلم والطب، فقد كانت مستشفياتها تحتل المركز الأول عربيًا "قلب يسوع، سان شارل، اوتيل ديو، الجامعة الأمريكية، وغيرها"، وكان المستوى التعليمي عالي جدًا فمعظم الأمراء والرؤوساء العرب تعلموا في جامعات لبنان وكل المؤلفين والأدباء يتهاتفون على مكتبات الخاصة والرسمية في لبنان.
معظم الأفلام العربية كان يتم تمثيلها في لبنان لجماله وأمانه ففي السابق كان لبنان ستديو تمثيل وتصوير سينما مصر وسوريا والعراق وكافة الدول العربية. تميز المسرح اللبناني للفنون الفلكلورية والمسرحيات: بدايةٍ من الرحابنة مرورًا بصباح وفيروز وصولاً الى كركلا وكريم أبو شقرا وغيرهم…
كانت المدينة الرياضية أفخم وأكبر مجمّع كروي في الشرق الأوسط، وكان ميدان الخيل على المتحف نهار الأحد مركزًا لتجمع المراهنين العرب والأجانب، ناهيك عن كازينو لبنان الصالة الوحيدة في الشرق الأوسط للعبة الميسر.
كانت السياحة ناشطة في لبنان فكانت الفنادق تغلق حجوزاتها في أول شهر أيار، وشوارع بحمدون وصوفر وعاليه وبرمانا وجونية وجبيل شاهدين على سياح من كافة الجنسيات، فمصارفنا وجامعاتنا ومستشفياتنا ومحلاتنا دائماً بالطليعة وصناعاتنا وزراعتنا ذات جودة عالمية.
أهم بورصات العالم مثل باريس ولندن ونيويورك وهونغ كونغ كانت لا تقفل عملياتها قبل الحصول على بيانات بورصة بيروت.
فأسألكم يا ابناء جيل 90، وأبناء القرن الواحد والعشرين هل كنتم تعلمون هذه المعلومات عن وطننا الحبيب لبنان وماذا تنتظرون لتعيدوا أمجاد هذا التاريخ للبناننا الحبيب.