كيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور

بقلم سفير مجلس السلام العالمي
رئيس جمعية القرطاس والقلم الخيرية الاجتماعية
هاني مسعود عبد الخالق

كيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور
«عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهرا سيفه» هي مقولة مشهورة لشيخ الزاهدين وإمام العارفين الصحابي الجليل { أبا ذر الغفاري} والذي كان قلقا قلق الغيرة على الدين والعدل والمساواة، قلقا على الإنسان كل انسان، ولا عجب من ذلك فـ«أبا ذر» عاش لا يمتلك إلا ثوبا واحدا خشية امتلاك ثوبين، وهناك أحد البشر عاريا لا يمتلك ثوبا حتى لو كان لا يعرفه في مكان ما،طبيعي أن أقف مندهشاً أمام مقولته هذه ونحن من ندّعي بأننا رجال دين ورجال علم وعقل وثقافة، مخدَّرين سكارى لا يحركنا وجع مريض، ولا أنين طفل، ولا صراخ امرأة مسكينة تريد إطعام أولادها.


طبيعي أن أقف مندهشاً وأنا مفجوع بخبر عن طفلة تعرضت للتعذيب والاغتصاب من قبل أشخاص اشتروها من أهلها بسبب الفقر والحاجة أو أن أحدهم باع كليته لكي يطعم أطفاله .


*فكيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور


طبيعي أن أقف مندهشا أمام مقولة سيدي ( أبا ذر ) وأنا أتابع أحداثا متقاربة عن أخبار شباب وشابات رجال ونساء يقتلون أنفسهم تحت ضغط الحاجة ، وقد أضلتهم الظروف القاسية عن تعاليم أديانهم التي تنهيهم عن قتل النفس.


* فكيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور


طبيعي أن أقف مندهشا أمام مقولة سيدي (أبا ذر ) وأنا أرى رجلا يفر من ذويه وأهله وبنيه ويختفي ليسير هائما في فراغ دنيوي وقد أصابته حالة من الجنون بسبب ضيق حالته والعجز عن الوفاء بالتزاماته تجاه من يعولهم!


*فكيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور


طبيعي أن تستوقفني عبارة سيدي «أبا ذر» وأنا أرى أطفالاً يهيمون في الشوارع بلا مأوى لا ماضٍ ولا حاضر ولا مستقبل لهم ولا يعرفون أهلاً ولا سند!


* فكيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور


طبيعي أن أتعجب من مقولة هذا الزاهد الصادق الشجاع سيدي (أبا ذر) الذي قال مقولته الثورية الشهيرة في زمن الرسول الكريم لكي تكون درساً لنا جميعاً، وأنا أرى اليوم أناسا يتسللون في الليل ليبحثوا عن بقايا طعام أو قطعة ملابس تقيهم البرد في صفائح قمامة أثرياء ومسؤولون فاسدون توحشوا بفعل زيادة الثروة ففقدوا إنسانيتهم ونسوا الله!


* فكيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور


طبيعي ان أتعجب من مقولة الزاهد الحبيب سيدي ( أبا ذر ) وأنا أرى شيوخاً كبار وصبيان صغار ونساء حرائر من دون دواء او غذاء او ابسط حقوقهم الإنسانية .


*فكيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور


طبيعي ان أتعجب من مقولة الصحابي الجليل سيدي ( ابا ذر ) وانا أرى خلوات تُبنى ومأذن تُرفع وكنائس تُرصّع، وبطون الفقراء خاوية وجيوبهم فارغة.


*فكيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور


ماذا نقول لهذا الصحابي الجليل الذي ناضل ووقف في وجه الظلم والاستكبار كي يرفع راية الحق والعدل والإنسان، ماذا نقول لهذا الصحابي الجليل بعد مقولته الثوريه الشهيرة «عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهرا سيفه»


وهو الذي قال عنه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة، أصدق ولا أوفى من أبي ذر يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.


*فكيف بنا لا نشهر سيوفنا ونثور