١- كلمة الشيخ المورخ مكرم المصري.
2- كلمة الشيخ دانيال سعيد مستشار مشيخة العقل لشؤون الأحوال الشخصية
بسم الله الرحمن الرحيم أسعدَ اللهُ أوقاتَكُم وأدامَ عزَّكُم وعُلاكُم وبلَّغنا فيكم كلَّ خيرٍ، ومن كلِّ شرٍّ وقاكُم. سماحةُ شيخِ عقلِ طائفةِ الموحدينَ الدروز، الدكتور الشيخ سامي أبي المنى، المشايخُ الأجلاء، أصحابُ السيادةِ، أعضاءُ المجلسِ المذهبيّ، الحضورُ الكريم، أصحابُ الهِمَمِ والقِيمِ. لقد حللتم أهلًا وَوَطِئتُم سهلًا في ربوعِ مُلتقى القلبينِ المتّحدينِ مصري وسعيد، في جسمِ التلاقي هذا، في بلدةِ الأخوةِ والعيشِ المشتركِ، في قريتِكم صليما. عندما اختارني مشايخُ عائلتي لإلقاءِ الكلمةِ على المِنبرِ قالوا لي: كيفَ نختارُ غيرَكَ وأنتَ من وضعَ ثقتَهُ بكَ صاحبُ السماحةِ، ونحنُ نثقُ بهِ وبخَـيَاراتِهِ، إضافةً إلى ذلكَ، فأنتَ المقرَّبُ منه، وقد تعلمُ عنهُ أكثرَ من أي شخصٍ آخرَ. نعم، إني أعلمُ عن صاحبِ السماحةِ الكثيرَ، ولكنْ، لا شكَّ أنَّ هذا الكثيرَ يبقى قليلًا، لأني في كلِّ يومٍ أكتشفُ أكثرَ وأكثرَ من المزايا الحميدةِ، ومن الحسناتِ المخفيةِ، لدى صاحبِ السماحةِ!
لكن، ليسَ من حقّيَ أنْ أكشُفَ هذه الحسناتِ، احترامًا ونزولًا عندَ رغبةِ صاحبِ السماحةِ، لذلكَ سأكتفي بأمثلةٍ على الصعيدِ العامِّ، فصاحبُ السماحةِ يجولُ في القرى لجمعِ شملِ الطائفةِ، والنزولِ عندَ حاجاتِ أبنائِها، كما أنَّهُ يضعُ جميعَ علاقاتِهِ بالقاماتِ الوطنيةِ جميعَها في خدمةِ الطائفة، وهذا أمرٌ قد تَرَوْنَهُ بشكلٍ يوميٍّ، ويمكنُ متابعتَهَ من خلالِ الوسائلِ الإعلاميةِ.
إنَّ صاحبَ السماحةِ هو خيرُ خلفٍ لخيرِ سلَف، فسماحةُ السلفِ الشيخِ نعيم حسن أطالَ اللهُ بعمرِهِ، هو الذي جمعَ ونظّمَ الأوقافَ، بالتعاونِ مع المجلسِ المذهبيّ وموظفِي المجلسِ ومشيخةِ العقل. هذا الأمرُ لم يستطعْ فعلَهُ أيُّ شيخِ عقلٍ منذُ أكثرَ من خمسمائةِ عامٍ، أمّا بالنسبةِ لسماحةِ الخلَفِ الشيخِ سامي أبي المنى، الذي بات يوصفُ بصاحبِ التضحياتِ الكبرى، كان أصلًا عُضوًا في المجلسِ المذهبيّ، ومعاونًا لسماحةِ السلف، فإنَّه قرّرَ متابعةَ المسيرِ معتمدًا على الأساساتِ التي بناها سماحةُ السلفِ، فبدأَ بوضعِ استراتيجيّةٍ لكيفيةِ إدارةِ الأوقافِ بشكلٍ متطورٍ، بحيثُ تصبحُ أوقافًا منتِجةً تفيدُ جميعَ أبناءِ الطائفةِ، لكنَّ العائقَ هو الظروفُ الصعبةُ التي تمرُّ بها البلادُ، وهنا صاحبُ السماحةِ لم يبقَ على حيادٍ، بل أنشأَ الصندوقَ الخيريَّ الإنمائي، وأقامَ مشروعَ "سند" بالتعاونِ مع اللَجنةِ الاجتماعيةِ في المجلسِ المذهبيِّ، التي ترأسُها السيدةُ الخيّرةُ الأستاذةُ غادة جنبلاط، زادَها اللهُ من نِعَمِهِ، وإنَّ الصندوقَ والمشروعَ يشكّلانِ سندًا لدعمِ العائلاتِ الفقيرةِ والمحتاجينَ، فلو كانَ للطائفةِ المعروفيّةِ لسانٌ ينطقُ لنادتكُم "يا سندي" لأنكمِ السندَ والأملَ فحيَّ على خيرِ العملِ.
أمَّا بعدُ، فإنّي أعترفُ بأنّي لا أُحِبُّ صعود المنابر، لكنَّ حضورَ صاحبِ السماحةِ ليسَ بأمرٍ عابرٍ، لذا قررْتُ أن أُغامرَ، وألقيَ شعرًا أمامَ شيخِ المنابرِ، لأقولَ له:
سماحةُ شيخٍ.. باتَ العقلُ رَجْحــانــا
أَســـدٌ، قـلـبُـهُ مـمتلـئٌ حُـــبّـــًا وإيـمـانــــا
معـروفـيُّ الـمـَحـتـــَـدِ يُدَرِّبُ الشجعانَ
يـحمـلُ الـعـروبـةَ للـعُـلى شعـرًا وأركانا
أبــيــاتُ شـعــرِهِ تُــحيـلُ الـعـيـشَ ريـــّان
بـيـانٌ لسانُـهُ نَـقَـشَ الحرفَ بُـســـتـانـــــا
يحفظُ الناسُ ما قالَ أشكالًا وألوانـا
أبيٌّ، يواجـهُ فـــي الـصـعـــبِ أزمـــانـــــــــا
لَبيبٌ يَئِدُ الفتنةَ والشرَّ أينمــــا كــــان
مـقـدامٌ يــصــارعُ بــالحـــقِّ طـــــغــــيـــانـــــــا
نبيلٌ يـلاقــــي بالحـــبِّ جمــعًا وخــلّانــا
أرزةٌ شـــامخةٌ فـلـيـبـقَ رمــزًا وعـــنــوانـــــا
عشتم وعادَ النبضُ الى قلبِ لبنانَ والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.