كلمة الشيخ المؤرخ مكرم المصري والشيخ المحامي دانيال سعيد، بمناسبة زيارة سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى الى صليما.


الشيخ المؤرخ مكرم المصري - 5- 10- 2022 


١- كلمة الشيخ المورخ مكرم المصري.


بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى رسوله الهادي الامين. صاحب السماحة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين (الدروز) الشيخ الدكتور سامي ابي المنى. مشايخنا الاجلاء، سعادة النائب ابو الحسن ممثلا بالسيد سليمان بو مغلبيه، رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي ومدير مدرسة العرفان صوفر الشيخ عماد فرج، رئيس لجنة التواصل بالمجلس المذهبي اللواء شوقي المصري، رئيس لجنة القانونية في المجلس المذهبي المحامي نشأت هلال، فضيلة الشيخ راجح عبد الخالق، فضيلة الشيخ حمزة الكوكاش، مدرسة الاشراق المتن ممثلة بالشيخ الاستاذ رائد الاعور، عضو المجلس المذهبي الشيخ شاهين القنطار، كاهن رعية سيدة الرسل صليما الخوري غابي عساف، رئيس اللقاء المعروفي الشيخ المهندس زياد بو غنام، رئيس جمعية قرطاس وقلم الخيرية الشيخ هاني عبد الخالق، رئيس مجلة الدفاع العقيد كمال الاعور، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي عصام المصري، ضباط عائلة المصري في قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني، وامن الدولة، ايها الاهل والاقارب ايها الحضور الكريم. نجتمع اليوم في صرح الاجتماعي لعائلة المصري صليما لنستقبل قامة شامخة وعبائة جامعة لكل بني معروف في لبنان والخارج، شاء القدر في هذا اليوم المبارك ان نحتفل بمعيتك بمرور عام واحد على تعينك بمنصب شيخ عقل لطائفة الموحدين (الدروز) فهنيئا لنا بتعيين سماحتك، مشددين على مبدأ الشخص المناسب بالمكان المناسب. أعلم جيدأ أن الوقوف أمام امير المنابر وسيدها صعب جدا ولكن اسمح لي بأن اقول لك بقلوب تفيض برحيق المحبة وأفئدة تنبض بالمودة وكلمات مفعمة بروح الاخوة ان نحيك يا شيخي ونرحب بك في بلدتك الثانية صليما. فكما قلت في مهرجان العرفان الدار داري، نقول لسماحتك ان هذه الدارك ودار كل الشرفاء امثالك، فأهلا بك بعدد ما نثرت من حروف التواضع والصدق والمحبة.نوري الضئيل يتبدد امام نورك الساطع، وقلمي الضعيف يتهاوى امام قلمك الرائع. عندما نرى هذه الوجوه النيرة الخيرة مجتمعة تزيد في قلوبنا الأفراح، ونسماتها تداوي الجراح، وعبيرها الفواح، تنثره الرياح، على قمم بلدتنا صليما في الليل وفي الصباح. فمرحبا بنور توحيدك مرحبا، ومرحبا  بطهر عمامتك مرحبا، عسى طهارة عمامتك وعبائتك ان تعم علينا بالخير والبركة والوحدة الوطنية والعيش المشترك وراحة البال بين كل ابناء صليما. وفي الختام أعود لاقول لك يا صاحب السماحة يا قرة العين ويا بلسم الجراح ويا شيخي ومرجعي ومثلي الاعلى في هذه الحياة ، هل تذكر عندما جئنا لنبارك لمشيخة العقل بسماحتك؟ لانك بالنسبة لي انت اكبر واسمى من كل المناصب، فأنت شيخ التضحيات الكبرى الذي قد لا يكرره التاريخ. قلت لك يومها نجتمع اليوم في صرحكم الكبير ابناء عائلة المصري من صليما الى القلعة، المريجات، بعقلين، جرمانا، سويداء الشريفة الطاهرة الصامدة في وجه الطغيان والعدوان ، اننا تلقينا ببالغ المحبة والسرور نجاح سماحتك بمنصب شيخ عقل دون أي منافس وان دل ذلك فهو دليل على محبة وتأيد اغلب اخوانك لك. واليوم من صليما الحبيبة وبعد مرور عام واحد بالتمام والكمال اقول اننا نفتخر بأن شيخ عقلنا هو صاحب العقل الراجح وصاحب التاريخ الناصع وصاحب المستقبل الساطع، فاهلا وسهلا بك في بلدتك صليما لتنير لنا من مصباح توحيدك طريقنا وتهدينا الى السراط المستقيم بحسن دعائك وتوجيهك. وفي ختام الختام أود أن اتقدم بالشكر لكل لجان الوقف التي مرت على مدى الزمن على تاريخ صليما داعين الرحمة للذين ارتحلوا وطول العمر للأحياء منهم شاكرين لهم المحافظة على ارث الست زهر ابي اللمع رحمها الله، كذلك اود ان اشكر اخواني في مجلس آل مصري على ثقتهم بي لاقول كلمتهم.عشتم وعاش صاحب السماحة، عاشت وجوهكم الطاهرة النيرة، عاشت صليما بمحبة اهلها، وعاش وطننا الحبيب لبنان. 



2- كلمة الشيخ دانيال سعيد مستشار مشيخة العقل لشؤون الأحوال الشخصية

بسم الله الرحمن الرحيم أسعدَ اللهُ أوقاتَكُم وأدامَ عزَّكُم وعُلاكُم وبلَّغنا فيكم كلَّ خيرٍ، ومن كلِّ شرٍّ وقاكُم. سماحةُ شيخِ عقلِ طائفةِ الموحدينَ الدروز، الدكتور الشيخ سامي أبي المنى، المشايخُ الأجلاء، أصحابُ السيادةِ، أعضاءُ المجلسِ المذهبيّ، الحضورُ الكريم، أصحابُ الهِمَمِ والقِيمِ. لقد حللتم أهلًا وَوَطِئتُم سهلًا في ربوعِ مُلتقى القلبينِ المتّحدينِ مصري وسعيد، في جسمِ التلاقي هذا، في بلدةِ الأخوةِ والعيشِ المشتركِ، في قريتِكم صليما. عندما اختارني مشايخُ عائلتي لإلقاءِ الكلمةِ على المِنبرِ قالوا لي: كيفَ نختارُ غيرَكَ وأنتَ من وضعَ ثقتَهُ بكَ صاحبُ السماحةِ، ونحنُ نثقُ بهِ وبخَـيَاراتِهِ، إضافةً إلى ذلكَ، فأنتَ المقرَّبُ منه، وقد تعلمُ عنهُ أكثرَ من أي شخصٍ آخرَ. نعم، إني أعلمُ عن صاحبِ السماحةِ الكثيرَ، ولكنْ، لا شكَّ أنَّ هذا الكثيرَ يبقى قليلًا، لأني في كلِّ يومٍ أكتشفُ أكثرَ وأكثرَ من المزايا الحميدةِ، ومن الحسناتِ المخفيةِ، لدى صاحبِ السماحةِ! 

لكن، ليسَ من حقّيَ أنْ أكشُفَ هذه الحسناتِ، احترامًا ونزولًا عندَ رغبةِ صاحبِ السماحةِ، لذلكَ سأكتفي بأمثلةٍ على الصعيدِ العامِّ، فصاحبُ السماحةِ يجولُ في القرى لجمعِ شملِ الطائفةِ، والنزولِ عندَ حاجاتِ أبنائِها، كما أنَّهُ يضعُ جميعَ علاقاتِهِ بالقاماتِ الوطنيةِ جميعَها في خدمةِ الطائفة، وهذا أمرٌ قد تَرَوْنَهُ بشكلٍ يوميٍّ، ويمكنُ متابعتَهَ من خلالِ الوسائلِ الإعلاميةِ.

إنَّ صاحبَ السماحةِ هو خيرُ خلفٍ لخيرِ سلَف، فسماحةُ السلفِ الشيخِ نعيم حسن أطالَ اللهُ بعمرِهِ، هو الذي جمعَ ونظّمَ الأوقافَ، بالتعاونِ مع المجلسِ المذهبيّ وموظفِي المجلسِ ومشيخةِ العقل. هذا الأمرُ لم يستطعْ فعلَهُ أيُّ شيخِ عقلٍ منذُ أكثرَ من خمسمائةِ عامٍ، أمّا بالنسبةِ لسماحةِ الخلَفِ الشيخِ سامي أبي المنى، الذي بات يوصفُ بصاحبِ التضحياتِ الكبرى، كان أصلًا عُضوًا في المجلسِ المذهبيّ، ومعاونًا لسماحةِ السلف، فإنَّه قرّرَ متابعةَ المسيرِ معتمدًا على الأساساتِ التي بناها سماحةُ السلفِ، فبدأَ بوضعِ استراتيجيّةٍ لكيفيةِ إدارةِ الأوقافِ بشكلٍ متطورٍ، بحيثُ تصبحُ أوقافًا منتِجةً تفيدُ جميعَ أبناءِ الطائفةِ، لكنَّ العائقَ هو الظروفُ الصعبةُ التي تمرُّ بها البلادُ، وهنا صاحبُ السماحةِ لم يبقَ على حيادٍ، بل أنشأَ الصندوقَ الخيريَّ الإنمائي، وأقامَ مشروعَ "سند" بالتعاونِ مع اللَجنةِ الاجتماعيةِ في المجلسِ المذهبيِّ، التي ترأسُها السيدةُ الخيّرةُ الأستاذةُ غادة جنبلاط، زادَها اللهُ من نِعَمِهِ، وإنَّ الصندوقَ والمشروعَ يشكّلانِ سندًا لدعمِ العائلاتِ الفقيرةِ والمحتاجينَ، فلو كانَ للطائفةِ المعروفيّةِ لسانٌ ينطقُ لنادتكُم "يا سندي" لأنكمِ السندَ والأملَ فحيَّ على خيرِ العملِ.


أمَّا بعدُ، فإنّي أعترفُ بأنّي لا أُحِبُّ صعود المنابر، لكنَّ حضورَ صاحبِ السماحةِ ليسَ بأمرٍ عابرٍ، لذا قررْتُ أن أُغامرَ، وألقيَ شعرًا أمامَ شيخِ المنابرِ، لأقولَ له:

سماحةُ شيخٍ.. باتَ العقلُ رَجْحــانــا

أَســـدٌ، قـلـبُـهُ مـمتلـئٌ حُـــبّـــًا وإيـمـانــــا

معـروفـيُّ الـمـَحـتـــَـدِ يُدَرِّبُ الشجعانَ

يـحمـلُ الـعـروبـةَ للـعُـلى شعـرًا وأركانا

أبــيــاتُ شـعــرِهِ تُــحيـلُ الـعـيـشَ ريـــّان

 بـيـانٌ لسانُـهُ نَـقَـشَ الحرفَ بُـســـتـانـــــا

يحفظُ الناسُ ما قالَ أشكالًا وألوانـا

أبيٌّ، يواجـهُ فـــي الـصـعـــبِ أزمـــانـــــــــا

لَبيبٌ يَئِدُ الفتنةَ والشرَّ أينمــــا كــــان

مـقـدامٌ يــصــارعُ بــالحـــقِّ طـــــغــــيـــانـــــــا

نبيلٌ يـلاقــــي بالحـــبِّ جمــعًا وخــلّانــا

أرزةٌ شـــامخةٌ فـلـيـبـقَ رمــزًا وعـــنــوانـــــا

عشتم وعادَ النبضُ الى قلبِ لبنانَ والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.