صدر حديثاً كتاب جديد باللغة الإنكليزية بعنوان:
As the Sand Shifts: Reevaluating the U.S. Strategy in the Middle East
أو ما يمكن ترجمته بالعربية ” أما وأن بدأ الرمل بالتسرب في الساعة الرملية، لا بد للولايات المتحدة من أن تعيد تقييم استراتيجيتها في الشرق الأوسط.”
وقد اختير هذا العنوان للتدليل على خطورة الوضع في الشرق الأوسط وأهمية عامل الزمن بالنسبة للولايات المتحدة لكي تتحرك بجدية لوقف الحرب على غزة وإيجاد تسوية شاملة وعادلة لقضية الشعب الفلسطيني كمقدمة لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي. وتسوية الصراع في المنطقة ووصولاً إلى تفاهمات عالمية على صيغة النظام العالمي الجديد.
اعتمد الكتاب إسلوب التحليل المنهجي الأكاديمي لعرض الاحداث القائمة وتعقب أسباب حدوثها.
كما وأعتمد مبدأ الدراسات المستقبلية في فهم الواقع بغية استشراف المستقبل والتخطيط له بدلاً من انتظار حدوثه والانشغال بتفسير تداعياته. استند الكتاب إلى ١٢٢ مصدر ومرجع، ومنها العديد من الدراسات البحثية المتخصصة في الاستراتيجية والدفاع والأمن والسياسة الخارجية والصادرة عن أهم مراكز البحوث والدراسات في الولايات المتحدة والعالم.
وتضمن الكتاب عشرة خرائط لأهم المواقع الجيوستراتيجية التي تشكل بؤرة الصراع، ومنها خارطة غزة وقناة السويس ومضيق باب المندب. وعدد من الوثائق، ومنها وثيقة وعد بلفور كما جاءت في النص الأصلي. وتم شرح محتواها وتأثيره على قيام دولة إسرائيل والتطورات التي تلتها. واستعرض سياسات الولايات المتحدة اتجاه المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية.
وكذلك تضمن الكتاب قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين بدءا بقرار التقسيم رقم ١٨١، والقرارات المتعلقة بالحروب العربية الاسرائيلية ومبادرات السلام. ووصولاً إلى قرار ٢٢٥٤ المتعلق بحل الأزمة السورية. وذلك لكونها اصبحت جزءا من المعادلة الشرق أوسطية والعالمية. كما وناقش الكتاب أهم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وثيقة الصلة بالموضوع.
وعرض أيضاً وبالوثائق تطور برنامج إيران النووي منذ التأسيس ولغاية اللحظة، وكذلك نفوذها في المنطقة. واستعرض دور تركيا المتنامي وطموحات الرئيس أردوغان في لعب دور محوري في الصراع العالمي الدائر في المنطقة.
وناقش خطة الحزام والطريق الصينية واهميتها الاستراتيجية للصين كمنافس جديد للولايات المتحدة في المنطقة والعالم.
وأيضاً ناقش حرب أوكرانيا وعلاقتها بالصراع الدائر في سورية، وتطلعات الرئيس بوتين لاستعادة دور روسيا كقوة عظمى إلى جانب الصين والولايات المتحدة. وقدم الكتاب العديد من الاستنتاجات والاستشرافات والمقترحات بخصوص الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة، ومنها:
إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، التعامل مع برنامج ايران النووي ونفوذها في المنطقة، وخلق الاستقرار في سورية. وأيضا كيفية احتواء التحدي الروسي وإدارة المنافسة مع الصين .
وكان الكتاب قد عرض على ثلاثة متخصصين في العلوم السياسية والشرق الأوسط لقراءته وأبداء الرأي وتقديم الملاحظات.
ومن ضمن ما قالته البرفسورة Patricia Ali استاذة التاريخ السياسي في Morris College “كتاب محكم وثاقب. يبحث بعمق أهم القضايا الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط المعقدة. ويتنقل فيه المؤلف ببراعة فائقة من قضية لأخرى بدءاً بوعد بلفور إبان الحرب العالمية الأولى ومروراً بقرارات الامم المتحدة.
ويستعرض قرارات الحرب والسلام والأحداث المهمة على مدار قرن”.
ومن ضمن ما قال البرفسور Richard Ledet مساعد رئيس قسم العلوم السياسية في Troy University “كتاب منهجي يشرح ويحلل بوضوح الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط ليس للولايات المتحدة وحسب، وإنما أيضاً لقوى عالمية آخرى مثل الصين وروسيا الباحثتين عن التفوق في الاقتصاد والسياسة والقوة العسكرية والتي من شأنها أن تهدد مصالح وأمن الولايات المتحدة.
وبالرغم من أن الكتاب مخصص للوسط الأكاديمي، إلا أنه يشكل مرجعية استدلاليّة لكل الذين يسعون لفهم الأحداث الراهنة واستيعاب السياسات المتعلقة بها.”
أما الدكتور عصام خوري مدير مركز التنمية والتطوير في نيويورك فقد قدم عرضاً موجزاً لمحتويات الكتاب. واكد على أهمية الكتاب في طرح استراتيجية جديدة ومميزة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأثنى على المقترحات المقدمة في نهاية الكتاب.
وأكد بشكل خاص على الاقتراح الذي قدمه الكتاب بضرورة نزع الأسلحة النووية من العالم وتقنين وتقييد استخدام الذكاء الصناعي، وخاصة في المجالات العسكرية.