قلعة صلخد الأثرية ..تتربّع فوق قمة بركانية ترتفع 1400 متر عن سطح البحر

سهيل حاطوم

ما إن تطأ قدماك أرض قلعة صلخد حتى تخبرك أحجارها وأنفاقها ومقبرتها عن الحقب الزمنية التي مرت عليها القلعة حيث شهدت معارك وحروباً وانتصارات كونها من الحصون الهامة التي وقفت صامدة في وجه المعتدين وشهدت تاريخاً حافلاً بالأحداث وسكنها الأمراء والقادة والعلماء. 


وتتربّع القلعة فوق قمة بركانية هرمية الشّكل يراها الناس من كل الجهات والمسافات حيث ترتفع ألفاً وأربعمئة متر عن سطح البحر ما جعلها تطلّ على ريف المدينة و تشرف من الغرب على أرض حوران وقلعة بصرى الأثرية ومن الجنوب والشرق يمتد نظر المراقب منها حتى مشارف البادية ومن الشمال يمكن منها رصد أعلى تلال جبل العرب.


وتدل الأطلال الماثلة في القلعة التي بناها العرب الأنباط على عظمتها وروعتها إذ يحيط بها سوران متتاليان أحدهما لم يبق منه سوى جزء تظهر بقاياه في الشطر الجنوبي الشرقي من القلعة والأخر يشكل الجسم الخارجي للقلعة نفسها وقد صمم نصفه السفلي بشكل مثلث نحو الداخل بهدف حماية جسد القلعة المشاد فوق كتلةٍ صخرية بازلتية أما نصفه العلوي فينتصب شاقولياً تخترقه كوى خاصة لرماة السهام على شكل مستطيلات شاقولية غرزت حجارة هذا الجدار في طبقة الكتلة البازلتية باستخدام بلاط كلسي خاص ونحتت بدقة متناهية.


 وأسفرت أعمال التنقيب التي نفذتها دائرة آثار السويداء غربي القلعة عن اكتشاف فتحة قطرها 1 متر مربع ولها إطار حجري منحوت تفضي أدراجها وأبوابها الحجرية إلى قبور متقنة البناء تحت الأرض ولها محراب من جهة الجنوب تبين أنها مقبرة إسلامية عثر فيها على شاهدة قبر مدون عليها عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا قبر الأمير ناصر الدين بن الأمير سيف الدين قراجة" الأمر الذي يؤكد ما ورد في كتب التاريخ من أن ناصر الدين قراجة حكم صلخد في عهد الملك العادل خلال الفترة من 1201 وحتى 1207 ميلادية حيث تبعه ابنه ناصر الدين يعقوب قراجة لفترة قصيرة حتى عام 1214 ميلادية.