سهيل حاطوم - 11-9-2021
فوق مرتفع شاهق شديد الانحدار من جوانبه كافة تربض قلعة الأمير فخر الدين المعني الثاني وسط الرمال في مدينة تدمر السورية.
القلعة التي تعتبر أحد أبرز المعالم الأثرية في مدينة تدمر والتي تنسب للأمير فخر الدين المعني الثاني في القرن السابع عشر ، يعود أصلها إلى زمن الحروب الصليبية حيث عمل أتابكة دمشق والزنكيون و الأيوبيون على تجهيز المدينة بوسائل متعددة للدفاع عنها فكانت أول بناء متكامل وقوي في عهود تدمر.
وتقوم القلعة فوق رابية صخرية إلى الشمال الغربي من تدمر بارتفاع 150 مترا فوق سطح المدينة، حيث تمتلك القلعة مخططا شبه منحرف وغير منظم، وهي مبنية من الحجارة الكلسية القاسية المشذبة الوجه، أما جدرانها فهي أسوار عالية حصينة تدعمها أبراج مربعة ومستطيلة يبلغ عددها 18 برجا، تتخللها نوافذ بارزة لرمي الحجارة والمواد المشتعلة في زمن الحروب.
وقد ساهم ارتفاع أسوار القلعة التي تتألف من عدة طوابق في إشرافها ومراقبتها لكل ما يجري في حوض تدمر وقسم من جبالها وأوديتها.
ويحيط بها خندق بعرض 12 متر وبعمق 12 متر كمانع يقف حائلا في وجه المهاجمين ويمنعهم من الدخول إليها، حيث كان السبيل الوحيد للدخول إليها الجسر المتحرك القائم على دعامات والذي يقع فوق الخندق أمام المدخل الرئيسي المتجه إلى الجنوب الشرقي.
ويشير الباحث في التراث / إبراهيم جودية / إلى أن الأمير فخر الدين المعني الثاني الذي حملت قلعة تدمر اسمه حكم جبل لبنان واجزاء من سورية في بداية القرن السابع عشر الميلادي أطلق عليه لقب " سلطان البر" وأسس دولة عصرية وقوية امتدت من فلسطين إلى شمالي تدمر ، وأسس جيشا قويا وقاد أول ثورة في وجه بني عثمان متحديا والي دمشق العثماني حافظ باشا ، ومعتمدا على وحدة النسيج الوطني والبعد عن الطائفية المقيتة.
يشار إلى أنه سيكون لنا عدة تحقيقات عن تاريخ الأمير فخر الدين وغيره من الشخصيات التاريخية الهامة.