لينا صياغة - 25 -11 - 2021
ترعرعت عليمة في اسرة محبّة ، و أخذت حبوب هذه المحبة مع جرّتها الى عالمها الجديد عندما انتقلت لتكوّن اسرتها الصغيرة .
لقد انتقت اصعب السبل لتزرع هذه الحبوب في وسط ظلمة تُقيّد فكر قاطنيه ، و مع زرع كل حبة كانت جرّتها تنكسر فتعود عليمة هذه الفتاة الجسورة و الصبورة و تلصقها من جديد بأغرب الطُرق ، لتثبت أن طاقة الحياة الإيجابية دائما ممكن أن تُجلي بعض النفوس و ترشدها الى النقاء…..
لكن ، هل أنبتت و تفتحت هذه البذور في تلك الظلمة ؟؟؟ اليوم اصبحت جرّتها كالفسيفاء مقطعة الأشلاء ، ومعظم ذرّاتها استجمعتها مرّات عدّة و قامت بإعادة ترميمها . و لأوّل مرّة تعترف بأنها إستنفذت نغماتها الساحرة لإعادة نسج ما تقطّع من روابط فيها .
كانت عليمة تدرك بأنها أغنت تلك الأفكار ببذورها الجميلة ، و أعطتها مفاتيحاً تحررها من القيود ، لأنها لا تنطلق من دون كسر قيود ما ، و لا تتفتح بذرة من دون التحرر من الظلام لتصعد للنور ، و سرّ هذه البذور يتمّ في بثّها لهذا النور الى شبكة نابضة تناجي حقيقة الوجود…
فمهما تعرضت للقمع والحدّ من نموها بشتى الطرق و محوها سوف يبقى أثيرها موجوداً. أمّا جرّتها ترى جمالها بوحدة ذرّاتها لتبقى أيقونة مشعّة بإسمها مدى الدهر لأنها شهدت على قدرة التعامل مع التجربة و تحويلها الى وعي كما تتحول البذرة الى ثمرة بعد فصل أو عدة فصول .