سهيل حاطوم
تعد قرية "ذكير" الواقعة على الحافة الشّرقية لصبّة اللجاة البركانية وعلى الضفة اليسرى لوادي اللوا في السويداء متحفاً مفتوحاً بآثارها وأسوارها وممراتها وبيوتها القديمة وبواباتها المنقوشة وأبوابها الحجرية وأعمدتها وأحجارها المنحوتة المنتشرة في كل مكان من أرجاء القرية التي تنقل زائرها الى أعماق التاريخ الموغلة في القدم.
وكان يطلق على “ذكير” لقب مملكة اللجاة لموقعها المتميز في المنطقة الشمالية من جبل العرب وغناها بالآثار الرومانية واليونانية العائدة إلى القرن الثالث الميلادي كما ورد ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي حيث جاء أن موقعها جعلها تكتسب جمال الطبيعة وخاصة هواءها النقي إذ يحدها من الغرب منطقة اللجاة الصخرية التي تتميز بصبتها البركانية ومن الشرق السهول الخصبة والبادية ومنطقة الصفا الوعرة وطريق دمشق السويداء ومن الشمال قرية خلخلة ومن الجنوب قرية الصورة الصغيرة.
ووفقاً لدائرة الآثار بالسويداء فقد كانت القرية في القرن الثالث الميلادي من المدن المتطورة والعامرة والنابضة بالحياة وهي غنية بالآثار الرومانية ولا سيما المنازل القديمة التي تعود لتلك الحقبة التاريخية حيث تضم ذكير العديد من الأوابد الأثرية التي تعرضت للتخريب خلال القرون السابقة ومنها المعبد الشرقي والمدفن الأثري إضافة الى بقايا السور الذي كان يحيط بها وأبواب “الحلس” الحجرية وبقايا معاصر البطم والمطحنة القديمة ونقوش دوالي العنب الموجودة على آثارها.. كما وُجد على أغلب آثار “ذكير” صوراً وتماثيل للإمبراطور فيليب العربي ابن مدينة شهبا الأثرية التي تتبع “ذكير” لها .
وتحتوي “القرية التي نشطت الزيارات السياحية إليها بعد تصوير مسلسل “الخربة” الشهير فيها .. على مبان أثرية مسجلة لدى دائرة آثار السويداء منذ عام 1957” وعلى ما يقارب 40 بئراً محفورة بالصخر كان الرومان يعتمدون عليها في فصل الصيف ومن أشهر هذه الآبار بئر “الطبلية” التي تتعدى مساحتها 1000 متر مربع وباب البئر صغير جداً ولا تتعدى أبعاده 80 سنتيمتراً ومتصل ببئر أخرى اسمها بئر “الرمانات” عبر قناة وكانت تتم تعبئتهما بالماء من وادي اللوا الذي يمر بالقرية التي بقيت الى فترة قريبة تعتمد على مياهه في فصل الصيف.
يشار الى أن قرية “ذكير” تقع على الطريق العام الذي يربط محافظة السويدا بالعاصمة السورية دمشق وتبعد عن مدينة السويداء شمالاً نحو 40 كم وعن دمشق جنوباً 60 كم.