قراءة في "قصة حب مجوسية"...!

 

هيسم جادو أبو سعيد -15 - 1 - 2022

 أتناول فيما يأتي رواية الكاتب العربي الكبير عبد الرحمن منيف "قصة حب مجوسية" في طبعتها الخامسة الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 1990م. وقد كانت هذه الرواية من أولى الروايات التي كتبها عبد الرحمن منيف، وتميزت عن كل رواياته الأخرى بتركيزها على الإنسان ومشاعره أكثر من تركيزها على المجتمع والأمكنة والتاريخ، وهو ما راح عبد الرحمن منيف يتناوله بغزارة في رواياته التالية مثل شرق المتوسط ومدن الملح والآن هنا، ففي هذه الرواية تختفي أسماء الأمكنة وتتوارى إلى أبعد زاوية فيها مشكلات المجتمع والواقع، لتبرز العواطف الجياشة والآمال والخيبات في قصة حب قد بتدو غريبة، كما يعترف الراوي ذاته، لكنها قادرة على أن تمس من يقرؤها برهافة لذيذة ومؤلمة…

 وأبدأ أولاً بالتنويه إلى أن ما سأقدمه ليس قراءة نقدية للرواية، بقدر ما هو قراءة تأملية تبحث بعين القارئ المهتم عن نقاط الدهشة والتحول وعن الألغاز وحلولها وعن مكامن الجمال… ولعل أبرز مكامن الجمال في هذه الرواية لغتها الشاعرية التي انبثقت من أسلوب البوح والرغبة في التعبير عن الأعماق، ومن تناولها لتلك الأعماق بتناقضاتها وتقلبها وغموضها…


 وسأقدم قراءتي هذه من خلال طرحي لعدة نقاط رأيت أن الرواية تتميز بها:

 1- الأفخاخ:

 عتبة الرواية فخ يلتقطك لتكمل مشوار قراءتها، من خلال إصرار الراوي على البوح، على الرغم من السخرية والشفقة التي يتوقعها من المحيطين، وهو ما يثير دهشة القارئ وتساؤله عمّن تتحدث الرواية، وعن سبب الاستهجان المتوقع... فمتى ما ثارت تلك المشاعر في نفوسكم نحو الرواية فاعلموا أنكم قد وقعتم في الفخ، لكنه فخ جميل، وسوف تتوالى الأفخاخ مع كل مرحلة تغير تطرأ على الشخصية، وهو ما سآتي على ذكره في فقرة تالية.

 2- اللغة الشاعرية: 

وهي منبثقة من الحالة الوجدانية للشخصية، وتمثل فخاً أيضاً يجذب القارئ للغوص في متعتها… فهو يقول في الصفحة 12: "الزجاج بيننا يحصد خفقة القلب، ثم يعجنها كتلة نار ويدحرجها... ثم يأتي المطر ليذيب لذة الحلم". 

ويقول في الصفحة 39 وهو يصور جمالها وانبهاره بها وغفلة الآخرين عن هذا الجمال: "اتركوا الكلمات المتقاطعة وأنصتوا إلى أنفاسها العذبة التي تخفق في صدرها كموجات صغيرة من الياقوت. انظروا إلى عينين لم يحلم بهما بشر.

 لقد كان الرب مفتوناً لدرجة الانصعاق عندما صنع من الطين الأصم هاتين العينين… ولكن هذا الرب نفسه يريد أن يغمض (في لحظة ما) هاتين العينين ويجعلهما تراباً مرة أخرى. لشد ما في ذلك من عبث وقسوة". وهذا المقطع تمتزج فيه الشاعرية مع صفة هامة سآتي على ذكرها أيضاً هي التحدي. 

3- التحول:

 الذي يعبر عن تطور الشخصية وتغيرها مع تطور الأحداث وتقدمها، حيث يمثل كل تحوّل فخاً جميلاً جديداً يدفع القارئ للاستمرار في القراءة لمعرفة إن كانت الشخصية ستستمر في تغيرها وستتابع حياتها وفق ما قررت، وما سيترتب على هذا التحول. 

فقد كان بطل الرواية على علاقة مع ميرا وباولا ورادميلا,، لكن لحظة تحول أولى تطرأ عليه يعبر عنها في الصفحة 10 في قوله: "يجب أن تصدقوا أن في الإنسان شيئاً غامضاً ومحيراً، إذ ما كدت أراها حتى ظننت أني أعرفها منذ آلاف السنين. ليس ظناً ما أقوله لكم… إنه الحقيقة. الحقيقة المطلقة والوحيدة". 

ثم يبرز هذا التحول من خلال قرار اتخذه مع نظرته الطويلة إليها في الصفحة 14: "قلت لنفسي بتحد أخرق: سأقتل الكراهية والحقد. سأقتل الخيبة والكبت. أما التأملات البلهاء التي تسرقني من كل ما حولي فسوف أدفنها في أقرب مزبلة". 

ثم يضيف: "إنني أقع الآن في ذلك الشيء الغامض". ويتقاطع المقطعان السابقان أيضاً مع فكرة سآتي على ذكرها لاحقاً هي تناول الأعماق والحالات النفسية. ثم يأتي التحول الذي طرأ على شخصية بطل الرواية بعد عودته إلى المدينة في علاقته مع النساء ومع الكنيسة ومع المدينة، ففي علاقته مع النساء يبدو التغير منذ لقائه مع ميرا التي يبدو أنها ارتكبت خطأ في غيابه وشكّت في أن يكون قد ارتكب الخطأ ذاته لينعكس هذا على ليلته الأولى معها بعد عودته. 

ويلجأ بطل الرواية إلى باولا ليبقى معها أربعة أيام يقترح بعدها أن يلتقيا مرة أسبوعياً أو مرتين ليعود إلى دراسته، لتنتهي علاقتهما في تلك الليلة. أما رادميلا فقد التزمت مع إيفان، فيقول عنها في الصفحة 77: "وهي الآن امرأة أنيقة، متزنة، لا تتكلم مع الرجال إلا عن إيفان، وترد التحية بتحفظ إن كانت وحيدة. ولا تترك لأحد أن يفكر بالاقتراب منها".

 واستمرت علاقته هادئة مع ميرا وباولا وإيفان ورادميلا,، لكنه استمر في البحث عن ليليان حتى ليلته الأخيرة في المدينة بعد إنهاء دراسته، فيقول في الصفحة 102: "وفي اليوم الأخير، قبل السفر اعتذرت عن الارتباط… ومنحته كله لليليان". وبات ليلته عند صديقه وهو يحلم بها. 

أما في علاقته مع الكنيسة فيظهر التغير في ذهابه إلى الكنيسة بحجة الاعتراف، بينما كان يضمر دافعاً خبيثاً ومليئاً بالخطيئة، حسب تعبيره، وهو السخرية من الأب المقدس. ثم تأتي مرحلة البحث المحموم عن ليليان التي ظلت تشغل باله، فقد سأل رادميلا وإيفان عنها مرة واحدة، ثم لم يعد إلى التحدث عنها مع أحد.

 ثم راح يبحث عنها في كل مكان، حيث يقول في الصفحة 90: "بدأت أجلس في المقاهي. لم ألزم نفسي بالجلوس في مقهى معين. فالمقهى التالي مقهاها، ولا بد أن تأتي. وإذا لم تجلس في المقهى فسوف تذهب إلى السينما. وحتى لو جئنا في وقتين مختلفين، فالأفضل أن أبقى فترة من الزمن، لكي أراقب الخارجين والداخلين، لعلها تكون بينهم..." 

وقد طرأ التحول عنده أيضاً على صورة المدينة نفسها، ليقول في الصفحة 91: "وشيئاً فشيئاً بدأت المدينة تصبح لي عدواً. تبددت الأحلام… أما الخيمة الكبيرة التي تصورت أن المدينة تقيمها فوقها لكي تظلّ الناس، فأصبحت عراء شاحباً. الشوارع المزدحمة في كل وقت فارغة. دور السينما التي تستقبل البشر وتودعهم مرات في اليوم الواحد، لم تعد أكثر من صالات باردة تتلاعب فيها الرياح والأشباح. والمقاهي والجرائد والتلفزيون... وأي شيء آخر في المدينة فقد معناه!" 

وصدف أن لمح ليليان ذات مرة في الترام، فراح ينتظر رؤيتها ثانية في الترام حتى أصبح كل ترام عدواً، وأصبحت كل الوجوه بالنسبة له ثقيلة هازئة. ثم تأتي مرحلة اليأس المكابر. فيقول في الصفحة 99: "إذا لم تدق ليليان بابي فسوف لن أذهب إلى أي مكان لأبحث عنها! لن أغادر غرفتي إلا في أقصى حالات الضرورة. لن أقف بعد اليوم أمام محطة الترام كمتسول. وإذا ذهبت إلى المسرح فسوف لن أكون وحيداً. وفي المقاهي والسينما، وفي أي مكان لن أنظر بعيون بلهاء في وجه البشر، خاصة وجوه النساء. لأفتش عن امرأة ماتت بالنسبة إلي. قررت نهائياً أن أتوقف عن البحث".

 ثم يأتي تحوله قبل السفر من خلال قراره ببدء حياة جديدة منذ الغد، في الصفحة 110: "سوف لا أندم... قررت ذلك أمس بحزم كاهن. قلت لنفسي: منذ الغد يجب أن أبدأ حياة جديدة".

 4- الرمز:

 تنوعت الرموز ومواضعها واستعمالاتها في الرواية على الرغم من عدم التصريح المباشر بها، ومن هذه الرموز: الزجاج الفاصل بين بطل الرواية وليليان في المقطع الذي أوردناه كمثال على اللغة الشاعرية يبدو رمزاً للحاجز الذي يمنع لقاءهما سواء كان نفسياً أو اجتماعياً كونها امرأة متزوجة، على الرغم من شفافيته التي تشعل الأشواق اليائسة للقاء. ورمز البطيخة الكبيرة التي أهدتها له ميرا قبل ذهابه إلى الجبل للاستشفاء، وقد كان على علاقة بها منذ ثلاث سنوات. حيث يقول في الصفحة 19: "أصرت أن تشتري لي بطيخة خضراء كبيرة وقالت وهي تشير إليها: قلبي كبير هكذا.." لكن البطيخة بعد صعوبة نقلها مسافة طويلة انزلقت وانفلقت عند باب الفندق.

 ورمز المجوسية حيث يعتبر نفسه في الصفحة 33 مجوسياً لأنه يعبد نيران العيون، فيقول: "أيتها العيون التي انفجرت في ظلمة الحياة التي أعيش فيها. سوف أعبدك. أنا مجوسي أكثر من مجوس الأرض كلهم". ويصرّح في موضع آخر أن هذا الحب مجوسي لأنه يشبه النار: تحرق وتؤلم وتطهّر. ورمز الحفلة التنكرية التي لا يمكنهما أن يلتقيا إلا من خلالها متنكرين، وعلى الرغم من هذا يظل الخوف مسيطراً عليهما، فيقول في الصفحة 58: "في تلك اللحظة المليئة بالخطر والرهبة التقينا. بدا لي أن جسمها ارتعش حين عرفتني". ليكون الفراق مصيرهما بعد تلك الحفلة التنكرية التي أعلن لها فيها عن حبه.

 وقد يكون لقاؤه بليليان في محطة القطار وهو يستعد للسفر إلى بلاده وقد تجمع أصدقاؤه حوله لوداعه رمزاً للأحلام الهاربة التي تستمر في مراودتها لنا، فهي في هذا اللقاء الأخير في الصفحة 124 ترفض أن تعطيه عنوانها: "فلا فائدة".

 وبعد سنوات يطرأ التغير على كل الأصدقاء، فميرا تزوجت وأنجبت وأمها ماتت، وباولا اختفت، ورادميلا وإيفان تزوجا وأنجبا، بينما حافظت الذكرى على ليليان كما هي، فاستمر بحثه عنها في سفراته الثلاث لزيارة أصدقائه، واستمر في الصفحة 130 على يقينه: "إنها تنتظرني…" 

5- تحدي الذات والآخرين والتهم وضمير المخاطب:

ففي تحديه لذاته يصر في الصفحة 34 على إنكاره للحب: "لنترك كلمة الحب، إنها خطيرة لدرجة لا أحتملها، إنها شديدة القسوة، قد أخطئ في استعمالها، وربما تحولت على لساني إلى أنشودة لا يجدر أن أتركها طليقة هكذا. إن ما أحسه أقرب إلى رغبة البكاء". 

وفي الصفحة 37 يعبر عن تحديه ورفضه لآراء الآخرين وأحكامهم المسبقة، وخصوصاً الآباء المقدسين الذين قد يمثلون في هذا السياق المجتمع بأكمله: "هل يمكن لإنسان أن يفكر في اغتيال فراشة صفراء وسوداء؟ فراشة قاسية الجمال وحزينة؟ الآباء المقدسون قد يفعلون… يريدون ملء أوقاتهم الفارغة باغتيال مخلوقات الله الصغيرة".

 يبرز التحدي أيضاً من خلال رفضه أو قبوله الساخر للتهم الموجهة إليه بلسانه عن ألسنة الآخرين، مثل تهم المراهقة والحرمان والبلاهة والحلم والرومانسية، حيث تتضح حالة الصراع من الحوار مع الآخر بصيغة المتكلم الذي يخاطب الآخرين المنتقدين. 

6- تناول الحالات النفسية والأعماق: 

وهو ما يميز الروايات الأكثر اهتماماً بالشخصية ومشاعرها ودوافعها وتطورها،وهو ما برز في مواضع كثيرة في هذه الرواية، فبطل الرواية من خلال مشاعره هو يستشف مشاعر الآخرين أو يضفي مشاعره على الآخرين وعلى العالم المحيط به.  فيقول في الصفحة 11 بعد رؤيته لليليان قرب البحيرة ثم مغادرتها: "ومن جديد رأيت الناس. كان الناس مثل علب معدنية محكمة الإغلاق. عيون مغمضة. ذقون مرتخية وملامسة للصدور... ثم شفاه متدلية... وصمت". 

ويقول في الصفحة 12: "بشكل ما تأكدت أن لها عالماً خاصاً. وأن عالمها ليس بعيداً عن عالم زوجها فحسب، بل ومختلف عنه تماماً". ويتحدث بطل الرواية في الصفحة 22 عن الكبت الجنسي. فيقول: "كان الدفء ينتشر في ذرات الهواء وينعشها، يصيب عروق الرجال والنساء سعار أصفر بلون الصديد… وكان أغلب النزلاء يخرجون إلى الطرقات الضيقة في الحديقة الكبيرة للفندق، والتي تصل حتى أطراف الوادي… وهناك كانوا يشبكون أيديهم بقسوة، ويقبّلون بعضهم بشهوة الكلاب… حتى إذا تحركت الدماء,، قذفوا في سراويلهم أو ركضوا مثل قطط مذعورة إلى الفراش".

 ثم يعبر في الصفحة 32 عن حالة الحزن التي يعيشها بقوله: "أيها الآباء المقدسون… تعالوا واسمعوا اعترافات رجل حزين. الأرض مليئة بالرجال الحزانى. وحتى الآن لم تسمعوا سوى اعترافات المخطئين، أما الذين يموتون كل لحظة فأنتم لا تعرفونهم…" ويتحدث في الصفحة 34 عن حبه لليليان الذي يراه حباً من نوع آخر غير الذي عرفه مع أخريات: "لو قلت لكم إن أفكاري نظيفة مثل أوراق أشجار الصنوبر المغسولة بمطر الصيف، لكذبت. لكن لم أكن أفكر بالمضاجعة. لم أفكر أن تتحول هذه المرأة بين يدي إلى رادميلا… كنت أريد أن ألمس يديها. أن أقبّلها. أن أضع رأسي على حضنها وأغفو".

 وعند الإعلان عن الحفلة التنكرية يتساءل عن القناع الذي ستلبسه ليليان، ويناجيها في الصفحة 52 دون أن تسمعه طبعاً: "ليليان تعالي كما أنت لأرى عينيك، أريد أن أغرق فيهما، أما الأقنعة فإنها سياج من الأشواك. لا أطيق أن أراك غير ما أنت يا ليليان". ثم يتابع حديثه عن الأقنعة ورغبة الإنسان في إخفاء حقيقته: "الإنسان في مثل هذه الليلة يريد أن يتخفى، أن يتوارى، أن ينسى صفاته الإنسانية. كل واحد يمل وجهه وابتسامته البلهاء يمل النظرة الهادئة والرصانة… أغلب الأقنعة لقرود ضاحكة، لطيور النحس والحمير… وأنتم الذين صنعتم مثل هذه الأقنعة ألم تفكروا بالبؤس، بالعذاب الكائن وراء الابتسامات؟". 

ويتساءل في الصفحة 91 معبراً عن الأمل المختلط باليأس: "هل انتهت ليليان إلى الأبد؟ ألا يمكن للمدينة أن تتحول إلى كائن رحيم مرة واحدة وتدفع ليليان إلى شارع، إلى حديقة، إلى مقهى؟".

 وفي الصفحة 30 يعبر بكثير من الأسى عن حالة الضعف والتردد والجبن التي انتابته: "لماذ لم أقترب؟ لماذا تركتها تشعل السيجارة والقداحة الذليلة تنام في جيبي كأنها جثة حمامة؟ تطلعت إلي أكثر من مرة قبل أن تشعلها. بدا لي أنها لا تجد كبريتاً… كنت أعمى. كنت جباناً". وقد دفعته مشاعر الضعف والعجز أحياناً إلى العودة للتفكير بالإله، فهو يقول أثناء بحثه اليائس عن ليليان في الصفحة 90: "هذا الشارع الذي أمر عليه الآن، مرت فوقه ليليان آلاف المرات. لكن متى أيها الإله؟ (أصبحت أردد اسم الإله كثيراً… لكن دون وعي)." 

7- طرحها لقضايا مشكلة: 

وقد أشرنا إلى بعضها أثناء التحدث عن العناوين السابقة، مثل الموقف من الإله، وحب زوجة رجل آخر، والعلاقات الجنسية المتعددة مع ميرا وباولا ورادميلا. 

8- وما يميز هذه الرواية غياب اسم البطل بشكل كامل وعدم وضوح هويته، فهو طالب من بلد مختلف عن مكان دراسته، وليست هنالك إشارة إلى بلاده، وهو رسام كما يبدو من خلال حديثه عن ميرا الشاعرة في الصفحة 77: "انقطعَتْ عن الحديث عن ديوان الشعر، كيف يجب أن يطبع واللوحات التي يجب أن أرسمها".

 أخيراً، وإضافة إلى كل المميزات التي تم طرحها لهذه الرواية، فقد تبدو هذه الرواية قصة حب، لكنها تتجاوز الحب الجسدي، وهذا ما يدّعيه بطلها نفسه، إلى حب مختلف يحتار هذا البطل في تحديد ماهيته، إذ يكفيه أن يراها... أن يلمس يدها... ثم أن يموت... ما يجعله حباً ميالاً إلى الصوفية.