أمجد سليم - 8- 3- 2023
في يومها العالمي وقبل الاحتفال نسأل ان كان لا بد من الاحتفال ؟!
تواجه النساء في البلاد العربية حروباً متعددة، لو ترجمت بالسلاح لكانت اول معركة مع رجال الدين وثانيها مع القانون وثالثها مع النفس اما الرابعة فهي مجزرة على المجتمع.
معركتها مع رجال دين معركة فكرية تدحض من خلالها كل الأقاويل وال "محرمات" التي تستجد مع ما يحصل من حولهم وانتصارها عليهم نتيجته اجيال تقرر بنفسها ما هو الخطأ من دون ان يملي عليها احد تفسيرات للكتب المقدسة تناسب عقلية المحاضر فيكون الدين اداة لنسخ "عقليته" وطبعها في عقول الشباب وغالباً ما تكون هذه النظرة انتقاص من كيان المرأة ويكون بالنسبة لهم ان عليها "واجبات" يجب تنفيذها كـ "شرع للحياة" وبنظرهم طالما ان كل ما تقدمه المرأة هو "واجب" لا تُقدّر ولا تٌحترم وتعامل على اساس رتبة ثانية في بني البشر. يستعملون الدين لتجسيد عقليتهم وجوهر الدين هو نفسه مهما اختلفت المذاهب فإن الانسان متساوٍ على هذه الارض مع أخيه الإنسان مهما كان جنسه، لونه او جنسيته.
اما مع القانون فمعركتها بالسلاح الابيض بوجه المدافع والدبابات فهي .. تدافع عن ضناها وعمرها وحقها في الحياة ولا تأخذ شيئا الا بحال ثبوت انها "أهل للمسؤولية" ، يطلب منها العطاء "بالقوة" ! وهي هنا على جبهتين .. فالقانون حليف المجتمع والمجتمع اشبه بمرتزقة في ساحة حرب .. المجتمع يحكم والقانون يفند الاحكام، القانون يحكم والمجتمع ينفذ الحكم!
فتصبح هذه المرأة تواجه ذكراً يحمل بيده اليمنى "ميزان العدل" وأداة الجلد في يساره ..
فوق كل تلك المعارك تبقى المعركة مع النفس هي أم المعارك ، فهي عدوة نفسها في اغلب الاوقات وعليها محاربة كل تلك المظاهر التي تجعل من المرأة دمية "مانيكان" تضع عليه الماركات وتختبر مساحيق التجميل ، فهي .. بطريقة او باخرى شريكة بتسليع نفسها .. كيف لا وبطريقة معينة اصبحت هي "الماركة" !
ويبقى يوم الإمرأة العالمي فاصلة في كتاب كبير كُتِب على يد نساء مناضلات في جميع المجالات ونساء مربيات في جميع البيوت ونساء رائدات في المجتمع كتبوا بالخط العريض "طريقا طويل والمعارك كثيرة والانتصار آتٍ" ، لا احتفال في يوم المرأة العالمي بل نحتفل بكل يوم تحقق فيه المرأة جزءاً لو كان صغيراً من حقوقها.