ع حقيقتك !!

لينا صياغة - ١٩-١١- ٢٠٢٣

هل تستخدم عقلك ؟؟ أم تركنه جانباً ؟؟ورضيت أن يقرّر عنك الآخرون . 

استيقظ أيها الإنسان وعِ المسؤولية الكبرى  اتجاه نفسك !  نفسك هذه التي هي أنت ، أنت من أتيت وحدك لهذه الدنيا وستذهب وحدك ،لن يرافقك من يسمم أفكارك ويجعلك آلةً مبرمجة لا تخدم تطورك ، لا تقبع خلف  تقاليد بالية  محجوباً عن العلوم جاهلاً .!

واعلم أن دور العبادة في قلبك داخلك وليس خارجك  فأنت المعبد بحد ذاته ‏لأنك تحمل الروح الإلهية، ‏لهذا واجبٌ عليك حماية هذا المعبد وتغذيته جسدياً وروحانياً معا ‏وحمايته من الموبقات والأمراض وكل ما يضرّه من أطعمة وشراب ونَفَس. فمن الممكن أن يعيش الإنسان فترة طويلة دون طعام أما دون نفس  لفترة وجيزة لا تتعدى دقائق معدودة . ‏

لا تستهتر بوجودك !  الخالق سبحانه أحبك فأبدعك حافط على نعمة وجودك و إلاّ زالت. ‏وتذكر دائماً أن لا فرق بين الخلق إلا بالتقوى. والتقوى هي قوة العلم الذي به تُنال الدرجات والمنازل ‏ولا تنسَ أن العلم نورٌ والجهل ظلام ، الخالق سبحانه نوراً وهو مصدره ‏، إنه ينظر دائماً لقلوبكم ولا ينظر لصوركم. ‏أما الشمس التي أبدعها لنا لتُحيي أجسادنا وقلوبنا معاً نختبئ منها وهي مصدر الحياة  لنا .!

حتى ‏ وجوهنا هويتنا ،  وجهك هو استحقاقك  ،ملامحك تخبر حقيقتك في علم الفراسة و ضعته  الأسياد فلا يجوز  إخفاءَه  .

إننا نهين أنفسنا حين لا نعقل ، لا  نفكر ، لا نعي ، لا. ننقب ، لا نبحث ،  لا نزيل الغشاوة عن أعيننا، ولا الران عن قلوبنا . لا تموتوا وأنتم أحياء  ابحثوا عن الألوان  فهي مقدسة ، لا تستبدلوها بألوان  لا حياة فيها  ،لنفسك عليك حق  فلا تظلمها   ولا يجوز الغلو في جانب من جوانب  الحياة فينقلب ضده هكذا. 

قال سلمان الفارسي  لأخيه أبي الدرداء حين أهمل. جسده وانقطع الى العبادة  فقط "علينا نصب الميزان أمام أعيننا  عندها نستطيع التوازن ًفي أفكارنا وأعمالنا  ويصبح المرء  إنسانا .! "

ولا تنسَ أخي الإنسان أنك  الحكم والحكمة والحكيم . وأنت أولى بنفسك   لقد خلقنا  الخالق سبحانه وتعالى أحراراً  فأي عبد  وأي سلطة  تكبلنا إلاّ إن سمحنا نحن بهذا .

لا تشحذ محبة الخلق انما محبة الخالق سبحانه ورضاه ، الخلق متساوون سيقفون امام ربهم و يسألون عن كل كبيرة و صغيرة ، و تذكروا ان مسيح الأمم لم يعرفوا قدره البشر ، اذ كانوا هؤلاء يمجدون أحدهم من أهل الزيف فتعجب أحد تلامذته وسأله كيف يمجدون هذا ويغضّون الطرف عنك أشرف الخلق صاحب رسالة المحبة والإنسانية ؟ 

فرد عليهم بتواضع قائلاً ؛ أنا لست من هذا العالم ! بمعنى ليست هذه الديار دياره التي ينتمي إليه حيث لا حق فيه إذ لكل عالم وعيه ، كن واعياً لتنتقل لعالم الحق عالم أفضل وإلاّ كنت من الخاسرين.