ظلّ الملائكة في المجتمع -  الحلقة الثالثة - مركز المتن الصحي الاجتماعي – بتخنيه

الشيخ مكرم المصري - 8- 4- 2023


تأسّس مركز المتن الصحي الاجتماعي في ستينات القرن الماضي في بلدة بتخنية المتنية، وكان الهدف من تأسيسه مساعدة أبناء المتن الأعلى والجوار في حال المرض أو الحالات الطارئة ليصار لاحقاً لنقل الحالات المستعصية لمستشفيات العاصمة بسبب عدم وجود مستشفيات في الجبل بذلك الوقت.
بعد نشوب الأحداث الأهلية المشؤومة أعادت الجمعية النسائية الخيرية في بتخنيه افتتاح المركز وتجهيزه في العام ١٩٧٨، لكي يكون في ذلك الوقت المستشفى الميداني الوحيد في المنطقة الذي يقوم بالعمليات الجراحية، وكان يؤمن كافة الخدمات الطبية خلال اجتياح العدوّ الإسرائيلي للبنان وكان نواة أو إذا صحّ التعبير الإنطلاقة الأولى لمستشفى الجبل.


تعاقدت الجمعية مع وزارة الشؤون الاجتماعية في العام ١٩٨٥ ومع جمعية الشبان المسيحية I.M.C.A. لتأمين الدواء المزمن لحوالي ٢٠٠ مريض شهرياً لمساعدة المرضى من بلدة بتخنيه والقرى المجاورة التي تبلغ سبعة عشر قرية.

كان المركز يقدّم سابقاً الخدمات الطبية التالية: - الصحة العامة - أمراض القلب والشرايين- فحص العيون- الطب النسائي- طب الأطفال- العلاج الفيزيائي.


وبمساهمة من الجمعية النسائية في تحفيف أعباء المعيشة عن كاهل الأهالي تمّ افتتاح مركز طب الأسنان الوقائي من قبل أبناء عائلة أبو الحسن ونادي الروتاري في كاليفورنيا وحمانا والمتن الأعلى في تشرين الثاني من العام ٢٠٠٩، وهو يقدم اليوم خدمات علاجية ووقائية لطلاب المدارس الرسمية والخاصة وللأهالي من كافة البلدات المجاورة.كذلك ينظم القيّمين على المركز ندوات صحيّة تثقيفية في كافة المجالات وعلى مدار السنة حسب ما تقتضيه الحاجة. 

في الوقت الحاضر، يداوم في المركز طبيب صحة عامة وأمراض داخلية وشرايين وطبيب عيون إضافة الى عيادة الأسنان، علماً أن بعض سيدات الجمعية هنّ متطوعات منذ افتتاح المركز وحتى يومنا هذا. يتطلع القيمون على المركز مستقبلياً للتعاقد مع أطباء ذوي إختصاصات غير متوفرة بالمركز حالياً بهدف تطويره، توسيع مجالاته ومساعدة أبناء المجتمع.


وفي الختام لابد ّ من شكر السيدة وجدان أبو الحسن على تزويدنا بهذه المعلومات القيمة، كما وأتقدم بالشكر بإسمي وبإسم السيدة وجدان لرابطة آل أبو الحسن، التي قدّمت المكان لبناء المركز الجديد، والشكر الكبير لأصحاب الأيادي البيضاء وأهل الخير والعطاء على تبرعاتهم لهذا المركز والله لا يضيع أجر محسن.

وفي الختام توجهت السيدة وجدان أبو الحسن بالشكر لإضاءتنا على تاريخ المراكز الطبية وعاهدت الجميع بالإستمرار في عملهم التطوعي لخدمة المحتاجين.