ظل الملائكة على الأرض - الحلقة الثامنة عشر - جمعية المرأة الدرزية

الشيخ مكرم المصري - 10- 7- 2023


تأسست جمعية المرأة الدرزية عام ١٩٦٢ ، تحت شعار نهضة المرأة الدرزية، ومركزها الرئيسي بيروت، وحصلت على العلم والخبر رقم ١٢٤ بتاريخ ١٦ نيسان من العام نفسه موقع من وزير الداخلية آنذاك المعلم كمال جنبلاط، والهدف صحي/ اجتماعي.


 اجتماعيا: تمكين المرأة وتدريبها لتدخل معترك العمل الحرفي، وتزويدها بالقدرة الإنتاجية للوقوف إلى جانب أسرتها.

صحيا: افتتاح مستوصفات خيرية مجانية تقدم الخدمات الاستشفائية في القرى النائية آنذاك. في البداية كان التعاون مع الانعاش الاجتماعي عبر معاونة ومساعدة جمعية تنظيم الأسرة التي كانت تشرف عليها المرحومة المربية الفاضلة السيدة زاهية سلمان، والمرحوم الأستاذ توفيق عسيران، وتمكنت الهيئة الإدارية الأم التي تمثلت بكل من السيدات: حكمت صعب أبي جمعة، سليمة القزاز درغام، مي الغصيني، صالحة محمود أبي جمعة، حياة حسين عبد الخالق، وبالتنسيق والتعاون مع بلديات القرى من افتتاح خمسة مراكز صحية/ اجتماعية منتشرة في قرى جبل لبنان والبقاع الغربي وتحديدا: في مجدلبعنا، وحاصبيا، وبكيفا، وعيحا، وكفرفاقود. وتعاقدت الجمعية مع وزارة الشؤون الاجتماعية منذ العام ١٩٦٩. وكانت تقدم الخدمات الطبية للقرية المتواجد فيها المركز والقرى المجاورة. كما كانت تقدم اللقاحات مجانا عبر وزارة الصحة وطبابة الأقضية.

خلال الحرب الأهلية لعبت تلك المراكز الصحية دورا رئيسيا في معالجة المرضى وتأمين الأدوية واللقاحات، والوقوف إلى جانب اهلنا، وخصوصا في مركزي مجدلبعنا وبكيفا اللذان استمرا في العمل على الرغم من الظروف القاسية وذلك بفضل لجنة من نساء بلدة مجدلبعنا والتي فاق عدد أعضائها ٦٠ سيدة بهدف دعم مستوصفي مجدلبعنا وبكيفا، بعد أن توقف العمل في المراكز الأخرى قسرا بسبب الأوضاع الأمنية. وفاق عدد المستفيدين في مركزي الجمعية الآلاف إضافة إلى خدمات صحية واجتماعية متنوعة، وتمكنت أكثر من ألف امرأة تقريبا من نيل شهادات تدريبية مسجلة في وزارة الشؤون ومزاولة المهن الحرفية التي تدربن عليها، وافتتاح معامل خاصة بهن ما زال بعضها حتى الآن، وذلك بفضل جهود رئيسة الجمعية آنذاك المربية هدى القاضي، وامينة السر الأستاذة ابتسام عبد الخالق، وفريق العمل والأطباء. 

بعد انتهاء الحرب والعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية وفي عام ٢٠٠٩ عادت الحياة إلى جمعية المرأة الدرزية بدم جديد فاعل بعد انتساب ٧٥ امرأة من عاليه بهمة وإصرار السيدة كاميليا حليمة بلان الرئيسة الحالية للجمعية، التي جاهدت وناضلت لاسترجاع مبنى الجمعية الرئيسي في عاليه وهو هبة من السيدة ياقوت الفقيه، والسيد اسعد الفقيه، وذلك تنفيذا لرؤيا راودتها إذ أن الأرض أرض مقام مباركة. وتم تعديل النظام الداخلي، ليصبح اسم الجمعية جمعية المرأة الدرزية بدلا من جمعية نهضة المرأة الدرزية، وأصبح المركز الرئيسي في عاليه بدلا من بيروت، وخلال ٣ سنوات وبفضل الدعم المعنوي والإنساني من سعادة نائب عاليه الاستاذ أكرم شهيب، ورئيس البلدية الأستاذ وجدي مراد وأعضاء المجلس البلدي مجتمعين، والمستشار القانوني الاستاذ عمر حافظ جابر، والكابتن وليد حليمة، والمستشار الفني المهندس رامي مراد رضوان، والمهندس وجدي مهنا، والخيرين في عالية، وأعضاء الهيئتين الإدارية والعامة تمكنت إدارة الجمعية من استرجاع المركز الرئيسي في عاليه الذي كان مشروع إنشاء مدرسة مهنية، خلال سبعينيات القرن الماضي. وبادر الأستاذ وجدي مراد بتقديم كل ما أمكنه لإعادة الترميم والإعمار ، عبر تزكيته لاسم الجمعية لدى المنظمات الدولية. وبعونه تعالي تم افتتاح مستوصف في المركز الرئيسي في عاليه عام ٢٠١٥، وحصل على ترخيص وزارة الصحة عام ٢٠١٦، وأصبح ضمن شبكة مراكز الرعاية الصحية الأولية عام ٢٠١٧، وبفترة وجيزة نال مستوصف جمعية المرأة الدرزية في المركز الرئيسي في عاليه شهرة تخطت حدود لبنان والجوار، وسمعة عالمية بشهادة عدد من المنظمات الدولية، واهمها منظمة أطباء العالم التي ساهمت بتوسيع المبنى.  

حاليا يستفيد من مستوصف مجدلبعنا_ جمعية المرأة الدرزية ما يقارب الخمسة آلاف مريض سنويا، إضافة إلى تأمين اللقاح لأكثر من ألف طفل سنويا، وتوزع الأدوية مجانا للمرضى إضافة إلى الدورات التدريبية الحرفية.


والأمر ذاته في مستوصف بكيفا- جمعية المرأة الدرزية، حيث لم يتوان المجتمع المحلي والبلديات عن تقديم الدعم المعنوي والمادي للمراكز .


أما في المستوصف المركزي في عاليه وبأقل من سبع سنوات فقد تجاوز عدد المرضى ١٣ ألف مريض، وعدد المستفيدين من الخدمات الصحية فاق ٢٥ الفا، إضافة إلى الخدمات الاجتماعية والإنسانية. والشكر الأكبر لفريق العمل في المراكز، وللأطباء الكرام، ولأعضاء الهيئة الإدارية والهيئة العامة.


إننا نحن رئيسة الجمعية السيدة كاميليا حليمة بلان والرئيسة الفخرية الدائمة الدكتورة ابتسام عبد الخالق، والهيئة الإدارية ، والهيئة العامة، نتقدم بالشكر من الشيخ مكرم المصري لقيامه بتوثيق تقديمات مراكزنا الصحية/ الاجتماعية، ونعاهد الجميع أننا سنستمر في العطاء عبر جمعية المرأة الدرزية، وستتابع سيدات الجمعية ما بدأناه… وهن جميعا تطوعن للخدمة العامة...