فرح نصر - 17-7-2023
لي في الشرفة المجاورة لحديقة احلامي كرسي و بقعة ضوء
كرسي مندثر بالواقع و اللاوعي مُنجد بالذكريات و بقعة ضوء
بقعة ضوء من حيث لا ادري و لا احتسب
ضوء من شعاع شغف وحب
ضوء كلما حاصره الظلام و زاد عناق الظلال له من كل صوب كان اشد قوة و وهجا
ضوء لا أعرف وجهته لكنني أرى سهمه يخترقني
ضوء يدخل مسامات جلدي و يصبغه بلا لون
و يلبسه رداء الفرح و وشاح الأمل
لو تأملنا الوجود لدقيقة واحدة
لعرفنا ان وجودنا هو محاولة نجاة و صراع منذ البداية و التكوين
نجاة من غرق اليأس و صراع بوجه القلق
وجودنا شرارة غضب و ابتهاج و سلام
وجودنا ميزان وهمي بمكيالين فرح وحزن
فرح مؤنس للأرواح و حزن منبتٌ لها
نحن مدينون للحزن بكل جرعاته الموجعة لأنه تهذيب سماوي لوجودنا و كياننا المتأرجح
لأنه صفعة اليقضه بعد الغرور و صرخة اليقين بعد الضياع
هو زاد المؤمن و عبادته المبسطة بالخشوع
هو ماء مقدس لسنبلة الحب الذهبية لكي تعطي نفوسنا خبزا معجونا بالدموع
كي يعلمنا الصبر
حياتنا أضداد متنافرة
أضداد فرح و حزن
و من دون أضداد نحن فراغات و هوامش
لا نؤمن على زمان
او مكان لذا قدسوا الفرحة الحزن سوياً من دون فرادًا.