ضحكات رنانة / الكاتبة لينا صياغة

الكاتبة لينا صياغة

5 -10 - 2021

ضحكات رنانة كانت تصدر من الحديقة ، فإذا بأشجار السنديان و الزيتون و الصنوبر يتحدثون عن خصائصهم و منافعهم ، كأنها نغمات في لوحة التعبير للطبيعة ، في عالم تعجز الصور  الحسيّة عن تجسيده .
كانت النباتات الأصغر تُصغي بحماس لمعرفة نهاية هذا الجدل ، طلبت  وردة الجوري أن تبدأ السنديانة بحديثها عن مزاياها. 

بدأت السنديانة تهزًُ  أغصانها معبرة عن عنفوانها و صلابة أخشابها فقالت :" من خشبي يُِصنع أفخر الأثاث ، في ظلي يستأنس البشر ، ويلعب الأطفال  ، وكفيّتي الخضراء البهيّة تنعش البيئة  وهي أجمل مسكن للطيور ، من ورقي و بلوطي أفرش الأرض كفسيفساء وهو الذّ طعام للماشية  " . 

عندها قاطعتها شجرة الزيتون و قالت :"مهلاً مهلاً أنا لي الأفضلية ، لقد نعتوني بشجرة النور لأني أطعم الإنسا ن وزيتي  سراج  ودواء ، كما أُدفئه من  خشبي وخشب حبوبي اللذيذة وأبقى متلألئة طوال السنة ، لوني مميّز بين الأخضر والأزرق ."  صفقت النباتات للسنديانة والزيتونة معجبة بصفاتهما  .  

سألت وردة الجوري الصنوبرة ما هي مزاياكِ؟؟  تقدمت برصانة وقالت":  إضافة للمزايا  التي سبقتني بسردها السنديانة و الزيتونة ، أنا الصنوبرة أُنعش الحياة بأبلغ هدف هو الإنسان.!!!صمت الجميع و لم يفهم أحدٌ قصدها ، و كأنها تقف جانبًا من أحد الفريقين المتباهين قبلها . ثمّ تابعت أحمل مفتاح  آلية عمل الفكر البشري ، بوابة المدارك و بابها الأوّل ، لفصول تفعيل الوعي لأنه قناة إتصال بين الأرض و السماء و في سرِّ الإنعتاق !!!! لم تنتهي من حديثها بعد حتى أمتلأت السماء بنغمات قدسيّة و زغردت النجوم فرحة تؤيّد شجرة الصنوبر  . 

عندها انحنت و قالت :" لكلٍ منّا دوره إستكمالاً لدورة الخلق التي انطلقت من الوحدة الى الى التعدديّة ." إنّ اللبيب من الإشارة يفهم . و بقيت الضحكات الرنّانة أجمل إيقاع لأنغام الطبيعة مستمرة .