2023- 5- 1 امجد سليم
شيّدي جدرانَ مَن شئتِ
فالهدمُ حرفتي ومدرستي
جدرانُكِ مصيرُها يومًا
أن تصبحَ داخلَ مملكتي
نزفْتُ دماءً على أرضٍ
فأصبحتِ الأرضُ تملكُني
والنّارُ فيها، في صدري
في كلِّ نفسٍ يحرقُني
فأيُّ ألمٍ قد يتسببُ
برضوخي
قد يرضخُ قبلي
فأنا الموجوعُ، اَتعذب
ولم أقلِ الآهِ في عمري
كبريائي نهرٌ يهدرُ
لا يغورُ، ولا يغارُ عقلي
فقد عشتُ في الدّهورِ دهراً
وحمَلْتُ جبالاً على ظهري
رسمتُ وجهًا لا يعبسُ
أخرستُ جميعَ كلماتي
عاشرتُ البشرَ، فطُعِنتُ
وأطلقتُ عنانَ طعناتي
فأنا ملكٌ، وإن أقاتلُ
هناك جنودٌ تفدي حياتي
لا انزلُ عن عرشي أبدًا
لا تتّسخُ عباءاتي
لكنني سوف أرتجلُ طوعًا
وأسيرُ عكسَ قنعاتي
اتّجه الى ما تظنّينَهُ حصنًا
ليحميَ قلبَكِ من نبضاتي
وأنظرُ إليكِ مبتسمًا
وجدرانُكِ تتساقطُ سهوًا
ما كانت الجدران إِلّا وهمًا
بنيَت في سنينِ عمرِكِ
وهُدِّمَت وَ مرورَ حياتي
والآنَ لا متّسعَ في وقتي
اَبني قصرّا من ركامِ
فشيّدي جدرانَ مَن شئتِ ..
ما لم يسقطْ بمروري .. يسقطُ بمرورِ الأيّام