الأستاذ الشيخ مكرم المصري - 20 -2- 2022
عرف عام 1952 في الحزب التقدمي الإشتراكي بعام الثورة البيضاء التي أنهت عهد الرئيس بشارة الخوري في 23/9/1952، وأتت بمرشح الجبهة الإشتراكية الوطنية، السيد كميل شمعون رئيساً للجمهورية.
بدأت البلاد منذ مطلع عام 1952 تشهد حملة قمع وعنف ضد الحريات السياسية والمعارضة الوطنية فركز كمال جنبلاط في أواخر شباط على معركة الحريات، وإلغاء حالة الطوارئ التي كانت تشل تحرك المعارضة وتلجم الصحافة الوطنية.
سوف نرى قبل الإنتقال إلى تفاصيل نضالات الجبهة الإشتراكية الوطنية التي أدت إلى إنتصار الثورة البيضاء، أن نشير إلى القضايا الأخرى التي أولاها كمال جنبلاط اهتمامه وهي :
بدأت الحبهة الإشتراكية الوطنية التحضير للثورة البيضاء للإطاحة بالرئيس بشارة الخوري دون إراقة دماء، أي بالأسلوب البرلماني والشعبي الديمقراطي، وكان كمال جنبلاط أميناً عاماً لهذه لجبهة .
في اجتماع 19 /2 / 1952 بحثت الجبهة في موضوع بقاء النائب الحاج في الجبهة ، كما تناولت بحضور النواب " كمال جنبلاط، إميل البستاني، عبدالله الحاج، أنور الخطيب، دكران توسباط، غسان تويني، ايلي مكرزل" المواضيع التالية :
مشروع الإنماء الاقتصادي
إعطاء المرأة حقوقها
تعيين حالات إعلان الطوارئ
قانون الإثراء غير المشروع
قانون الانتخاب فقال كمال جنبلاط في هذه الجلسة " إن الحكومة لم تعمل شيئاً بعد في قضايا الاستيراد والتصدير وقضايا العمال"، مع ذلك فقد طالب النواب إميل البستاني و دكران توسباط وغسان تويني بأن تعطى الثقة للحكومة.
في جلسة الجبهة في 7 نيسان 1952 التي حضرها فضلاً عن النواب المذكورين أعلاه، النائب كميل شمعون و بطرس اده، قررت الجبهة تقديم استجواب للحكومة بشأن التنقلات والتعينات الحزبية، وتقديم "مشروع قانون أصول المحاكمة لدى المجلس الأعلى" تنظيمه كما وافقت الجبهة على اقتراح الأستاذ بطرس إده بشأن اقتراح محاكمة الرئيس بشارة الخوري لأنه سمح بصرف 650 ألف ليرة لبنانية بشأن الاصطياف وأخيراً أثار النائبان عبدالله الحاج وكميل شمعون قضية وضع قانون للأحوال الشخصية اختياري.
في جلسة 14 تموز 1952 تناولت الجبهة القضايا التالية : حفلة تأبين رياض الصلح وحشد بعض الأنصار في هذه المناسبة "نتائج جمع المال للصحف المعطلة، قضية محاكمة خليل أبو جودة، قضية القنبلة التي ألقيت على الشيخ سليم الخوري والملف الذي يبرهن على أن المسؤولين هم جماعة سليم الخوري وهنري فرعون وقضية شركة الكهرباء"، فأقترح عبدالله الحاج بشن الأضراب ولكن الجبهة طالبت بالتريث.
في جلسة 15 تموز 1952 تناولوا قضية كفرسلوان ومساعي الحكومة في سبيل جعل الفريق من الأهالي يطيّر برقية تبرئ سليم الخوري وإميل لحود، ومساعي الأستاذ مخيبر والسيد حبيب عقل فيما يتعلق بالقضية. ثم بحث أمر توكيل محامين في هذه القضية، تلبية لرغبة الأهالي، ومن جهة ثانية بحثت الجبهة قضية كهرباء بيروت والاستمرار في الأضراب. فطالب الأستاذ الجاج بإعلان رأي الجبهة وطالب الاستمرار في الإضراب إلى أن يتحقق تأميم الشركة.
في اجتماع 23 تموز استعرضت الحبهة الحالة في مصر وتأثيرها على الرأي العام اللبناني بعد خلع الملك فاروق، وبعد التداول بالأمر تقرر عقد إجتماعات عامة.
في 6 اب 1952 اشتدت المعارضة وبحثت قضية التعاون مع الكتائب اللبنانية ومع الجبهة الشعبية التي تحاول الكتائب والهيئة الشعبية والمؤتمر الوطني تأليفها وقد طالب السيد بطرس الجميل أن تشارك الجبهة الإشتراكية الوطنية بهذه العريضة. فقررت الحبهة الإشتراكية الوطنية أن تضع هي عريضة بمطالبها وأن تعرض هذه المطالب على الشيخ بطرس كما قررت عقد اجتماع شعبي في دير القمر بتاريخ 17 آب 1952.
في 9 أيلول إجتمعت الجبهة اجتماعاً عادياً بحضور كافة أعضائها وبحثت قضية التعاون مع الجبهة الشعبية واستعرضت الأحداث الأخيرة وقررت عدةة أمور :
ركزت الجبهة الإشتراكية الوطنية، قبيل إنتصار مرشحها لرئاسة الجمهورية الأستاذ كميل نمر شمعون يوم 23/9/1952 على برنامج من أربع نقاط :
كل هذه النقاط الأخيرة، وهي نقطة قطف ثمار المعارضة، موضع جدل بين المرشحين لرئاسة الجمهورية، إذ برز إسمان رئيسيان، حميد فرنجية و كميل شمعون.
حركة المعارضة 1953.
بدأ كمال جنبلاط يتجه، في تشرين الثاني 1952، نحو المعارضة لحكم الرئيس كميل شمعون استناداً إلى مبادئ الجبهة الإشتراكية الوطنية، وكانت مطالب ومواقف كمال جنبلاط وحزبه قد تمثلت في مطالبة الرئيس كميل شمعون بإجراء تطهير شامل في الإدارة وبإعتماد قواعد علمية وفنية في التعينات.
كما إن كمال جنبلاط رسم سياسته الجديدة سنداً إلى ما يلي:
النضال ضدّ الإقطاعية وضدّ رجال عهد الرئيس بشارة الخوري، تأييد النضال ضدّ الإقطاعية والمستثمرين في جميع المناطق اللبنانية، تحديد مواقف الجبهة الإشتراكية الوطنية من رئيس الجمهورية ومن المجلس النيابي، اعتماد خطة للتحرك الشعبي، المطالبة بعدة قضايا عامة.
هذا وتميز عام 1953 بتبلور قوى المعارضة الجديدة لحكم الرئيس شمعون، وبتحول جبهة إشتراكية شعبية. كما شهد العام نفسه مهرجان الحزب الكبير الذي أقامه يوم 3 أيار 1953 في المنارة بيروت و بإجراء الانتخابات النيابية مجلس ل 44 في تموز. في الثالث من أيار 1953 صعّد كمال جنبلاط والقوى الحليفة لنضاله الوطني والإجتماعي، حملة المعارضة الشعبية الإشتراكية في مهرجانه التاريخي الكبير الذي أقامه في المنارة، واتخذ كمال جنبلاط موّقف تأييد لنصرة نضال الشعب العربي في المغرب ضدّ الإستعمار الفرنسي، كما أخذت الحكومة برئاسة صائب سلام تشن حملة قمع ضد كل أتباع الحزب الإشتراكي وكمال جنبلاط، ومن جهة ثانية، جرت الانتخابات النيابية خلال شهر تموز 1953، على أساس مجلس ال 44، فرشح الحزب الاشتراكي: كما جنبلاط، فؤاد رزق، نسيم مجدلاني، فريد جبران، أنور الخطيب، فضل الله تلحوق، بهيج مزهر، عبدالله الحاج، وديع نعيم، موريس الجميل، فيليب البستاني، أمين السعد، أنور رسول، الدكتور رفيق المرعبي، إميل طربيه، كامل العبدالله، وكان شعار الحملة الانتخابية محاكمة الذين خانوا الانقلاب سنة 1952.
وفي نفس الوقت، أخذ كمال جنبلاط يعمل جاهداً في تكوين جبهة جديدة تكون تمثل الفئات الاجتماعية ذات المصالح في الحقوق والبادئ الإشتراكية والوطنية، فأعلن يوم الخميس 3 أيلول 1953 ميلاد جبهة الإشتراكية الشعبية، وتألفت الهيئة الجبهة الإشتراكية الشعبية من: كمال جنبلاط، علي بزي، فؤاد رزق، رفيق سنو، نسيب المتني، رامز شعبان، أنور الخطيب، إبراهيم جوخدار، خليل خيرالله، إدمون نعيم.
11 – أنطون سعادة، المحاضرات العشر، دار الفكر، الطبعة الثالثة، دمشق، سوريا، 1957. 12 – وليد جنبلاط، ثوابت النضال التقدمي في لبنان، منشورات مجلة الأنباء، الطبعة الأولى، بيروت، لبنان، 1981.
- المراجع التلفزيونية:
1 - العميد عصام أبو زكي، حقيقة إغتيال كمال جنبلاط، مقابلة على قناة الجزيرة الإخبارية. 2 – وثائقي الحرب الأهلية اللبنانية، قناة الجزيرة .
3 – حرب لبنان، قناة الجزيرة .
جميع المنشورات والمقالات في الموقع تعبر عن رأي صاحبها فقط.