سلسلة تاريخ المعلم الشهيد كمال بك جنبلاط  -    الجزء الرابع -  كمال جنبلاط  و القضية الفلسطينية


   الشيخ الأستاذ مكرم المصري - 2 -3 - 2022

في افتتاحيته لجريدة الانباء بتاريخ 26/9/1970 التي حملت عنوان "الى متى ستدوم المأساة؟" 

كتب كمال جنبلاط اما وقد حصل ما حصل (اقتتال فلسطيني - اردني)، فاننا لا نكاد نصدق اعيننا وآذاننا بأن العرب يفعلون بأنفسهم ما يفعلون.

 يقول كمال جنبلاط إن الصهيونية تضحك ضحكتها الواسعة، وهي تقف امام احداث الاردن، وامام التناقضات العربية وتقول للعالم، هؤلاء هم العرب، اشتات لا يتفقون على شيء.

 وفي افتتاحية له بتاريخ 24/7/1971 وتحت عنوان "الى اين في دروب الإنحطاط" كتب "لقد اصبحنا نخجل ان نرفع رؤوسنا واعيننا لننظر الى اوروبي او اميركي او لنواجه اخواننا في بعض دول آسيا وافريقيا. الى اي درك من المذلة يمكننا ان ننحدر اكثر مما انحدرنا اليه؟ وهل لهذه الهوّة من الانحطاط المادي والمعنوي من آخر؟

  وفي احدى جلسات المجلس النيابي سنة 1973، خاطب كمال جنبلاط النواب والحكومة قائلا "لشعب فلسطين الحق في الوجود المبني على العدل والكرامة. لم يتفوّه احد بإسم الكرامة عندما امتهنّا نحن كرامة الانسان بذلك العدوان الطائش على مخيمات الفلسطينيين. اللاجئ له وضع دولي، لا يضرب بالطائرات ولا بالمدافع ولا بسواها من الاسلحة، ونحن امتهنّا كرامة الانسان في اعزّ ما يتمثّل به الانسان.

 وفي المؤتمر الشعبي العربي الاول لنضرة الثورة الفلسطينة المنعقد في بيروت بين 27 و 29تشرين الثاني 1972، خاطب كمال جنبلاط المؤتمرين قائلاً :" انطلاقاً من وحدة المصير والكفاح يتعزز الادراك المشترك بأن الثورة الفلسطينية ليست، ولا يمكن ان تكون قضية الشعب الفلسطيني وحده، بل ان الثورة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من حركة التحرر العربي".

 وفي افتتاحية له لجريدة الانباء بتاريخ 27/7/1973، تحت عنوان : "محكّ الاخلاص القومي هو تحقيق الوحدة" كتب كمال جنبلاط الوحدة (تعني) المنعة والقوة والتكاتف – التحرير. فلا تحرير للارض الفلسطينية بدون تحقيق الوحدة بين اقطار المواجهة، وعبثاً يتبجج السياسيون ويخطب الخطباء وتنثر الوعود. هذه الوحدة نراها فدرالية ويجب ان تكون ديموقراطية اي ان نعطي فيها الحريات الفكرية والسياسية للشعوب بأن تمارس حقوقها في الرأي وفي التمثيل وفي بناء الاحزاب وابراز القيادات، فلا يكون حكم في العالم العربي المتحدّ الا حكم الرأي والقانون. هذا هو الاسلام الحقيقي في شورى الصحابة والخلفاء الراشدين. 

وفي افتتاحيته التي حملت عنوان "خطأ التشوف" وظهرت في الانباء بتاريخ 23/11/1973، قال كمال جنبلاط " يخطئ بعض الحكام العرب في تصوّرهم ان اسرائيل - وهي وجه لوجود "الوحش" المتقمص من جيل الى جيل في كينونة المادة والجاه والمجد الدنيوي الفاني – يخطئ هؤلاء الحكام اذا واجهوا اسرائيل بغير منطق العنف وتأثير المال وغلبة التقنية والاقتصاد والحذر الدائم، والقوة المستمرة. والتاريخ شاهد! ويخطئ العرب ايضا اذا انتظروا الفرج والسلام من "الوحش" الاخر الاميركي المرتكز الى سياسة غلبة العنف والمال، فهو ايضاً لا يفهم لغة الاخلاق والعدل والإنسانية".

وفي بيان بشأن "الموقف العربي من حالة السلم والحرب" اصدره بتاريخ 12/4/1974، أعلن كمال جنبلاط " اذا كان النظام – اي نظام تقدمياً كان أم رجعياً – يخشى من كتاب ينشر، ويخاف من رجل يفكر، ويحذر من مواطن يناقش، ومن سياسي يعارض، فما قيمة هذا النظام في مسار تطور الانسان والتاريخ والحضارة؟ وما هو مبرر استمرار مثل هذا النظام؟ ان شعارنا دائماً "ديموقراطية منظمة ومسؤولة لا ديكتاتورية ولا فوضى".


المصادر

1- صالح زهر الدين، مسيرة الشهيد كمال جنبلاط ، كمال جنبلاط السياسي، المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع، موسوعية كمال جنبلاط، الطبعة الأولى، الجزء الثاني، بيروت، لبنان، 2006 .

2- صالح زهر الدين، مسيرة الشهيد كمال جنبلاط، كمال جنبلاط الإصلاحي، المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع، موسوعية كمال جنبلاط، الطبعة الأولى، الجزء الثالث، بيروت، لبنان، 2006 .

3- صالح زهر الدين، مسيرة الشهيد كمال جنبلاط، كمال جنبلاط التقدمي الإشتراكي، المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع، موسوعية كمال جنبلاط، الطبعة الأولى، الجزء الرابع، بيروت، لبنان، 2006 .

4- صالح زهر الدين، مسيرة الشهيد كمال جنبلاط، كمال جنبلاط السياسي العالمي والعربي، المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع، موسوعية كمال جنبلاط، الطبعة الأولى، الجزء الخامس، بيروت، لبنان، 2006.

5- كمال جنبلاط، حقيقة الثورة اللبنانية، الدار التقدمية، الطبعة الرابعة، المختارة، لبنان،1987.

6- كمال جنبلاط، ثورة في عالم الإنسان، الدار التقدمية، الطبعة الثالثة، المختارة، لبنان،1987.

7- كمال جنبلاط، ربع قرن من النضال، الدار التقدمية، الطبعة الثانية، المختارة، لبنان، 1987.

8- كمال جنبلاط، فلسطين قضية شعب، الدار التقدمية، الطبعة الأولى، المختارة، الشوف، لبنان، 2006.

9- كمال جنبلاط، إفتتاحيات مجلة الأنباء، منشورات مجلة الأنباء، الطبعة الأولى، بيروت، لبنان، 1981.

10- بشارة الخوري، حقائق لبنانية، الدار اللبنانية للنشر الجامعي، الجزء الثالث، الطبعة الأولى، منشورات أوراق لبنانية، انطلياس، لبنان، 1983.

 11 – أنطون سعادة، المحاضرات العشر، دار الفكر، الطبعة الثالثة، دمشق، سوريا، 1957. 12 – وليد جنبلاط، ثوابت النضال التقدمي في لبنان، منشورات مجلة الأنباء، الطبعة الأولى، بيروت، لبنان، 1981

  - المراجع التلفزيونية: 

1 - العميد عصام أبو زكي، حقيقة إغتيال كمال جنبلاط، مقابلة على قناة الجزيرة الإخبارية. 

2 – وثائقي الحرب الأهلية اللبنانية، قناة الجزيرة . 

3 – حرب لبنان، قناة الجزيرة .