سلسلة تاريخ المعلم الشهيد كمال بك جنبلاط

الجزء الأول كمال جنبلاط والأحزاب بعد الإستقلال

الأستاذ الشيخ مكرم المصري -16 -2 -2022   

 ولد كمال فؤاد جنبلاط في بلدة المختارة الشوفية في السادس من كانون الأول عام 1917 في عائلة إقطاعية، إنتفض على الإقطاع ووزع قسماً كبيراً من أملاكه على الفقراء والمسكين، إسمه الحركي انذاك "زولفي يوكسل" يعتبر المعلم الشهيد من أحد أهم زعماء لبنان في فترة الحرب الأهلية وما قبلها وأحد زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان إضافةً لكونه مفكراً فيلسوفاً. 

 يعود أصل شجرة العائلة الى الأصول الكردية ويعتقد إن إجدادهم قدموا من تركيا إلى لبنان في العهود الأيوبية، ومعنى جنبلاط باللغة الكردية هي جان بولاد، أي "صاحب الروح الفولاذية". 

  كان كمال جنبلاط زعيماً للحركة الوطنية اللبنانية في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية، وكان من مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي، ويعتبر من الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية، اغتيل في 16 أذار عام 1977، وقد كتبت أشعار وأغاني في رثاءه، وأشهر الأغاني للمطرب "مارسيل خليفة" كأغنية "جبل الباروك" ، وأشهر قول أو شعر ذكر في مأتمه " كأنما رصاصات الغدر حين هوت تكاد لو أبصرت عينيك تعتذِرُ" للشاعر "شوقي بزيع"، كذلك يعتبر البعض أن اغتياله كان دفاعاً عن السلاح الفلسطيني وعن العروبة وعن وطنه لبنان، بسبب ايمانه بلبنان سيد حر مستقل، وقد خلفه في زعامته ابنه وليد بك جنبلاط. 

الأحزاب في مرحلة ما بعد الإستقلال 1943-1957.

بدأ العمل الحزبي الفاعل والمنظم في الأربعينات ضمن الدولة المستقلة بعد أن انتهى الصراع مع سلطات الإنتداب واتخذ الخطاب السياسي المطالب بالسيادة والإستقلال توجهات أخرى، وتجلت التسوية السياسية بالميثاق الوطني الملازم للإستقلال عام 1943. وقد أكد الميثاق الوطني على الطابع التوافقي للسياسة اللبنانية وحدد هوية لبنان وموقعه في المجال الإقليمي، وذلك بحصر عروبة البلاد ورفع شعار " لا للشرق ولا للغرب ".   

 غير أن حسم النزاع بالتوافق بين زعيمي الإستقلال بشارة الخوري و رياض الصلح لم يغلق الباب أمام قوى حزبية وغير حزبية من طرح شعارات تتبنى توجهات سياسية تتجاوز الكيان اللبناني بحدوده الجغرافية وبتوازناته السياسية والطائفية الدقيقة. ومنها الحزب السوري القومي الاجتماعي الاجتماعي الذي كثف نشاطه بعد عودة مؤسسه أنطون سعادة من المهجر عام 1947 . 

القومية السورية التي نادى بها الحزب، تجاوزت لبنان لتشمل بلدان المشرق العربي وقبرص فيما بعد، بهدف قيام سوريا الكبرى. ظهر حزب سياسي جديد أسسه كمال جنبلاط ورفاقه عام 1949، وهو الحزب التقدمي الإشتراكي، تميز هذا الحزب عن الأحزاب الأخرى لجهة مزّجه بين التقليدي، أي زعامة كمال جنبلاط الدرزية وعصبية البيت الجنبلاطي التي تعود جذورها إلى عهد الإمارة، وبين الحداثة لجهة طروحات الحزب الإصلاحية وعيقدته الإشتراكية في زمن سطوع نجم الإشتراكية فكرياً وسياسياً في العالم، تميز الحزب الإشتراكي ومؤسسه عن باقي الأحزاب في النسيج الفريد بين الأحزاب الحديثة والحزبيات التقليدية وفرداته كامنة في محاولته التوليفة  بين هذه الحزبيات وانفتاحه عليها وعلى غيرها من الحزبيات في العالم على قاعدة توحيدها وتعريبها وتأنيسها، وقد طغت شخصية جنبلاط ونفوذه على الحزب، وكان من أبرز السياسيين الذين ساهموا في حملة المعارضة التي أدت الى استقالة الرئيس الخوري عام 1952، كما كان من أشد الداعمين للوصول الرئيس كميل شمعون لسدّة الرئاسة وأشد المعارضين له و لسياسته عندما استلم الحكم وخصوصاً بعد خسارته في الانتخابات النيابية عام 1957. 

المصادروالمراجع

زهر الدين ، صالح ،مسيرة الشهيد كمال جنبلاط ،  كمال جنبلاط  التقدمي الإشتراكي ، موسوعية كمال جنبلاط ، الطبعة الأولى ، الجزء4 ، المركز الثقافي اللبناني للطباعة والنشر والترجمة والتوزيع  ، بيروت ، لبنان ، 2006 ، 23 . 

الخوري ، بشارة ،حقائق لبنانية ، الدار اللبنانية للنشر الجامعي ، الجزء الثالث ، منشورات أوراق لبنانية ، الطبعة ثانية ، انطلياس ، لبنان ، 1983 ، ص 94 – 95 . 

سعادة ، أنطون، المحاضرات العشر ، دار الفكر ، الطبعة الثالثة ، دمشق سوريا ، 1957 ، ص 30 .

 زهر الدين ، صالح ، كمال جنبلاط التقدمي الإشتراكي ، ص 25 .

 جميع المنشورات والمقالات في الموقع تعبر عن رأي صاحبها فقط.