فرح نصر - 14 - 1- 2023
في سلامنا المقدس مع أرواحنا كل الحروب تهون و كل الحروب عابرة لا تنزف إلا من جرح واحد و لا تجتاح إلا جسد واحد ، فكم من نفق مظلم بسواد المتاعب عبرناه بغرورٍ و صلابة ليس من نافذة الكبرياء بل من روح متمردة لا تعرف الهزيمة و لا تعترف بالاستسلام مهما بلغ الالم و إشتد النزيف…
ثمة سلم متعرج أسلكه كلما ابتغيت أن اصل إلى ذلك السلام ، طريق معبدٌ بضعفي و قوتي، طريق مبللٌ بدموع فرحي وحزني … طريق ممجد بالنجاح و الخسارة طريق أسلكه حافية من ضنوني و أوهامي حتى لا تقتلنا التوقعات وإن كانت سعادتنا بإحيائها.
طريقنا إلى السلام الداخلي نسلكه عاريين من ظروفنا و القيود لا يكسو جلدنا إلا ثوب الحياة الاخضر، ثوب الحياة المتواضع الذي لم تلوثه المظاهر بعد…غير آبهين بالخلاص و النهاية لأن السعادة تكمن في تجارب الدرب و ليس في لذة الوصول…
لذا لا بأس أن نضعف فإن أرواحنا هشة بالرياح تنجرح و نفوسنا رقيقة بالكلمات تلين وقلوبنا صافية يقودها قبطان روحاني جامح في بحوره سعادتنا و هلاكنا..
فإن ضعفنا مصادفة و إستحقاق لا مهرب منه لكن انكسارنا خشوع كاذب أعمى بلا دين او مذهب..
خشوع حزين في كل مرة يأتي على غفلة بلا موعد، يأتي لكي يفسد لقاءنا الهادىء مع سلامنا الداخلي …
ذلك السلام الذي يبقى يطاردنا مدى الحياة إلى ان نصله منهكين بالاحلام و الأماني….