فرح نسيب نصر - 7- 12 - 2022
يعبرُ العمرُ خطواتِه الأولى حولَ أيام السنة
كعناقِ أساور الذَهبِ لمعصمِ شابٍ يافع الملمس
لم يكوِ العمرُ انحناءاته البريئةَ بعد
ولم يصبغِ التعبُ لون جلده بعد
و لم يسلكِ الدمعُ درباً فيه بعد
ترقصُ الشمسُ رقصتها الأولى
ففي النضجِ والبلوغِ فرحٌ و سلامٌ
ترقصُ كطائرٍ ثملٍ مترنحٍ في فلكٍ يتقاسمُ أسماءَنا و كياننا
لكن الشمسَ ترقصُ رقصةَ التمجيدِ فتبارك
أعوامنا لتثمرَ فلا يقتربُ جفافُ الروحِ من صلبنا
ترقصُ على اكتافِ الرياح بغضبٍ
لنعلمَ ان حتى العقباتِ يمكنُ الرقص فوقها و تخطيها
ترقصُ مدججةً بالضباب و الغيم برهةً اخرى
لندركَ إن بعد العسرِ يسرًا و إن ما ضاقت السبلُ إلا لتفرجَ
ترقصُ برفقةِ زرقةِ السماءِ و صفاءِ الليل
لنتعلمَ أن الأحلامَ تغدو واقعاً و ليست ببعيدة
و إن النجومَ الحالمةَ ملكُ أيدينا إذا تحدينا الخوفَ بدلا من ستره
في رقصتها اللامتناهيةِ دروسٌ و رسائلُ شتى
وقد تختلفُ بإختلاف المتلقي و العقولِ و الإدراكِ
لكن المغزى و الطريقَ واحدٌ و هو التقدم
فالعمرُ هديةٌ و هدايةٌ و ذَهبٌ
كالذَهبِ يقتنيه الكثيرون ولكن قيمتَه الحقيقيةَ بجوهرِ من يرتديه قلباً و ليس قالباً
و وهجُهُ أخاذٌ بقدرِ ما تمتلكُ ارواحُنا من نور ٍ وصفاءٍ
نورٌ كافٍ لكي ترقصَ الشمسُ رقصتها الأولى فتحجبَ ظِلنا التائهَ …