رسالة موحد من أمتي...!!!


يدعو الشيخ الفاضل هاني عبد الخالق صاحب الأيادي البيضاء  للعطاء ولاستيقاظ الإنسانية من جديد في نفوس البشر عبر رسالته القيمة التالية:


اخواني اخواتي...
منذ زمن بعيد ونحن نرى القسوة تتمثّل في الكثيرين ممن قُتلت الرحمة في قلوبهم ، وقست جوارحهم، وماتت ضمائرهم، وهؤلاء هم من كل أصناف البشر بغض النظر عن صفاتهم ومكاناتهم ودينهم نعم اخواني أن الإنسانية تتراجع بشكل مهول في كثير من المجتمعات العربية والعالمية.


تتراجعُ بكثرة الحروب والحقد والانقسام والثأر والكثير من العوامل التي تُسهم في نزع الرحمة من قلّوب البشر ليحلّ محلّها شرٌّ لم يجد من يصدّهُ ويُوقفه.
عندما ترى أن سماع أخبار القتل والموت والاغتصاب والجوع والمرض والمصائب أصبح عادياً ، دون صدمة موجعة، فاعلم أن العوامل ساهمت في تدمير المجتمعات وإسقاط الإنسانية فيه.
فالحرب والانقسام وغيرهما من العوامل تضرّرَ منها الكثيرين ولم يسلم من ويلاتها أحد، وما تُنتجهُ هذه العوامل من مصائب وقتل وفوضى وخراب تُصبح معتادةً مع تكرّرها ولا صدمةَ فيها لأنها إذا لم نلجأ فيها لله عز وجل ستطبع على القلوب وتطمس البصائر حتى يُصبح الإنسان كالأنعام بل أضلُّ سبيلاً.


فالواجب علينا اخواني أن ندخل في صنائع المعروف في الدنيا والتي وصّانا بها رسول الله صلوات رَبِّي وسلامه عليه حينما قال "صَنَائِعُ الْـمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ". ومن ذلك كفالةُ المساكين والسعي عليهم، فإن الساعيَ على المسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كقائمِ الليل الصائمِ النهارَ. ومن ذلك إغاثةُ الملهوف وإماطة الأذى عن الطَّريق وسائر شُعَب الإيمان.
وقال السيد المسيح لاحد تلامذته: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَٱذْهَبْ وَبِعْ أَمْلَاكَكَ وَأَعْطِ ٱلْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي».


وإن من واجبنا أيضاً إخواني أخواتي، أن نُحيِي القلوب والضمائر وننشر الإنسانية بأفعالنا وتأكيدنا بالدعوة إليها والوقوف صفاً واحداً أمام كل من يريد أن يزرع شرّاً أو يُقيمَ سُوءاً في المجتمع، بل يجب العمل ليلَ نهار على ما ذكرتُ والبدء من أنفسنا، بدعم المحتاج والمريض والكبير في السن والطفل، بزرع الابتسامة على وجوه الناس واللطف في معاملتهم واللين في اللسان، بمثل هكذا معانٍ نبيلة تَحيَ القلوب وتلين الجوارح وتبتعد الضغينة عن الناس لارتفاع الكلمة الطيبة وحسن الظنّ والنية النقيّة والأفعال الإنسانية السامية. لنقف وقفةَ المصلحينَ لاوطاننا، المخلصين لاهلنا، المدافعين عن حقوق مجتمعنا، بأبسط المعانِ التي بدأت تندثر شيئاً فشيئاً وتتناسى حتى يكاد الجار لا يدري بحال جاره ولا الأخ عالمٌ بحالِ أخيه، لنقم اوطاننا ونساهم في بنائها على الرحمةِ بالإنسان وتجذير الإحسان بين الناس والبدء من أنفسنا أولاً بإحياء ثمرة العطاء بكل محبة وخيرٍ وسلام.

بقلم سفير مجلس السلام العالمي
ورئيس جمعية القرطاس والقلم الخيرية الاجتماعية
الفقير لعفوه تعالى هاني مسعود عبد الخالق.