رحلة..


لينا صياغة
حين كان جنيناً اختبر مشاعره الأولى من خلال أمه ، فَرِح لفرحها وبكى معها أيضاً ، رغم ذلك كان مطمئنّاً في عالمه الصّغير يجهل ما ينتظره بعد هذه المرحلة للخروج إلى عالمٍ مجهول  لأن وعيه كان يُخبره بأنّه محاطٌ بعنايةٍ إلهية تفوق قدراته الضّعيفة.
 هذا الحال ينطبق علينا البشر في حياتنا التي نختبرها في عالمنا الماديّ حيث أنّنا نسعى للبحث عن ملاذٍ آمن فيها ونظنّ أنّها الحقيقة الوحيدة التي نعرفها..  إذ ليس لدى الكثيرون قدرة الاستيعاب أن بعد هذه الرّحلة لن تكون النّهاية، ما هي إلاّ فصلٌ لحين  ندخل رحلةً أخرى تتماشى مع ضرورة توسيع نطاق المعرفة لدينا وترقّينا للأفضل .
لكلّ رحلةٍ جمالها و معطياتها ، يبقى علينا مسؤولياتٍ اتجاه أنفسنا هي الاستمتاع بوجودنا  وتجاهل ما يحدّ من تكملتها بأمان.. ورضا الرّحمن بالبعد عن العراقيل والمطبّات التي تصادفنا وأن نحمي أنفسنا من هؤلاء أشباه البشر.    
فالحبل السّري بين الجنين وأمّه كان خلاصه في عالمه الصّغير منه تغذّى وشرب وتنفّس وانطبعت ذاكرة والديه وأسلافه في جيناته ، ثمّ بعد انقطاعه انوصل بحبلٍ أثيري أسمى فكان خلاصه في دنياه أيضاً . هذا الحبل دائماً موصولٌ في كلّ رحلةٍ تختلف مادته فعين الله ترعاك في تقلّباتك.. لا تغفل عنك طرفة عين ،. لتكن رحلتك مباركة واعلم بأنّها لن تكون الأخيرة  و تبقى جنيناً في رحم الكون الفسيح محاطاً بعناية تفوق قدراتك مهما اختبرت من رحلات….