عبير قيس - 25- 6- 2023
صحوْتُ يومًا مثقل الأهداب من قلّة الرُّقاد، فرؤيا الحبيب تلازمني كطيفي. فكيف من مهرب؟!!
قصدتُ السّلوى علّني مرغمًا أنساه، فخرجْتُ من عزلتي ممعنًا بهندامي.
ربّاه! أيعلم القلب أنّي على لقاءٍ مع حبيبي؟ ها هوذا بدا كطيفٍ من نسيم ناعم، غمرني بقوّة بحرقةٍ، وداس بأشواك من لهيبٍ على معصمي، فإذا بالذّكريات الحاضرات تلازمني بلهفة، وتبعث بي إلى حلم رسمناه…
أيعقل ربّاه أن يفعل اللّقاء بي فعل المخدّر في الدّم، فأراني ذاهلةً رؤية من كان معي، يُبادلني أطراف الحديث و...؟
لم أتوقّف عن سؤال الخبر والسّلامة، فالعين أطرقتْ في النّظر، تسأل عن حال الهوى بمعذّبي، وترميه بوابل من الحبّ لكنّه لا يعي:
نبضات القلب المتزايدة
رعشات اليد المضطربة
همسات الشّفه الحائرة
سؤال الفكر المُلحّ
بلى، بالحبّ نحيا لا بغيره، يفرّ الكدر من برجنا المخمليّ، ويتلاشى كلّ مستحيل ممعنٍ. اشتاقُك حُبيّ لرسم أملٍ ببسمةٍ تشقّ عبابَ البحر المتكدّر، تدنيه فتهدّئ من انبلاجه. ربّاه، أيعقل ان يفعل اللّقاء بي فعل المخدّر في الدّم؟!!!
بعد اللّقاء…
العين تطوف حائرةً تبحث عن نورٍ أضاعت في عتمة، والأذن تُطرق السّمع عبثًا عن كلماته المبعثرة، والأنف ما أسعده بلقائه، اعتقد متوهّمًا انه ما زال معي، لكن أدرك متأخّرا انّ الّذي يشتمّه في داخلي… واليد عادت باكية مودّعة.
يا له من لقاءٍ خاسرٍ!
لا فأنا رغم الخسارة رابحٌ قلبي، فهو ما زال بين أضلعي ينبض بالحبّ.
يأخذ من الشّمس النّور ليحتمي،
من القمر الرّاحة فيأنس،
يأخذ من الزّهر البسمة فيزهر،
من النّهر الأمل، فيجري دفقًا عشقًا حبًّا في الحياة في الحبّ الخالدِ…