خبز المرشم حكاية صناعة غذائية تقليدية قديمة بالسويداء

عمر الطويل
تحمل صناعة خبز المرشم في محافظة السويداء خصوصية نابعة من قدمها كإحدى الصناعات الغذائية التقليدية التي ارتبطت بذاكرة الجدات اللواتي نقلهن للأمهات والحفيدات على مر السنين وصولا لدخول العديد من الرجال في مجال العمل بها خلال السنوات الماضية .


ورغم تعدد أصناف الحلويات والأطعمة في الأسواق مازال خبز المرشم حاضرا لدى أبناء السويداء الذين يقومون بتصنيعه سواء لحاجة المنزل أو بقصد التجارة لأصحاب المشروعات متناهية الصغر والذين يسوقونه مباشرة أو عبر العديد من المعارض خاصة المتعلقة منها بالأعمال اليدوية .
و تدخل في صناعة خبز المرشم المتميز بطعمه اللذيذ مواد تتضمن بحسب ريمان البني المشرفة على مخبز جمعية سهوة البلاطة الدقيق الأسمر والسكر والسمن البلدي والحليب والخميرة والبهارات وكذلك اليانسون الذي يضفي نكهة مميزة عليه و وحبة البركة المطحونة والورس.


وتتطلب طريقة تحضيره كما ذكرت البني فرك الطحين والسكر والبهارات مع السمنة ثم إضافة الحليب و الخميرة لها وتحريكها باليد حتى يتماسك المزيج ليترك بعدها لفترة ليختمر أو عبر العجانة بحيث تسرع عملية التخمير ويصبح عندها جاهزاً للخبز بالفرن أو على الصاج على شكل أقراص مع إضافة السمسم إليه وذلك حسب الرغبة.
و وفقا للباحث في التراث سلمان البدعيش فإن المرشم ارتبطت تسميته بالرشم الذي يصنع منه و هو عبارة عن قالب خشبي محفور عليه دوائر و نقوش و توضع داخله أقراص العجين مبينا أن هذا الخبز كانت تكثر صناعته سابقا خلال شهر نيسان من كل عام وخاصة في يوم خميس الأسرار وفي الأعياد .