حول السياحة والتاريخ في سوريا

  نهى عبد الصمد  - 5 - 12 - 2021                                           

 عن محاضرة للأستاذ منصور الحجلي،  مدرس ثم موجه للغة الفرنسية في سوريا سابقا ، دليل سياحي لمدة خمس عشرة سنة، باحث في شؤون السياحة وله عدة محاضرات باللغتين العربية والفرنسية على منابر سورية وفرنسية.                          

  هذه المحاضرة سبق وقدمها في قصر فيرساي في باريس. ابتدأ الأستاذ منصور الحجلي محاضرته في منتدى جذور الثقافي في السويداء - سوريا،  بالردعلى من انتقد إقامة محاضرة عن السياحة في وقت عصيب تمر به سوريا المنكوبة بحرب استنزفتها على مختلف الأصعدة، منها الى أن استشراف آفاق المرحلة المقبلة، وإعادة الاعمار لا تستغني عن إعطاء السياحة دورها اللائق  لأنها توفر للسواح الأجانب مكان يستحق الزيارة، ويحقق الأهداف الاجتماعية والإنسانية بين سكان الأرض بما له من فوائد متنوعة، وعلى الأخص ما يتعلق بنقل فكرة عن غنى المنطقة وأهميتها التاريخية والجمالية الى العالم، فيشجع على زيادة عدد القادمين ليساهم في استمرار وتطور ما يسمى بصناعة السياحة. وهذا يحقق موردا لا يستهان به عند حساب الدخل القومي، ويساهم في انقاذ المستقبل الاقتصادي لبلد يملك مقومات قلما تجتمع في نقطة واحدة على وجه المعمورة.  

توسع المحاضر في الحديث عن الماضي والحاضر في سوريا، سنوجز ما يمكن منها:  

 - اسم سوريا  يتكرر في عالم السياحة كما لا يتكرر اسم آخر سواه.   

 - المواقع السياحية السورية هي الأقدم في التاريخ.    

 - أجمل اللقى الأثرية في العالم، أكثرها تنوعا، قادمة من سورية، وهي أهم ما يوجد في متاحف دمشق وحلب ودير الزور.       

- الأثار المكتشفة في مدينة ماري، شمال الفرات، تعد من أجمل ما يزين متاحف العالم.     

 - بدأت السياحة المنظمة في سوريا سنة 1985. 

تزامن ذلك مع الازدهار المادي، وتطور الرفاهية في كثير من بلاد العالم الغنية مما شجع أهلها على التفكير في الخروج لرؤية العالم، واتخاذ سوريا إجراءات تسهل حركة القادمين وحركة الخدمة كبنية تحتية .. فنادق، مطاعم، وسائل مواصلات، وفتح المعابر بين البلد والجوار مثل تركيا وايران. 

_ كان معدل ارتفاع النمو السياحي 47 بالمئة بين سنتي 2009  - 2010.  

_ سنة 2010 سجل عدد هائل من السياح في العالم ، في سوريا سجل الرقم 3000000 ثلاثة ملايين سائح.

_ كانت عائدات السياحة في سوريا تلك السنة 2010  ثلاثة مليارات ونصف المليارمن الدولارات.  

_ تم تحويل ما لا يقل عن  50 بيتا تراثيا في دمشق الى فنادق مميزة تستقبل السواحضمن سوية مدروسة وذات مستوى يعطي لإقامة القادمين طابعا استثنائيا في الراحة والألفة التي يلمسها ويستحبها كل من يزور سوريا.      

_ 3 ثلاثة أنواع من السياحة تؤمنها طبيعة وجغرافيا وتاريخ سوريا منها:

 السياحة العلاجية توفرها ثلاثة مواقع للمياه المعدنية الحارة. 

السياحة الدينية تجتذب من يريد السير على  خطى "بولس الرسول". 

من يزور بيت حنانيا حيث تم تعميد شاؤول، وزيارة مدينة براد حيث نشأ مار مارون. 

  أشار المحاضر الى نقاط شديدة الأهمية تمت دراستها وأجريت التقاطعات بينها على يد فرنسيين في الغالب، بما أن سوريا كانت لا تزال تحت حكم الانتداب الفرنسي، Andre Parrot اكتشف بعد مرحلة من التنقيب مدينة ماري شمال الفرات استمرت فترة التنقيب ثلاثين سنة بين 1934 و 1974 واكتشافه أوضح أن العلوم في ذاك الزمن كانت متطورة جدا كما أثبتت وقائع كثيرة، مثلا وجد أن القصر الملكي يبنى فوق طبقة من الحصى تعطي مقاومة ضد الزلازل. أن التماثيل الجميلة، دقيقة الصنع ، كانت تحتاج تقنيات ليست قليلة و قد تم استقدام المعادن المتنوعة من ذهب ولازورد وبرونز من أماكن متنوعة  – أفغانستان مثلا_ من أجل تنفيذها. 

 - اكتشف Pawlo Matieu   مدينة ايبلا التي تعد عن نقاء الحضارات فقد أفرج الاكتشاف عن 1500 رقم في مكتبة ضخمة سلمت محتوياتها بعد حرق المدينة علي يد حفيد سرغون الأكادي، الفاتح الأول في التاريخ، في أول هجرة سامية. أول قاموس في التاريخي تترجم فيه ألف كلمة من لغة ايبلا الى البابلية التي تعد من أصول اللغة العربية. أوضح هذا الاكتشاف تاريخ سوريا القديم وسكانها الأوائل العموريون في الألف الثاني قبل الميلاد. 

 - تختلف المصادر الفرنسية عن المصادر التي نقرؤها هنا في بعض التفاصيل لتثبت أن العموريين هم سكان أصليين في سوريا ومنها هاجروا الى بلاد الرافدين وليس العكس. هذا يثبت أهمية وجود اللقى الأثرية ودراستها وتحليلها، وأهمية الفرصة التي حصلت عليها فرنسا في احتكارها عمليات التنقيب عن الآثار خلال وجودها.

 - أكد المحاضر الأستاذ منصور الحجلي على أن فرنسا نقلت من سوريا اللقى الأثرية التي وجد منها أكثر من قطعة. وأن النقل كان موثقا، وأن القطع المنقولة تعرض في المتاحف في باريس تحت اسم واضح يشير الى المدن السورية القادمة منها. أشار المحاضر الى أن محاضرته في متحف قصر فيرساي في باريس قد حظيت بعدد لا يستهان به من المهتمين الذين أصغوا لما قدمة وأحاطوا به عند انتهائه ليطرحوا العديد من الأسئلة المتعطشة لمعرفة المزيد من شاهد عيان عارف فيما ينقله معلومات.   

 من أهم مقومات التقدم، ان نعرف أنفسنا  وقد أتحفنا الأستاذ منصور الحجلي، مشكورا، بكثير مما يسعدنا من تاريخ نتشرف بالانتماء اليه.