الدكتورة جمال عبيد (صديقة المجلة) - 11 - 6 - 2022
أحن إليك حبيبة روحي، أحن لأيامنا الماضية، أحن لكل شبر من أراضيك، أحن لبقعة أرض بباب الجابية، أحن لبسمة.. للهفة تدغدغ أذني وتلامس قلبي يا دمشق.. ماء (الفيجة) أسقت الملايين ونهرك بردى روى حضارة العالم منذ السنين.
عطشى أنا، لقد بات الظمأ يكويني.. بالله عليك اروني ومن كأسك اسقني ماء باردا أطفي به لظى الشوق يا حبيبتي.
ثوبك الأبيض كان مثالا ورمزا لكل المحبين، فهو لون السلام.. لون المحبة والهيام وبكل الكلام.. يا دمشق، هل لك أن تعيريني ثوبك الأبيض.. أعدك أنني سأرتديه في جميع الأعراس وعلى صدره وبخيوط ذهبية طرزت كلمة (دمشق) يا غالية..
أنا لم أخلع ثوبي القديم.. ثوب أهلي.. وأقربائي وأصدقائي؛ لحرصي عليه، ومن يخلع ثوبه القديم سيعاني بردًا سقيمًا.. أيتها الفيحاء، ثوبك كان مميزا برائحته الزكية وأنا ممنونة لك وسأعيده إليك، مع شكري واعتذاري لك إن كنت قد أسأت إليك يومًا بحرف.. بشيء، ولو كان عفويا.. اغفري لي، فيا مهجتي لم أحسب الأيام والشهور ولا الزمن.
لم أدر أن في الحياة سعادة يجهلها من يجهل الألم، قد تسألينني يا مهجتي ما السبب؟ جوارحي تجيب بندم لأنني لم أمعن النظر بسحر جمالك يا قمر.. ولم أتفكر بقدرة الخالق وما فلق.
دمشق لا بد أن نلتقي معًا، وحينها ستجدينني ألطف، أمعن النظر فيك.. كعاشق يدقق البصر في جرة القلم ليتقن أحلى الصور..
دمشق أراك لا تبوحين بما أنت عليه من كدر؟! يا فيحاء حقا إنك الصدر الرحب الواسع والأرض الممتدة، تدفنين فيها أحزانك وآلامك، ومع هذا أنت كالسنديان كلما زاد الظلم ازْدَدْتِ قوة وعنادا. دعيني أبارك لشخصك العظيم، فاسمعي من قيثارتي نشيدي المفضل (حماة الديار).