حضاره النهوال في وسط وجنوب المكسيك..حقائق مذهلة..

هذه الأرض تملؤها الغرائب والعجائب . لكن أجملها على الإطلاق تلك التي تحافظ على علاقه الإنسان بأخيه الإنسان وعلى علاقه الإنسان بالطبيعه ومكوناتها .

 من اكثر البحوث قربا الى الانسانيه

الورقه التي تتساقط في الخريف ستصبح غذاءً لورقهٍ جديده في الربيع القادم...

هكذا، وكذلك يتكوّن الجزء الأكبر من أنماط التفكير البشري ، لقد وضع أسلافنا ركائز ما نحن عليه اليوم ، لكن المجال بقي مفتوحا لقدرات العقل باتجاه الازدهار وتمديد الوعي .

تمتلك حضاره النهوال في وسط وجنوب المكسيك تعاليم شديده الخصوصيه وسرّيّه للغايه ولديهم كتاب يدعي كتاب الحكمه . تم التستر على هذا الكتاب لسنين طويله جدا وخصوصا بعد مجيئ الاسبان ، حيث دخل اتباع هذه الحكمه إلى الكنائس ومارسوا الطقوس المسيحيه لكنهم بقوا سرا يمارسون اعتقادهم ولم يبدلوه ابدا لكن منذ فتره قريبه سمح ساده شعب النهوال لأحد مفكريهم وهو دكتور في جامعه المكسيك أن يتحدث عن تلك المعتقدات السريّه بشيء من الإيجاز وذلك من خلال كتاب أطلق عليه اسم ( الاتفاقات الأربعة ) ، وانا اعمل حاليا على ترجمته بدقّه إلى اللغه العربيه .

سأحاول في هذا المقال اختصار محتوى الكتاب، لكن قبل ذلك اريد توضيح فكره بغايه الاهميّه ألا وهي :

لماذا تستر النهوال على تعاليمهم طيله هذه الفتره مع انها تعاليم فلسفيه اخلاقيه ارشاديّه وفكريه . ولديهم علومهم الخاصه في مجال الفلك والهندسة والطب الشعبي ،اي طب الاعشاب ؟

السبب الرئيسي في لجوئهم إلى التستر باعتقادهم ، كي لا يُساء استعمال تلك التعاليم ، او كي لا يتم توضيفها لمكاسب شخصيه او لأغراض شخصيه تتسبب بإلحاق الأذى بالآخرين ، وخوفا من محتوياتها التي من خلالها يستطيع شخص ما السيطره على أفكار الكثيرين وسهوله توجيهها ، لهذا فضّل النهوال التستر على تلك التعاليم وابقائها فقط محصوره بسادتهم وبعض التلاميذ الذين اختاروا مكانا كان فيما مضى سريّا ، في قريه قريبه من اهرامات الشمس والقمر قرب العاصمه مكسيكو سيتي حيث يطلقون على ذلك المكان اسم ( المكان الذي يتحول به الرجل إلى إله )

لديهم الآن معلمون مختصون بتلك التعاليم يطلق عليهم اسم محاربو النسور . وهم منتشرين على نطاق واسع من كندا شمالاً وصولاً للارجنتين جنوباً ..

في اكثر من زياره قمت بها إلى ذلك المكان ، حيث تستطيع خوض تجربه مع العلاقات الانسانيه النقيّه البعيده عن الفوضى ،والتي تفتح المجال أمام عقلك ليصبح بشكل تلقائي مكاناً خصباً لبذور من الكلمات التي تملأها المحبه والتسامح والاخلاق ، اهداني أحد الأصدقاء كتاب الاتفاقات الاربعه الذي يعتبر بوصله حقيقيه لحياه يقودها السلام والاستقرار الداخلي :

تقول الاتفاقية الأولى( لا تدع كلامك تشوبه شائبه )

اي بعباره اخرى صدق اللسان ، (س) .

الاتفاقية الثانيه ( لا تأخذ الكلام على محمل شخصي) بما معناه انك اذا فسرت الكلام الذي تسمعه من الشخص المقابل على انّك انت هو المقصود ، هكذا سوف تسيء الحكم على ذلك الإنسان وربما ستكون النتيجه خلاف كبير ، فللحفاظ على العلاقه بينك وبين الشخص المقابل قم باعتبار الكلام عمومي وليس شخصي وهذه الحاله بالذات تتبعها شروحات كثيره ، هي ما يطلق عليها عند البعض ، حفظ الاخوان .

الاتفاقية الرابعه ، ( لا تضع افتراضات ) ما يقابلها إن بعض الظن إثم ، وهذا ما يؤدي إلى تشتت العقل والابتعاد عن التركيز ، الحل يكون بالسؤال فقط اي ان تسأل الشخص المتحدث ( هل تقصد بكلامك كذا ؟ ) هكذا تكون قد أبعدت عن ساحه دماغك مسأله الافتراضات التي ربما تكون خاطئه ومدمّره وخصوصا في العلاقات الزوجية حيث يتخللها الكثير من الاوهام التي تفسد العلاقه وتؤدي إلى دمار الاسره ونتائج مأساويّه .

الاتفاقية الرابعه والأخيرة( إفعل اشيائك على أكمل وجه ) اي مكانه العمل واتقانه من باب المحبه وليس من باب الواجب لأنك حين تحب عملك فإنك ستبدع به . ضع كل قدراتك وطاقاتك فيه وبكل محبه حينها ستحصل على نتائج مذهله ، ولا تفكر بتلك النتائج لأنك ستصل إليها تلقائياً .

تلك الاتفاقيات الاربعه لا يمكن تحقيق واحده بدون الأخرى وهي بحاجه الى تدريب واراده لانها الوسيلة الوحيده لتحرير العقل من التدجين ومن الطفيليات الغير مرغوب فيها وبالنتيجه تحقيق الرضى الداخلي .

اعتذر منكم عن الاطاله لكن بقي لدي سؤال بسيط :

هل تشعر بأنك قريب من نفسك .او انك تشبه ذاتك في تصرفاتك ؟

إن فقدان تلك البوصلة هي مأساه حقيقيه لانها ستدفعك إلى تصرفات انت ذاتك لا تحبذها .

في داخل كل دماغ هناك طفيلي هذا الطفيلي يتغذى على الطاقه وبالتالي يحرمك من تخصيص هذه الطاقه للامور الجيده هكذا يتحول الكثيرين إلى ضحيه مستسلمة لقرارات ذلك الطفيلي فبدل أن توجّه الطاقه للامور التي تتعلق بالحب والتسامح والإلفه تجد الكثيرين يبتعدون كثيرا عن تلك الأمور الجيده ليحل مكانها أشياء تسبب الأذى لهم ولغيرهم ،

إن التخلص من ذلك الطفيلي هي مسأله بحاجه الى هدوء وتروي وقرار شخصي صارم تدعمه ارادتك .

لكم مني اطيب الامنيات

( يزن مشهور أبو لطيف )

باحث في مجال العلوم التاريخيه

مركز البحوث التاريخيه . جامعه المكسيك .