تاريخ في قلب التاريخ - سيرة حياة المؤلفين الموحدين - الحلقة الثانية عشر

الشيخ مكرم المصري - 23- 10- 2023

 سيرة حياة الدكتور حسن البعيني 

في بداية هذه الدراسة والتي سأسرد فيها سيرة حياة مؤرخ كبير من بلادي ومن مجتمعي التوحيدي، إبن عشيرتي المعروفية، الدكتور حسن البعيني، سوف أعطي نبذة تاريخية صغيرة عن دور المؤرخ في التاريخ. 

بدايةً كان المؤرخ يعتمد الرواية الشفهية، ويطوف البلدان مثل "هيرودوت أبو التاريخ" ليخبر الحقيقة التاريخية من أفواه الرجال. ولكن، بعد انتشار الكتابة، أصبح دور المؤرخ هو الظفر بالمخطوطة كمصدر من المصادر التي يرتكز عليها البحث والتحليل لتأريخها.

 لم يكن بمقدور أيّ كان أن يكون مؤرخاً، إلّا إذا توفرت فيه شروط القراءة والكتابة. كما إنه خلال تلك الحقبة التاريخية، لم يكن الإنسان العادي، أو الفرد في الجماعة، يُعنى عن وعي، بتوثيق الأحداث توثيقاً هاماً، حتى يتحول الى  مادة لكتابة التاريخ في وقتٍ لاحق. 

*- ولادته ونشأته 

ولد الطفل حسن أمين البعيني في بيتٍ توحيدي في قرية مزرعة الشوف قضاء الشوف  في محافظة جبل لبنان عام 1939. ومنذ نعومة أظافره عانى حياة اليُتم، إذ لم يكن تجاوز الخامسة من عمره حين توفّي والده عام 1944 وهكذا وقع عبء إعالة الأسرة على كاهل الشيخة المتدينة التقية "زهر عجيب" والتي ربَّت أولادها حسن وشقيقاته الثلاث على القيم التوحيدية الأصيلة، وعلى لقمة الحلال فكانت تؤمن حاجياتهم من إنتاج الزيتون الموسمي، فلم تحرمهم من شيء. 

حرصت والدة حسن على ادخار قسم من الأموال التي كانت تتقاضاها من بيع  إنتاج الزيتون لتعليم إبنها في مدرسة البلدة، حيث نال شهادة السرتيفيكا بتفوّق عام 1953، وكانت آنذاك أول دورة للتلاميذ تُجرى في تاريخ البلدة. 

بعد السرتيفيكا انتقل إلى المدرسة الرسمية التكميلية في عماطور حيث لفت ذكاؤه مدير المدرسة آنذاك  المربي الفاضل الأستاذ سامي أبو شقرا. فقد كان يتحدّى كل تلاميذ المدرسة  به فيقول لهم: "من يسبق حسن، فله مني جائزة!" وبسبب ذكائه الباهر رفّعه من الصف الثاني المتوسط إلى الصف الرابع مجتازاً الصف الثالث وبالفعل، كما توقع الأستاذ سامي فقد نجح الطالب حسن البعيني في البروفيه بمعدلات عالية جداً عام 1956.

 من بعدها تابع دراسته في ثانوية البِرّ والإحسان الرسميّة، ولم تكن تلك المدرسة لتقبل إلّا بالطلاب المتفوقين الأذكياء حيث كانت لا تأخذ إلّا عدداً محدوداً من التلامذة المتميّزين، وبعد اجتيازهم امتحانات الدخول.

 لم تدم طويلاً دراسته في ثانوية البرّ والإحسان، فبعد شهرٍ واحدٍ، وتحديداً في بداية العام الدراسي 1956-1957، ترك الثانوية ودخل دار المعلمين بعد نصيحة مدير تكميلية عماطور الأستاذ سامي أبو شقرا الذي كان يتابعه منذ طفولته. وصار يتقاضى راتباً شهرياً يبلغ ستين ليرة، ومن ثم ارتفع إلى تسعين ليرة؛ وبعد دراسة ثلاث سنوات تخرج سنة 1959 في دار المعلّمين بمعدّل عال، فعُين مدرّسًا في مدرسة بلدته مزرعة الشوف والتي كان طالباً فيها في مرحلة طفولته، ثمّ أصبح مديرها في العام 1972. 

*- متابعة دراساته العليا حتى نيله شهادة الدكتوراه   

      لم تتوقف المسيرة التعليمية للدكتور حسن البعيني عند شهادة دار المعلمين فقط، بل كان طموحه يكبر أكثر فأكثر، فقد أراد اختصار سنوات دراسة البكالوريا بنيل الشهادة الموحّدة، "الثانوية العامة الفرع الأدبي وهي شهادة سورية لبنانية مشتركة بين البلدين حينذاك" فسافر الى العاصمة السورية دمشق واشترى الكتب اللازمة، ودرسها خلال السنة الدراسية، وفي موعد الإمتحان لدورة عام 1961 قدّم الامتحان في دمشق ونال تلك الشهادة وبعلامات مرتفعة. 

وعلى أثرها اختار أن يتسجَّل في الجامعة اللبنانية، كليّة الحقوق والعلوم الإنسانية، وكان مركزها الصنائع، وهناك درس القانون الدستوري على يد الدكتور إدمون ربّاط الذي كان يملك حنكة كبيرة، ويعد المرجع الأول في القانون الدستوري.

 بعد سنتين، انتقل الى كلية العلوم السياسية والإدارية، ونال إجازة في العلوم السياسية والإدارية في أيلول 1972، ومن ثم دخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية حيث نال إجازة بالتاريخ سنة 1975، ومن بعدها تابع دراسته في قسم الدراسات العليا فنال شهادة الماجستير في التاريخ عن موضوعه "جبل العرب" بدرجة جيد جداً في نيسان عام 1982، ومن بعدها ازدادت حماسته على متابعة علمه أكثر فأكثر، فقد واظب على دراسة الدكتوراه في التاريخ في الجامعة اللبنانية، فنال شهادة دكتوراه دولة بدرجة جيد جداً مع تنويه اللجنة بتاريخ 31/1/1991 وكان موضوع أطروحته " دروز سوريا ولبنان عهد الانتداب الفرنسي". 

*- نشاطاته التربوية 

- شارك في تأليف كتاب التاريخ الخاص الذي دُرّس في المدارس الخاصّة والرسمية في الجبل اعتبارا من الصفّ الثالث الإبتدائي إلى الثالث المتوسّط.

 - شارك في تأليف كتاب التاريخ المدرسي الذي يُعِدُّه المركز التربوي للبحوث والإنماء والذي لم يصدر بعد. 

*- حياته التربوية 

 كانت حياة الدكتور حسن البعيني مليئة بالعطاء، فمن صلب إيمانه التربوي أن المعلم هو قلب المجتمع، ونجاح المجتمع في نجاح المعلم. اِبدأ بالمعلم لإعداد جيل مثقف ومتطوّر. فالمعلم أساس المنظومة التعليمية بأكملها، وعماد الرسالة التربوية التعليمية. ولأنه مؤمن بأن المعلم هو القدوة والموجّه الأول لمسيرة جيل كامل. فقد زاول مهنة التعليم بجميع مراحله: الإبتدائي المتوسط الثانوي والجامعي مدة 44 سنة، أي من سنة 1959 إلى سنة 2003، وسوف نذكر كل مرحلة باختصارٍ شديد: 

  • درَّسَ بالتعاقد في الجامعة اللبنانية، كلية الأداب والعلوم الإنسانية  من العام الدراسي 1992-1993 إلى العام الدراسي 1996-1997.
  • درَّسَ في ثانوية المختارة الرسمية وبعقلين الرسمية لمدة سبع سنوات بين عامي 1986 و 1992.
  • استلم التنسيق ودرَّسَ مواد التاريخ والجغرافيا والتربية في الليسه ناسيونال لمدة 16 سنة حتى عام 2003.
  • تسلّم إدارة ثانويّة بلدة نيحا الرسميّة بين عامي 1998 و2003 حيث أحيل منها إلى التقاعد.

 *- حياته الأسرية 

  •  إيماناً منه بأن الأسرة هي النواة الأولى والحجَرة الأولى في بناء المجتمع التوحيديّ، وعلى حدّ قوله إن الأسرة هي أساس المجتمع، ففي ظلال الأسرة يتربى الفرد الصالح وتنمو لديه المشاعر الصالحة، مشاعر الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة. ويتعلم الناس التعاون على الخير وعلى البر في ظلها. بسبب كل ذلك فقد تزوج من شريكة حياته ونصفه الثاني السيدة الفاضلة أنجال سليم البعيني وأنجبا ثلاثة أبناء وبنتين وهم: شادي، مهى، جودت، أمين، فادي, شادية.


  • *- أبرز المؤتمرات التي شارك فيها
  • 1- المؤتمر الوطني التربوي الأوّل الذي نظّمه المركز الوطني للمعلومات والدراسات، فندق البوريفاج، بيروت، أيار، 1991.
  • 2- المؤتمر الأول للثقافة الشعبية في لبنان الذي أقامته حلقة الحوار الثقافي، الجامعة اللبنانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية، 9- 11 كانون الأول 1993.
  • 3- المؤتمر الثاني للثقافة الشعبية العربيّة في لبنان، أقامته حلقة الحوار الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة والتربية والتعليم العالي، قصر الأونيسكو، بيروت، 21- 24 تموز 1999.
  • 4- مؤتمر تعزيز عودة المهجّرين، نظّمه المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، دير مار مارون في مجدل المعوش، 23-6-1996.
  • 5- مؤتمر تعزيز عودة المهجّرين، نظّمه المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، المكتبة الوطنية في بعقلين، 19-1-1997.
  • 6- مؤتمر الشوف السويجاني، تاريخ وحضارة وتراث، نظّمه اتّحاد بلديّات الشوف السويجاني، المكتبة الوطنية بعقلين، 10-11/نيسان/2010.


  • *- أبرز مؤلفاته
  • 1- جبل العرب "صفات من تاريخ الموحّدين الدروز 1685-1927"
  • حسن البعيني، جبل العرب "صفات من تاريخ الموحّدين الدروز 1685-1927"، منشورات عويدات، لبنان، 1985.
  • هي رسالة الماجستير، باكورة مؤلفات المؤرخ الدكتور حسن البعيني، قدمه بحثاً في الجامعة اللبنانية في العام 1975، وقدمه كتاباً للقراء في العام 1985. يقول الباحث إبراهيم العاقل "كثيراً ما حرّف المؤرخون في تأريخ جبل العرب حتى إنّ معظمهم نسب تاريخ الجبل المشرّف لسواهم  من الذين لم نلمح غبارهم في غمار، ولا خيولهم في مضمار... فهذا الجبل العزيز المصون القمم، العاتي على العادين، والذي حيّر الطغاة وردّ الغازين، هذا الجبل بحاجة إلى تاريخ صحيح سليم" ومن هنا تأتي أهمية كتاب جبل العرب صفات من تاريخ الموحّدين الدروز 1685-1927، لأنه حدّد التاريخ الحديث وكتب مؤرخنا الأمين بأمانة تاريخية مبتعداً عن انتمائه الطائفي، وكما قال أيضا الباحث إبراهيم العاقل "تجلت فيها سجيّات بني معروف ومناقبهم، وظهرت خلالها نزعة الدروز الى الحرية، وبلاؤهم في حروب الحق خير بلاء".
  • تناول الدكتور حسن البعيني في هذا الكتاب السكان والاقتصاد وتاريخ جبل العرب وسكانه القدماء والمعاصرين من موحّدين "دروز"، ومسيحيين، وسنّة وبدو. كما تناول الزراعة والصناعة والحِرَفْ اليدويّة والتجارة، وخصائص المجتمع في الجبل وتكوينه من حيث تركيبته العشائرية الإقطاعية وفئات الزعماء والعامّية، وتركيبة الملكية العقارية ودرس النواحي الدينية للمجتمع من رجال الدين والطقوس الدينية وأماكن العبادة والقضاء المذهبي والرئاسة الدينية الأولى.
  • في القسم الأول تناول العادات والتقاليد التوحيديّة من حيث الكرم وحبّ الضيف والشجاعة والعادات في المآتم والأعياد والوساطة كما تكتب بالعاميّة.
  • في القسم الثاني تناول التاريخ السياسي للجبل بين 1685-1840  أي عبر مئة وخمسة وستين عاماً وهي فترة نزوح الموحدين الدروز من جبل لبنان إلى جبل حوران، وتوطين الموحدين  الدروز في سوريا، وعلاقة الموحدين بسكان السهل الحوراني والبدو والشوام. كما تناول تاريخ المشيخة الحمدانية وحلول آل الأطرش مكان الحمدانيين. كذلك لم يغفل الدكتور حسن عن الإشارة إلى سياسة العثمانيين في تأجيج الصراع بين الموحدين الدروز والبدو عملاً بسياسة فرّق تسد.
  •  بالإضافة لكل  ما ذكرت، تناول موضوع التهدئة بين الموحدين وبين جمال باشا السفاح، ولم يغفل عن ذكر أهمية دور الموحدين "الدروز" في التخفيف من أثر المجاعة في سنوات حرب سفر برلك.
  • وفي فصل خاص في عهد الانتداب الفرنسي 1920-1925، يتناول الدكتور حسن مرحلة ما قبل الانتداب، ومن ثم الاستقلال الصوري لدويلة اسمتها فرنسا بجبل الدروز، وعرفت هذه الاتفاقية  "بالاتفاقية الفرنسية الدرزية" وقد استعرض الدكتور حسن في هذا الفصل أيضا مراحل تشكيل حكومة جبل الدروز بادئاً بفترة العهد الوطني الوطني 1921- 1923، وثورة سلطان باشا الأطرش الأولى 1922. وعهد الحكم الفرنسي المباشر 1923-1925، متناولاً التنظيم الإداري للجبل في عهد الانتداب الفرنسي. كما أرّخ مسار أحداث الثورة السورية، وكتب فيها مسألة انتقالها إلى حماة ودمشق والغوطة والى جبل الشيخ وانتقالها إلى لبنان...


  • 2- سلطان باشا الأطرش، مسيرة قائد في تاريخ أمّة. 
  • حسن البعيني، سلطان باشا الأطرش مسيرة قائد في تاريخ الأمة، منشورات الإدارة المدنية في الجبل، لبنان، 1985.
  • يقول الدكتور حسن البعيني في كتابه، إن سلطان باشا الأطرش محطة تاريخية هامة يتوقف عندها الباحث والمجاهد والسياسي وخاصةً في خضمّ هذا الصراع العربي المرير ضدّ العدو الصهيوني وحلفائه، لأنه أحد أبطال التحرير والاستقلال في العالم. فهو قائد الثورة العربية ضدّ الأتراك، وأول من دخل دمشق ورفع العلم العربي فيها، والمعارض الأقوى للإنتداب الفرنسي وتقسيمه سوريا إلى دويلات، والمفجّر لأكبر الثورات على فرنسا وهو الذي توّجته الأمّة قائداً عاماً لثورتها، والمساهم الأكبر في إسقاط الطاغية أديب الشيشكلي، والزعيم الوطني الذي عمل بصمت ولم يطمع بمال أو منصب أو جاه.
  • وهذا الكتاب لا يتناول سيرة حياته فقط، بل يتناول أيضاً الأحداث العربية الكبرى وخاصةً أحداث سوريا خلال قرن من الزمن. إنها سيرة قائد في تاريخ أمة، وهو قراءة لهذا التاريخ على ضوء الوثائق والمعلومات الصحيحة.


  • 3- مختار مزرعة الشوف يوسف علم الدين البعيني 1898-1988.
  • حسن البعيني، مختار مزرعة الشوف يوسف علم الدين البعيني 1898-1988، منشورات الإدارة المدنية، لبنان ، 1988.

 كتاب مؤثر لإنسانٍ قدم الكثير لمجتمعه الوطني لبنان، ولمجتمعه القروي مزرعة الشوف من دون أن يأخذ شيئًا لنفسه، إنه مختار مزرعة الشوف، يوسف علم الدين البعيني. دونت كلمة في مقدمة الكتاب للقائد  الوطني وحامي العشيرة المعروفية الرئيس وليد بيك جنبلاط يقول فيها: "إنَّ المعركة الكبرى هي المعركة الأخلاقيّة؛ إذا تمسّكنا بالأخلاق العالية، أخلاق يوسف علم الدين البعيني، انتصرنا، وإذا لم نتمسّك بأخلاق يوسف علم الدين البعيني انهزمنا" وما أجمل هذا الكلام وما أروع معانيه!

 يتناول الكتاب سيرة رجل أمضى ربع قرن في سلك قوى الأمن الداخلي فكان نعمَ الموظف ونعم العسكري النزيه، وأمضى الأربعين سنة مختاراً لبلدته فكان نِعْمَ المختار، فقد عاش تسعين سنة حافلة بالنضال والعطاء والمحبة والإلفة والمواقف النضالية الوطنية المشرفة. فرحل جسداً عن أهل بلدته، مخلّفاً رصيداً كبيراً من الذّكر الطيّب والمآثر الجليلة والتي تعتبر أثمن القصور، وأعظم كنوز الدنيا. 

وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب إلّا أنه غنيّ بمآثر بلدته الغنية بنضال أبنائها، فيقول المؤرخ الدكتور حسن البعيني "وكما أعطت مزرعة الشوف أبا رامز مثلاً حيّاً عمّا تتصف به وتفاخر وتزهو، هكذا أعطت عشرات الأمثلة من الرجال الذين برزوا في التقوى والمكرمات والصفات الحميدة والأعمال المجيدة. مشيراً إلى أن أبناء مزرعة الشوف كانوا من أوائل الرجال الذين امتشقوا السلاح بقيادة المعلم الشهيد كمال بيك جنبلاط في ثورة 1958 بوجه فساد الحكم آنذاك، ثم عادوا وامتشقوا السلاح في العام 1975 بقيادة أيضاً المعلم الشهيد كمال بيك جنبلاط وبعد استشهاده تابعوا نضالهم مع الزعيم الوطني وليد بيك جنبلاط بهدف الدفاع عن عقيدة الموحديّن الدروز "نُحرم التعدي على أحد، ونحرم التعدي علينا" ولأنه تمّ التعدي على الطائفة المعروفية امتشق أبناء المزرعة السلاح للدفاع عن الأرض والعرض والدين وأماكن العبادة. 

4- دروز سورية في عهد الإنتداب الفرنسي 

  • حسن البعيني، دروز سورية في عهد الإنتداب الفرنسي، منشورات المركز العربي للأبحاث والتوثيق، بيروت، 1993.
  • يحتوي هذا الكتاب على دراسة موضوعيّة سياسيّة في التاريخ المشترك لسوريا ولبنان، في عهد الإنتداب الفرنسي، تركَّز على شريحة عربيّة إسلامية هي المسلمون الموحّدون (الدروز)، فتناولت مجمل أوضاعهم في ظلّ المخطّط الفرنسي التقسيمي والنظام السياسي الطائفي اللبناني، وعالجت إتجاهاتهم ونضالهم العربي والإسلامي، ودورهم القومي الذي تجلّى في محطَّات كثيرة أبرزها مقاومة الإنتداب الفرنسي سياسياً ومقاومته عسكرياً عبر الانتفاضات والثورات الوطنية المتوَّجة بالثورة السورية الكبرى.


  • 5- عادات الزواج وتقاليده في لبنان
  • حسن البعيني، عادات الزواج وتقاليده في لبنان، منشورات بيسان، بيروت 1998.

 كل ما يكرره الفرد أو الجماعة من قول وفعل وحركة وتصرف  يسمى "عادة". وكل محاكاة للفرد والجماعة في السلوك، ولا سيما من الورثة والأجيال المتعاقبة، يسمى "تقليد". وكل من العادة والتقليد يصبح عرفاً حين يحظى بإجماع القوم على صحته وجدواه. وكثير من العادات والتقاليد أصبحت أعرافاً، ثم غدت قوانين وأنظمة حين التزمت الدولة بها وأقرتها لتنظيم شؤون الناس. وهذا الكتاب تضمن عادات الزواج وتقاليده في  لبنان. 


  •   6- العادات والتقاليد في لبنان في الأفراح والأحزان
  • حسن البعيني، العادات والتقاليد في لبنان في الأفراح والأحزان، منشورات بيسان، بيروت، 2001.

 يتضمن هذا الكتاب أبرز العادات والتقاليد في لبنان في الأفراح والأعياد والأحزان هو من أفضل الكتب التي تحدثت عن الموضوع بطريقة رائعة ومميزة، مدخلاً النفحة الأدبية في كتابة التاريخ، كما انه يعدّ من أفضل الإصدارات التي قدمها الدكتور حسن البعيني بهذا الخصوص، والتي شرح فيها نظريته بالكامل. فيقول الدكتور حسن البعيني "إنّ العادات والتقاليد في لبنان هي نتاج تأثير متبادل بين عادات الشعوب التي توطنت في لبنان أو احتلَّته عبر الأزمنة وتفاعل بعضها مع بعض وارتباطها بتطور الأوضاع الفكريّة والاقتصادية والاجتماعيّة والمجتمعات الدينيّة وخضوعها لأحكامها كلّياً أو جزئيّاً، وما خالف هذه الأحكام عُدّ في نظر رجال الدين بدعاً وإن كان مقبولاً من الأكثريّة. 


7- سلطان باشا الأطرش والثورة السورية الكبرى 

  • حسن البعيني، سلطان باشا الأطرش والثورة السورية الكبرى، مؤسسة التراث الدرزي، لندن، 2008. 
  • يتحدث هذا الكتاب عن رمز في القيم والوطنية والعروبة والنضال ضد الاستعمار: سلطان باشا الأطرش، أحد قادة الثورة العربية الكبرى، وقائد ثورة سنة 1922 على الفرنسيين، وقائد الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين في سنة 1925، وبطل انتفاضة الشعب السوري على الطغيان في سنة 1945. ويتحدث الكتاب عن ثورة عام 1925، التي أعلنها وقادها سلطان، والتي اكتسبت صفة "الكبرى" لأنها أكبر الثورات على الإنتداب من حيث اتساع رقعتها وشمولها معظم مناطق سورية وبعض مناطق لبنان، ومن حيث طول مدتها، وتنظيمها، وضخامة الخسائر البشرية والمادية فيها، وعظم تأثيرها إذ مهدت السبيل لاستقلال سورية.
  • وكان للموحدين الدروز الإسهام الأكبر فيها، وهذا يبرز دورهم الجهادي والعروبي الذي يقوم به الخلق من كل جيل اقتداءً بالسلف منذ أكثر من ألف عام.
  • كما يتحدث الكتاب بتوسع عن امتداد الثورة السورية الكبرى إلى لبنان، واشتراك اللبنانيين والسوريين معاً في معركة التحرّر، وفي هذا أحد الأدلة على ترابط أوضاعهم، وعلى مصيرهم المشترك.


  • 8- فصول من العادات والتقاليد في لبنان.
  • حسن البعيني، فصول من العادات والتقاليد في لبنان، د.د.ن، لبنان، 2009.

 يتناول هذا الكتاب العادات والتقاليد في لبنان من ناحية القيم والآداب، ومن ناحية العادات والتقاليد والحرية وفنون الفروسيّة وألعابها، والنّدب والنّياح في التقاليد والأناشيد والملابس والأزياء والحلي وأغطية الرأس وكل هذه المواضيع ضمن العادات والتقاليد بين الأصالة والحداثة. ويقول الدكتور حسن البعيني في هذا الكتاب "اعتمدنا في بعض ما كتبناه على ما شهدناه من العادات والتقاليد ضمن المجتمع القروي، وما أفدنا به المعمرون، وما جمعناه من معلومات في جولتنا الميدانية ، متطرّقين في النهاية إلى بحث مسألة مواجهة العادات والتقاليد في تحدي الحداثة، وما يجب أن يظلّ منها صامداً في وجه رياح التغّير حفاظاً على الهويّة، وتحقيقاً للمصلحة الوطنيّة". 

9- التنوخيّون والمناذرة اللخميون والمعنيّون الفصول الغامضة في تاريخهم والإشكاليات. 

  • حسن البعيني، التنوخيّون والمناذرة اللخميون والمعنيّون الفصول الغامضة في تاريخهم والإشكاليات، دار معن، بقعاتا الشوف، لبنان، 2013.

 يعالج هذا الكتاب فصولاً تاريخية غامضة وإشكاليات منها نسب التنوخيين وآل أرسلان وآل عبد الله وبني فوارس، الذين يعتبرهم الكثير من المؤرّخين من حلف تنوخ أو من قبيلة تنوخ، فيما هم مناذرة لخميون ينحدرون من الملوك المناذرة الذين حكموا في الحيرة مدة 364 سنة، ولا يجمع بين أحد فروعهم (التنوخيين)، الذين لا ينتمون إلى الأمير تنوخ، سوى بالاسم فقط. كما يعالج الكتاب إماراتهم وفروعهم وإسهامهم في انتشار مذهب التوحيد الدرزي في لبنان، ونسب المعنيين ومذهبهم وعدم انقراضهم والفصول الغامضة من تاريخهم، وخاصة في عهد الفرنجة والمماليك، وإشكاليات شخصية فخر الدين الأول، ونشأة فخر الدين الثاني ورمزيته وشخصيته الخلافية في تاريخ لبنان. 

10- مشيخة عقل الموحّدين (الدروز) في لبنان وسورية وفلسطين. 

  • حسن البعيني، مشيخة عقل الموحّدين (الدروز) في لبنان وسورية وفلسطين، دار معن، بقعاتا الشوف، لبنان، 2015.
  • مشيخة العقل هي الاسم الأخير للمشيخة الدينية، أو الرئاسة الروحية للموحدين (الدروز)، في كلٍّ من لبنان وسورية وفلسطين، وهي، ككل رئاسة روحية لأية طائفة، ترمز إلى كيانهم، وشخصيتهم المعنوية بين سائر الطوائف، وإستقلالهم الداخلي في إدارة شؤونهم المذهبية، وهذه الرئاسة هي امتداد تاريخي لفكرة الإمامة التي هي مبدأ أساس يقوم عليه مذهب التوحيد أو مسلك العرفان التوحيدي...
  • هذا ما يقوله الدكتور حسن أمين البعيني في مقدمة كتابه عن "مشيخة عقل الموحدين الدروز" في لبنان وسوريا، وهو يستعرض تاريخها وتطورها من الأعراف إلى التنظيم، وبهذا يكون هذا الكتاب بحثا موضوعيا شاملا وموسّعا عن الرئاسة الروحيّة للموحدين الدروز في بلاد الشام، منذ نشوئها كإمتداد تاريخي لفكرة الإمامة، وهو يعالج تاريخها بتسمياتها التي عُرفت بها، وآخرها "مشيخة العقل" وكيفية توليها، ومهامها، ووجوه تعدديتها.
  • ويتحدث عن جميع الشيوخ ومآثرهم وإنجازاتهم، بدءاً بأشهرهم وأشهر اولياء الموحدين، الامير السيد عبد الله التنوخي، وإنتهاءً بالشيوخ الحاليين، كما يستعرض الكتاب بالتفصيل كيفية تنظيم إنتخاب شيخ العقل في لبنان وما رافقه من أزمات وتجاذبات منذ سنة 1946 حتى سنة 2006.


  • 11- المجلس المذهبي والأوقاف عند الموحّدين (الدروز) في لبنان.
  • حسن البعيني، المجلس المذهبي والأوقاف عند الموحّدين (الدروز) في لبنان، دار بلال للطباعة والنشر، لبنان، 2018.
  • ككل أبحاثه وككل كتبه السابقة المميزة كان الدكتور حسن البعيني متميزاً في موضوعاته التاريخية والإجتماعية، ولكن هذا الكتاب بالنسبة لي يعد من أهم الكتب، وأول مصدر رسمي يتحدّث عن نشوء الأوقاف والوصاية عليها وأنواعها وأبرزها وأنطمتها وإداراتها وقوانينها والنزاعات عليها وثروتها وعائداتها للطائفة ولأبناء العشيرة.
  • كذلك حدد أهمية هذه الأوقاف التوحيدية ووجوه الاستفادة منها، كما تحدث عن المجالس المذهبية وقوانينها وانتخابها وهيئاتها ولجانها وصلاحيّاتها، ودورها ودور شيخ العقل الذي يترأسها في إدارة الأوقاف وغيرها من شؤون الطائفة.