الشيخ مكرم المصري - 28-3- 2023
نشأة مركز بعقلين الطبي:
تمّ افتتاح مركز بعقلين الطبي في ٢٨ تشرين الثاني من العام ١٩٨١ برعاية الأستاذ وليد بك جنبلاط. في ذلك الحين كان هذا الصرح الطبي هو الأول في منطقة الشوف الأعل وقد ىتولى ادارته الدكتور مروان بوعياش وعمل على تطويره وتقديم الخدمات الطبية التي كانت تحوي كل من الأقسام التالية: الأمراض الداخلية – التوليد – الجراحة – المختبر الطبي – الأشعة – الطوارئ - العيادات الخارجية.
دور مركز بعقلين الطبي في فترة الحرب:
لعبت المستشفى دورا" هاما" خلال فترة العدوان الأسرائيلي على لبنان عام ١٩٨٢ حيث قام الجهاز الطبي والتمريضي والصحي بمعالجة واسعاف الجرحى والمصابين وانقاذ حياة الكثيرين رغم الأوضاع الاقتصادية والطبية والأمنية الصعبة.
دوره في التاريخ الحديث:
تم تأسيس جمعية رعاية المريض من قبل مستشفى بعقلين في العام ٢٠٠٧، التي دعمت المركز ببعض المشاريع حسب الامكانات المتاحة لها. وفي العام ٢٠٠٨ قامت السفارة اليابانية بتقديم معدات طبية لقسم المختبر، حيث أصبح قادرا" على القيام بمعظم الفحوصات المخبرية، مما انعكس ايجابا" على دقة التشخيص والعلاج للمرضى. وفي العام ٢٠١١ زوّد نادي الروتاري – الشوف عيادة حديثة لطب العيون، مما أدى الى مساعدة الكثير من المرضى الذين يعانون من الأمراض المتعلقة بهذا الاختصاص. وفي العام ٢٠١٢ ساهمت جمعية رعاية المريض بتأهيل قسم الأمراض النسائية والولادة، كما وفي العام ٢٠١٧ تمّ استحداث مركزا" للعلاج الكيميائي في المستشفى.
مع تطور العمل في المستشفى، لم يعد قسم الطوارئ يلبّي الحاجات الضرورية لجهة المعدات الطبية، لذلك تم تقديم مشروع تطوير قسم الطوارئ من السفارة اليابانية، وقد تمت الاستجابة لهذا المشروع الذي تم افتتاحه في العام ٢٠١٨ بحضور السفير الياباني ووفد من السفارة وفاعليات المنطقة ومجلس الشركاء والطاقم الطبي والتمريضي والموظفين. وفي العام ٢٠١٩ تمّ تجهيز قسم جراحة العيون بألة حديثة لإجراء عمليات اعتمام عدسة العين المعروفة " بالمياه الزرقاء".
مركز بعقلين الطبي في زمن الكورونا.
خلال جائحة كورونا في العام ٢٠٢٠ واجهت ادارة المستشفى تحديا" كبيرا" لجهة تأمين وتجهيز قسما" خاصا" للمرضى المصابين بهذا الداء تبعا" للمواصفات الطبية والصحية وتنفيذ كافة الشروط المطلوبة في هذا الخصوص من قبل وزارة الصحة العامة. وبالرغم من انقطاع الكثير من المواد والمستلزمات الطبية ومستلزمات الحماية الشخصية، اضافة" الى النقص الحاد في الطاقم الطبي والتمريضي والصحي بداعي السفر من جراء الوضع الاقتصادي في البلاد الذي أدّى الى هجرة الكثير منهم، فقد استطاعت المستشفى أن تتجاوز هذا التحدي معتمدة على تجاربها وخبراتها السابقة منذ تأسيسيها. ولا بدّ هنا من أن نأتي على ذكر ما قدمه جهاز العمل في المستشفى من أطباء وممرضين وممرضات وعاملين صحيين من عطاء واندفاع وقيادة واخلاص في عملهم لجهة علاج وخدمة مرضى الكورونا. بالرغم من اصابة العديد منهم بعدوى هذا الفيروس نتيجة قيامهم بواجبهم الطبي والانساني.
مركز بعقلين الطبي وانفجار مرفأ بيروت:
في آب ٢٠٢٠ كان للمستشفى دورا" كبيرا" في استقبال الجرحى من جراء انفجار مرفأ بيروت، حيث استنفر كل الطاقم الطبي والتمريضي لمداواة الجرحى القادمين من العاصمة.
أخيراً وفي العام ٢٠٢٣ تمّ افتتاح مشروع تحديث العيادات الخارجية للمستشفى بدعم من السفارة اليابانية. ولقد زودت العيادات الثمانية بمعدات طبية حديثة في مختلف الاختصاصات.
بالرغم من خسارة المستشفى لمؤسسها المغفور له الدكتور مروان بوعياش والظروف الصعبة اقتصاديا" التي تواجه المستشفيات عامة". تعمل ادارة المستشفى جاهدة" على الاستمرار في تلبية احتياجات المرضى ومعالجتهم بأفضل الخدمات الطبية.
ونحن بدورنا باسمنا الشخصي وباسم مجلة الرأي الآخر (opine digest)، نتمنى لهذا الصرح الطبي كما لجميع المؤسسات الصحية والاجتماعية في لبنان دوام التقدم والتوفيق لما فيه من مصلحة لها وللمجتمع بأكمله.
المصادر والمراجع:
- أرشيف مركز بعقلين الطبي.