بينها القديمة والحديثة.. أكثر من سبعين ألف صورة فوتوغرافيّة وثّقها نور الدّين الشّعار

عمر الطويل

تربط نور الدّين الشّعار من بلدة الكفر بريف محافظة السّويداء الجنوبي حكايةٌ قديمة مع الصّور الفوتوغرافية منذ سنوات طفولته المبكّرة سواء بجمعها أو بتصويرها عبر الكاميرا التي لازمته في مختلف المناسبات العائلية والاجتماعية والوطنيّة والرّحلات والعمل .
الشّعار الذي تميز بين معارفه وأصدقائه وأقربائه وأهالي بلدته بحبه للتّصوير والتّوثيق نجح عبر مسيرة حياته بجمع وتصوير أكثر من سبعين ألف صورة فوتوغرافية حرص خلالها كما ذكر في حديثه لمجلة الرأي الآخر الالكترونية على التقاط وحفظ الصّور ذات المعاني والدّلالات القيّمة .


وروى الشّعار كيف كان منذ طفولته يملك رغبةً للاحتفاظ بصور أغلفة الكتب ثم تطوّرت وأخذت شكلاً مختلفاً عبر هواية التّصوير التي أصبحت عادةً بالنسبة له بعد تمكّنه من الحصول على كاميرا مستفيداً من الأحداث المختلفة التي عاصرها وإحساسه بأن تصويرها سيكون الوسيلة الأهم للحفاظ على قيمتها .
ما يحتفظ به الشّعار من صورٍ وثقها ضمن ألبومات الصّور العادية ووسائل التّخزين المعلوماتية الحديثة وتتضمن كما ذكر مناسبات اجتماعيّة ووطنيّة وأنشطة بيئيّة ورياضيّة وزراعيّة ومعالم أثرية وأماكن في مناطق مختلفة من سورية مثل قلعة الحصن ودمشق القديمة وبصرى الشام إضافةً لصور خاصة بالبادية و الأزياء الشعبية فضلاً عن صور عديدة تتعلق ببلدته الكفر وقرى جبل العرب المختلفة .


و أقدم الصّور الموثقة لدى الشّعار الرّجل السّتيني تعود إلى عام /١٨٦٩ / في الأيام الأخيرة التي سبقت افتتاح قناة السّويس وأخرى عام /١٨٨٥ / للخط الحديدي بين دمشق وبيروت وعام /١٩٠٠/ لبعض المستشرقين الألمان والبريطانيّين الذين زاروا جبل العرب .
و حظيت صور الأزياء الشّعبية والتّراث الشّعبي باهتمام خاص لدى الشّعار الذي قدّمها بتفاصيلها الجميلة وصور مسابقات ملكات الجمال قديماً عندما تظهر العارضات بالزّي العربي المشهور و الحفلات الشّعبية التي تقدّم الرّجل بزيه العربي فضلاً عن تناوله لصور تجسّد تفاصيل الحياة الشّعبية.
كما استثمر الشّعار عمله سابقاً في مشروع تنمية البادية بتصويره لقطاتٍ حول الحياة البدويّة وسبل الحصول على المأكل والمشرب ونقل الماء ورعي الماشية وكذلك صور لمراحل زمنيّة هامة في حياة سكان البادية الذين تعرف عليهم واستفاد من أحاديثهم وأخبارهم الكثير.
مجموعة من الكاميرات استخدمها الشّعار في حياته انطلاقاً من القديمة التي تحوي / ١٦ /صورة وصولاً إلى الحديثة الرّقمية لكنّه يجد بأن التّصوير بالأبيض والأسود له رونقه الخاص ونكهته المميزة ويفضله على الملّون كما أوضح .


ما تميّز به الشّعار بالتّصوير يضاف أيضاً لجمعه للعديد من القطع التّراثية القديمة ضمن منزله كأدوات الطّعام والقهوة والأواني الفخّارية  والعملات السّورية والعربيّة القديمة و مئات الطّوابع البريديّة و كذلك عددٍ من المجلّات القديمة خاصةً الجندي العربي  والصحف المحلية مع وجود مكتبةٍ لديه تضم نحو ألف كتابٍ إضافةً لنشاطه التّطوعي في جمعيتي أصدقاء البيئة و الموسيقى و الجمعية الفلاحية و دائرة العلاقات المسكونيّة والتّنمية فضلاً عن دوره في خدمة ومساعدة أبناء بلده دون أيّ مقابل   .