الكاتبة الجزائرية مرين عرجون
2-8-2021
كل ما فيها يستفز الاهتمام وأنا عاشق أضناه كلها وآسرتني عيناها وأعجزني الموصوف وضاقت سبل الوصف في تسمية ما يليق بها يكفي أن بين عينيها تستقيم الأمور وريثة الروح زمردية القلب متلألئة العينان هي نار وبخور ونفخة من عطور يرتوي من عروقها رقراق الندى وتنثر الشمس ضفائرها ذهبا ونور، يؤاسيك وينسيك صلاة عابد في معابد، فيها من هاروت سحر بابلي يراود العيون و فجر يقيم عند رموش عينيها يأبى الرحيل، يعزف لحنا تحمله ملائكة الرحمان بأجنحة من حب بترف و تنثرها لآلئ تملأ الصباحات فرحا وضجيج، عينان تملكان سر الكلام وسر الصمت فأغدقي بالصمت يا بيروت يا عروس الساحل فثرائهما يفي ...
ساد السواد وحلى الدجي في كحل عيونها وخبى نورها في أرض الخيبات، فصارت تعاند صمتها وهي صفراء ذبل تتلوى لحد التلاشي، باذخ عطاؤها لذا أنجبت الخراب واليباب لما تفتقت من عصف الألم وصارت فلك تاه فيه من تاه . أغلق فمها الصدأ كبندقية خرساء يعانقها ذلك المحارب العظيم يسمع منه غير صرير أسنانه تحطم بعضها غيضا حين عاند صمته بصرخة آبت أن تفارق الحلق، كم كبير هو الوجع المثقل بلون الليل الذي يزحف ليحتل الأجساد الخاوية ...
بيروت يا مفرطة الأنوثة تقف خالية ومهزوزة لعجزها فوق قيعان سوداء سحيقة وكومة أجسام ممزقة تمتشق الشوارع في قاطبة هتر وذلك المزيج من المشاعر في شهوانية طاغية ثم تنحني كأزهارالتوليب البنفسجية تسجد سجدتها الأخيرة....
يا زمردية القلب الساكنة بجوار عرش الرب بقيت وحدك تطيري كنورس أبيض مشاكس لا يأبى الانصياع فاتحا جناحيه في غفوة الأمل وسط غمامة مكتنزة في السماء ترتقب مطرا شهيا نقيا لتجود به وتطوفين بالألف دمعة والألف ضحكة والألف قصة تطوفين ذهابا وإيابا حتى تتمم الألف صلاة وترددي التشهد على طريقتك أن هنا ألف شهادة لوطن مصر على الاحتفاظ بجماله إلى الأبد....