بيروتُ جميلة ..

سناء شجاع - 28-5-2021


بيروتُ جميلة
نزارُ قالَها لي بشفةٍ مثيرة
كانَ الماغوطُ هناكَ
على رصيفِها الأريكة
ينسجُ إحدَى قصائدِه
لشقراءَ حبيبة
أدونيسُ على مقربةٍ
تدانَى من مقعدٍ
ارخَى بغيثِ شيبِهِ
على بردي ... قصيدة
والعازفُ على كمنجاهُ متّكِئٌ
يمنحُ الأثيرَ مآثرَ الموسيقى



بيروتُ جميلة
رفلَت جورجينا بأرصفةٍ
امسَتها للحسانِ مقصدًا وثيرا
وستُّ الدنيا كم طربَت
إذ غنَّتها فيروز... توشيحا
وذاكَ الشطُّ والمرسَى
ما هدئَ عشقُه مراكبًا
شهيقا... وزفيرا
ترامَى الحبُّ على رملِه
إجليسياس والعندليب
ومن غصنٍ بنَى ذراهُ
كموجٍ عَتيٍّ عنفوانا وتيها


بيروتُ جميلة
رايْتُ مراكبَها تعانقُ الشّفقَ
بأذرعةٍ وفيرة
رأيْتُ شمسَها قمرًا
يستقبلُ صخبًا ...ينيرُ سكينة
رأيْتُ الاجيالَ تشبُ
على مقاعدِ الفخرِ تحصيلا
رأيْتُ الاشرعةَ صلاةً
تنشدُ وثغرَ العبابِ تبريكا
رأيْتُ الرزقَ أسماكًا
يطفُو على وجنةِ ماءٍ وِفِرًا رغيدا
رأيْتُ المطابعَ زاخرةً
تتوشّحُ بمحابرِ الشِّعرِ تمجيدا



بيروتُ جميلة
سلُوا البروقَ في سماءٍ
ما ابرقَت مطيرة
سلُوا الرّعودَ في فضاءٍ
ما دوّى لِيخيفَ
سلُوا الأرياحَ وان ثارَت
تاقَت أرصفةً، فجاءَتها تقبيلا
سلُوا الصّيادَ... ما خابَت
صنّارةُ الطّعمِ كي تطعمَ فقيرا
سلُوا العمّالَ كم جهدُوا
وفاءً لغدِها... هممًا عنيدة
سلُوا القلاعَ... ما وهنَت
أبدَ الدُهرِ تبقَى... حصنًا منيعا