بريق من الاضواء بين اساطير  الغرب، واساطير الشرق .

حين تعود بالتاريخ إلى الوراء ، عند بعض التفاصيل سوف يرتسم امامك المستقبل كومضات متناثره تشبه بريق الرعد الذي ينبئ بهطول المطر ، أو يشبه أضواء حبل الزينه الضوئي  الذي تتلألأ فيه الأضواء بألوانها الجميله...


يزن بو لطيف - 19-8-2021

لا أعلم لماذا شدّتني هذه العبره التي يعرفها سكان جبال سييرانيفادا على انها بمثابة أولى الأساطير التي تناقلتها حضارات امريكا اللاتينية والتي لا زال شعب الارهواكوس يرددونها إلى اليوم.
هي احدى العبر التي تفسر حقيقة ما تعرض له المفكرين والمبدعين من اضطهاد على مر العصور...


تقول الاسطوره :


كانت هناك شرنقه مضيئه ( الزيز الذي يصدر ضوء أثناء الطيران ) تتنقل، مصدرة ضوئها الجميل ، فجأه رأتها أفعى وقررت الافعى أن تلتهمها وبدأت تطاردها ، بقيت تطاردها حتى تعبت الشرنقه من الهرب وقررت أن تستسلم، إلا أنها طلبت من الافعى أن تجيب على ثلاثه اسئله قبل أن تلتهمها.
قالت لها الافعى ليس من عادتي أن أصغي إلى فريستي لكن كونني سألتهمك على كل الاحوال ، اذاً سأجيب..
فقالت الشرنقه سؤالي الأول :
هل أنا من سلسلتكِ الغذائيه ؟ قالت الافعى لا ،
السؤال الثاني :
هل هناك اي خلاف بيني وبينك أو هل تسببتُ لك بأي أذى ؟ أجابت الافعى لا ،
قالت الشرنقه :
سؤالي الاخير ، اذاً لماذا تريدين أكلي؟
قالت الافعى بغضب .... لأنكِ تلمعيييييين ......

حسب تقديرات علماء الآثار والباحثين الجيولوجيين بأن عمر أولى الأساطير في اميركا اللاتينية يعود إلى ما يقارب عشره الآف عام.
كانت أولى تلك الأساطير هي اسطوره الخلق عند شعوب الموييسكا وهي إحدى البدع الجميله الجديره بالاطلاع.
هي إحدى اربعه أساطير، اسطوره الخلق ، اسطوره تشيمي نيكاغوا ، اسطوره الكاسيكي ، اسطوره بوتشكيك .
من يملك أفكاراً عن اساطير السومريين وأساطير حضارات ما بين النهرين كجلجامش او الطوفان سيدرك تماما بأن العقل البشري ينسج أفكارا متشابهة لحد التطابق في المغزى أحيانا، هو مبدع تلك الأساطير وبناء عليه هو من ابدع فكره الإله ونسج تلك الأساطير لتتناسب مع تنبؤآته وتكهناته وخياله الذي لا يعرف حدود ، منها كان اقتباس التوراة ، وما تلاها من كتب دينيّه.

ومن هنا فإن الأساطير كانت نقطه البدايه لخلق الآلهة او هي بمثابة الرحم الذي تشكلت وتكاملت فيه هيئه الإله ، اضافه الى الأساطير التي عُثر عليها لدى حضاره الموييسكا و حضاره التايرونا وحضاره الكيمباياس. كانت هناك ادله قاطعه على تقدم وازدهار تلك الحضارات ، وكمثال سريع في متحفي الذهب في بوغوتا ،و كارتاهينا ، هناك مجسمات لا تتجاوز حجم كف اليد لطائرات ذهبيه شبيهه لحد بعيد بالطائرات التي نستخدمها اليوم في التنقلات الجويّه ، بعض هذه الطائرات الذهبية تحمل في مقدمتها رؤوس حيوانات من حيوانات جبال الانديز او نهري ماجدالينا و الامازون ، وبعض تلك الرؤوس تمثل حيوانات او كائنات غريبه ربما منقرضه او هي من صنع خيال الفنان الذي صمم تلك الطائرات.


سأختم بما استطيع من اختصار لالقي الضوء على اسطوره الخلق عند شعوب الموييسكا ،
تقول الاسطوره :
حين صرخت الجدّه الأم ، ظهرت الآلهة أمامها، ثم تلاها الضوء والكواكب ثم تشكلت الحيوانات وبعدها الموسيقا ، بعد ذلك قامت الآلهة بجمع البذور والحصى ووضعوها في إناء كبير ثم نثروها في الفضاء ومن هنا كانت النجوم والقسم الآخر زرعوه في الأرض، ورغم كل هذا بقي كل شيئ ساكن لا يتحرك ، فاجتمعت الالهه وتوجهوا لزياره الجده الأم ( باتشوي )واخبروها بما قاموا به ، ،،، لكن لا شيئ ينمو ولا شيئ يتحرك او يصدر صوتا ،
الجده الأم قامت بتحضير نوع من الشراب وطلبت من الآلهة أن تشربه ، وما أن شربت الآلهة حتى انتابها النعاس وغطت في نوم عميق وبينما هم نائمين جائهم حلم مشترك بأن كل شيئ فعلوه دبّت فيه الحياه وأصبح يتحرك وينمو ويصدر صوتا ، الطيور بدأت تغرد ،الأنهار والشلالات والجداول أصدرت خريرها ، الرجال توجهوا إلى أعمالهم ونشاطاتهم ، البذور بدأت تنمو وبدأت الحياه تزدهر ، وعندما استيقظت الآلهة ظهر النور من الشمس وكل شيئ كان تماما كما جاء في الحلم .
انتهت الاسطوره
ولكم حريه ا التعليق والآراء ولكم مني اطيب الامنيات .
يزن مشهور أبو لطيف .باحث في مجال العلوم التاريخيه .مركز البحوث التاريخيه. جامعه المكسيك.
                  𝒴𝒜𝒵𝒜𝒩 𝒜ℬ𝒰 ℒ𝒯ℰℱ


طائرات من متحف الذهب في العاصمه الكولومبيه بوغوتا . لا يتجاوز حجمها كف اليد . وتم تصميم مجسمات مشابهه لها بحجم كبير لرؤيه مدى دقتها في الطيران والتحليق وكانت النتائج مذهله .