معبد "تيخيا" في بعلبك وقد تحول لكنيسة القديسة بربارة في القرون المسيحية الأولى.
يقع عيد القديسة بربارة في الرابع من شهر كانون الأول حيث تجري العادة بأن يتنكّر الأطفال بأشكال غريبة ويجولون على بيوت الأهل والأصدقاء في تقليد سنوي ينتظره الأطفال في كل عام، فيما تقوم النساء بتحضير الحلويات الخاصة بالمناسبة.القديسة بربارة معروفة في كل العالم ففي الولايات المتحدة الأميريكية وتحديداً في كاليفورنيا هناك مدينة جميلة جداً على اسمها (Santa Barbara) ، كذلك في فرنسا لها شهرة خاصة ابتدأت منذ القرون الوسطى.في لبنان، تخبر الأسطورة أن بربارة فتاة جميلة جداً فقدت والدتها منذ الصغر فتعلّق بها والدها النبيل والغني لكنه وثني يكره المسيحيين ، لكن بربارة نشأت بين خدم مسيحيين وصارت تميل لعبادة الإله الوحيد.
لا نعرف الكثير عن حياة القديسة ولا حتى تاريخ ومكان ولادتها. يقول البعض بأنها من مدينة " نيكوميديا" أي إيزميت حالياً في تركيا، لكن أكثرية المؤرّخين يُرجعون أُصولها الى مدينة بعلبك اللبنانية حيث كان يعيش والدها "ديوسكوروس"، الذي ومن خوفه عليها لشدة جمالها سجنها في برج ذو نافذتين مزيناً بالكثير من الأصنام وأمّن لها كل وسائل التسلية. في أحد الأيام وبينما كان والدها مسافراً قامت بتحطيم جميع الأصنام وأقامت مصلى لعبادة الثالوث المقدس.
عاد والدها وغضب بشدة فققر تزويجها لكنها هربت واختبأت وراء صخرة ظهرت فجأة أمامها بحسب الأسطورة، غير أن أحد الرعاة رآها ووشى بها لوالدها الذي سلّمها للحاكم "ماركيانوس" حيث أمر بتعذيبها وقطع رأسها ولكن مرة أخرى استطاعت الهرب في الجبال حيث ةصلت الى "رام مشمش" في جبيل ، لكن رجال والدها استطاعوا العثور عليها مختبأة في إحدى المغاور فأحضروها وقُطع رأسها عام 313 م. في بعلبك حيث دُفنت هناك.بين العام 379 و 395، وبعد صدور "قانون ميلانو" الذي عفى عن المسيحيين وأصبحت المسيحية الديانة الرسمية للأمبراطورية الرومانية، أمر الأمبراطور " ثيودوس" بمنع عبادة " فينوس" في بعلبك وببناء كنيسة للقديسة بربارة على أنقاض جزء من معبد "تيخياTychée) “) الذي يبعد 130 متراً جنوبي مدخل موقع بعلبك الأثري وهو معبد ذات تصميم دائري (المعبد الروماني الدائري الوحيد في لبنان)، ومبني من الحجارة الكلسية المحلية وحجر الغرانيت الزهري المستورد من مصر.
في عهد الأمبراطور "جوستينيانوس" (528- 560م) تمّ نقل جثمان بربارة الى كنيسة المخلّص في القسطنطينية، ثم نُقل مرة أخرى الى مدينة البندقية ليعود ويُنقل بشكل نهائي الى روما.رموز العيدهناك من يقول بأنه تقليد أطلقه الأمبراطور قسطنطين حيث يلبس الناس الأقنعة ويُعيدون تمثيل حياة القديسة بربارة ، والبعض الآخر يُرجّح أن الأقنعة ترمز للجنود الذين سحلوا بربارة في الطرقات قبل قتلها.
ومن العادات المميّزة التي كانت سائدة في لبنان في هذا العيد أن النساء يقمن بتمرير أسفل الصحن فوق شمعة ويكحّلن عيونهن بالشحتار تخليدا لجمال عيون بربارة. وفيما أن الرجال هم من يقومون بتوزيع الشمع فإن البيت الذي تبقى شمعته مضاءة لفترة أطول يكون هو الأكثر حظاً للسنة القادمة.
أما أكل القمح المسلوق ليلة العيد فيرمز لحقل السنابل التي اختبأت فيه القديسة أثناء هروبها من والدها. الحلويات والمكسرات التي تُقدم في هذا العيد أيضاً، فهي تعود وبحسب الأسطورة أن بربارة جاعت وطلبت طعاماً فقدما لها العلقم لكن التدخل الإلهي جعله حلواً لذيذاً.
في ما يلي بعض صور كنائس على اسم القديسة بربارة في لبنان:
بقايا لكنيسة القديسة بربارة في رأس بعلبك ( من القرن الخامس ميلادي)