سعيد أحمد ابو شاهين - 20 -4- 2023
نطق اللسان بغاية استحضار سرّ الوجود وما ورا الأنظار
وكأن الإنسان قد جاء موكلاً من ربّه بخزائن الأسرار
وكأن تلك الخزائن سرّها يزكو على الإنفاق باستمرار
وكمثلها الإنسان يزداد وعيَه بتلاقح الأفكار بالأفكار
لا شيء إلاّ وفيه نُطْق كامن ضرب العياء عليه ألف ستار
فأتى له الإنسان يُنطق صمته وعياءه بخواطر أبكار
والكشف عن أسرار هذا الكون يعني ليلٌ تفتّح عن صباح نهار
وكمثله الإنسان في وعيّ لبّه يغدو الشريك لِمَطلع الأنوار
صَمَتَ الزمان فأفصح الإنسان عمّا عنه تعامى غيهب الأدهار
ويقرأ عن لوح الوجود جميع ما كتبت عليه مشيئة الأقدار
بالوعي أسرار الوجود مقامها كمثل مقام اللحن بالأوتار
فإذا الإرادة حرَّكت أوتاره صدح الفؤاد بأجمل الأشعار
هذا هو الإنسان والأرض عرشه ورفيق رَكْبِ تطوّر الأطوار
وله الزمان مجاله وحياته لا تنتهي بالعَوْد والتكرار
وبمركب الأيام قام مسافراً إلى ربّه وبكوكبٍ سيّار
حمداً لربٍّ أوكل الإنسان في دار الحياة وتلك خير دار