انعكاس..


أمجد سليم
لا أظنه كلامي بعد والقلم مني بريء، والحبر مني جحد خاف أن يضِلَّ الطريق .. 
 
إظهار الطيبة للوحش مثل حكم الانتحار على النفس ..
 لا، لن أكون المتجذر .. أنا الذي قُطّعت أوصالي بفأسٍ صنع من ضلوعي، أنا الذي مات نهاري وسقطت أوراقي بعدما ذبلت دموعي ..


أصوات في رأسي تقول :" كُن كما هُم"، 
ثم أفكار في عقلي تدور .. تثور، والظلام يطرد النّور ويقول : مهما تؤول الأمور ، احرقهُم .. اجعل من رمادهم بخور، يمكنك أن تكون لهم علّة ! قُل لي لما أنت المعلول !؟".


وبعده حديثٌ يطول والليل أصابهُ النُعاس، نجومه أصبحت جمهوراً لمسرحية عنوانها الإحساس، فكرٌ وعقلٌ مشغول ونفسٌ تلتقط الأنفاس، وفؤادٌ ألفَ مرة مكسور وقصص تحولت إلى قصاص..


ثم باسم الإرهاق تسدل الستارة، 
ورغم أنني احترقت أمامهم .. صفقوا بحرارة ! 
أعدادهم كثيرة .. أصواتهم هَدّارة 
بيننا الستار أصبح جدار ، بُنِيَ بجدارة 
ركائز من جهل، جدران من قذارة 
برحلة العمر .. خسرنا العمر 
وينتظرون مني أن أعرف طعم الخسارة !


وتلك شرارة، توقظ ميتاً، إشارة انتظرها طويلاً 
 يخرج يقتل يفتك بقلبٍ، يقطعه يرسله بعيداً 
ويطرد عن يميني ملكاً، ويَحومُ شمالاً ويميناً 
ناراً، وروحي هشيم .. والله لكم معيناً ..


صراع المستحيل، وهل يمكن التبديل ؟ 
هل يمكن أن نميل بعكس إلى ما نميل ؟
 مَن تغير ما كان ليتغير لو لم يجبر على التغيير 
في كل نفس هناك اقتتال وكل شخص هو قتيل 
هناك من ازدهر بالطيبة ومَن الطيبة في حياته كأساً مرير
هناك مَن فكره صافٍ وهناك من يمعن في التحليل 
 هناك إيمان بالأرقام والأعداد والأوزان 
 هناك انفصام في حضرة العظمة، تائهين.. إنهم في النهاية عظام
 وهناك يقبع وحيداً، يراقب يدرسهم بإتقان
 ورغم أنه يراقب من بعيد، غير أنه ينظر بإمعان
 يعلم أن قبل النور ..لا بد من ظلام 
قبل المغفرة .. هناك انتقام 
قبل الكره .. كان غرام 
قبل الوحش .. كان الإنسان