9-10-2021
سلسله من اكثر البحوث جرأةً وكشفاً للحقائق . تناقضات غريبه تنتقل بين الاجرام والإبداع حضارات المكسيك القديمه ، وأسرارٌ ورموز تفتح أمام العقل آفاق البحث والإستقصاء من سلسله ( الوجه الآخر ) للباحث يزن ابو لطيف - جامعه المكسيك .
قبل أن تبدأ في قراءه هذا البحث ، اتمنى منك ان تنتقي مكاناً هادئا بعيدا عن اي ازعاجات ، وحبذا لو رافقت القراءه بكأس المشروب المفضل لديك ، بين كلمات وسطور هذا السرد ستجد ما يشبهُ واقعنا الحالي لكن مع اختلافٍ بسيط في الطرق والوسائل فقط.
معلوماتٌ ربما يجهلها الكثيرون لكنها تستحق دراسهً ومتابعه هادئه وتركيزاً استثنائياً .
في احدى التجمعات السكانيّه الهائله والمزدحمه ، بالقرب من العاصمه المكسيكية مكسيكو سيتي ، حيث ما زال يعيش هنا ما تبقى من أبناء حضاره الازتك التي تلت حضاره المايا ، لا زال هؤلاء يحتفظون ببعض عادات اجدادهم ويتكلمون لغه الازتك الأم بالإضافه إلى الاسبانيه.
لمدّه ثلاث ساعات متواصلة وانا أتجوّل في السياره ، بين الأسواق وفي الأماكن الشعبيه والعامه ، وفي الحارات ، وبين ازدحام المشاه ولم أرى وجهاً جميلاً لفتاهٍ او لسيّده او لإمرأه ، !!!!!!!! حتى اجسادهن لا تحملُ ايّ سِمهٍ من سمات الإغراء او الفتون ، ولن اتمادى في الوصف اكثر حتى لا يتهمني البعضُ بالعنصريّة.....
إنما يدفعك الفضول إلى التساؤل :
لماذا ينعدم الجمال في هذا المكان ؟
وخصوصا لدى بنات شعب الازتك ؟ .
على عكس ذلك ترى فاتنات وجميلات قرى الانديز ومدنها ، على امتدادها الهائل من الكاريبي حتى نهايات الجبال في تشيلي والأرجنتين .؟؟؟؟
منذ فتره قريبه جدا في العاصمه المكسيكيه، عثرَ عمال إحدى شركات الكهرباء ، أثناء عمليات الحفر على قرصٍ حجري مثير للغرابه والدهشه ، يبلغ قطر القرص ثلاث أمتار ونصف المتر . ويبلغ وزنه ثمانيه اطنان ، يُبيّنُ النقش الموجود على ذلك القرص جسد إمرأه مقطوعه الرأس ، ويبيّن كذلك سبب القتل . إنها ( آلهه القمر ) حيث قام أخوها بقطع رأسها الذي بقي يتدحرج إلى أسفل الجبل وذلك لأنها كانت حاملاً بطريقه مشبوهه ومشينه . هكذا تتحدث الاسطوره المنقوشه على ذلك القرص الحجري .
ومن هنا بدأت رحله الإجرام لدى شعب الازتك المعروفين باسم ميكسيكا ، شعب محارب لا يعرف الرحمه حكم وسط المكسيك حتى جنوبها وصولا لحدود المايا في شبه جزيره يوكاتان ، لكنهم كانوا اكثر حداقهً وبأساً من المايا..
انكبّ كهنه شعب الازتك على التضحيات ،لقد أعادوا تكرار تلك الجريمه آلاف المرات ضمن أجواءٍ احتفاليةٍ تثير الرعب والخوف في النفوس . قبل البدء في طقوس الاحتفال يتم انتقاء أجمل الفاتنات و بشكل سريّ للغايه وذلك من قِبَل الكهنه ، يقومون بخداع الضحيّة ويوهمونها بأنها سوف تتزوج من أحد نبلائهم في القريب ، وبين لحظه وأخرى تؤسر الضحايا لتكون نهايتهن على قمه الهرم . يقوم خمسهٌ من الكهنه بشق جسد الفتاه وانتزاع قلبها بسرعه هائله بواسطه سكين مصنوع من حجر السج الحاد والدقيق الذي يستخدم حاليا في جراحه العيون ، يُنزع قلب الفتاه و يرفع للأعلى كهديه للآلهه أمام الحشود الهائله من المجتمعين أسفل الهرم حتى تسيل دماء تلك الضحايا وتلامس اقدام الموجودين بالأسفل .
في احدى احتفالاتهم المميزه جدا ، قَدَّم الكهنه لقائد الازتك ما يقارب ٢٠ ألف ضحيه وهو حدث استثنائي احتفالاً بتوسيع نفوذهم الذي بلغ غواتيمالا الحاليه جنوبا ، وصَل حينها عدد سكان شعب الازتك ما يقارب ٢٥ مليون نسمه . بعد الإنتهاء من تقديم الأضاحي البشريّه قاموا بتجميع رؤوس الأضاحي حول جدران المعبد بحبال تم ادخالها في الرؤوس المقطوعه واحداً تلو الآخر حتى غطت الرؤوس الجدران الأربعه للمعبد من الخارج .
يُعتبر ذلك من افضع أشكال التخويف التي استخدمها الازتك ضد اعدائهم وحلفائهم كذلك..
لقد كانت حياتهم مزيجاً بين الحقيقه والأساطير و كانت الدماء البشريّه هي أعلى اهتماماتهم . بينما بالنسبه لفراعنه مصر مثلاً كان اهتمامهم الأكبر هو الحياه بعد الموت .
لقد قدمّوا الأضاحي بطريقه مثيرهٍ للرعب والخوف بدءً باختيار المكان على قمّه الهرم او على مذابح المعابد المرتفعه حيث يكون الحَدَثُ على مرآى من الجميع ، من ثم شق الجسد وانتزاع القلب وقطع الرأس ورميه حتى يتحدرج ويلامس اقدام المتفرجين ، ناهيك عن رائحه الدماء وانتشارها في كل مكان .
لقد مرّ على آخر تلك الأضاحي من الفاتنات ما يتجاوز خمسمئة عام وها هم أحفاد ذلك الشعب يدفعون ضريبه إجرام أسلافهم. فمن لا يعرف قيمه الجمال لا يستحقّهُ وسوف يحرمُ منه ُ ، أن تجد بينهم اليوم فتاه جميله هذا حدثٌ يثير الشكوك .
في حين انّهُ في جبال الانديز قريبا من الكاريبي سترى حوريات بمعنى الكلمه حيث تعتبرُ الأنثى مقدسه ، والأرض هي الأم والإله .و لهذا لديهم نسبٌ عاليهٌ من الجمال ، ومن زار تلك الأماكن يعلم تماماً هذه الحقيقه .
حين يتآمر رجل الدين و يضعُ يَدهُ بيد رجال السياسه فليس من ضحيّهٍ سوى الشعب ، فضع يدك على راسك او على قلبك ولا تتفائل خيراً ابداً .
بين سوء تلك المعامله وانتهاك حرمات أجمل ما على هذه الأرض . إلى روعه البناء والفن الذي أعجز حتى اكثر العلماء خبرهً ومعرفه ، تناقض مذهل و رموزٌ تدلُ على فكر مليئٍ بالمعرفه والإتقان وألغاز تملؤها الغرابه تشير بوضوح إلى تواصلٍ مع كائنات اكثر تقدما زاروا هذه الاماكن ، ربما اتوا من كواكب أخرى وتركوا أدلّهً وايقونات لا يمكن تقليدها او بلوغ مستوى الإحترافيه في صناعتها حتى لو توفرت أحدث الآلات هكذا يقول عنهم شعب الازتك ....
مزيج بين التخلّف والتقدم بين الحقيقه الاسطوره ...
هكذا كانت حياه شعب ميكسيكو ( الازتك ) .
و هذا ما سوف أتحدث عنه في البحوث القادمه . ضمن سلسله خاصه تحمل عنوان ( الوجه الآخر ) .
لكني اخيراً اتسائل:
هل يستطيع الإنسان أن يُبدع في بيئةٍ يملؤها التعصب والرعب ؟
لكم مني اطيب الامنيات .
يزن مشهور أبو لطيف
مركز البحوث التاريخيه، جامعه المكسيك .