السويداء - سهيل حاطوم - 3 - 12 - 2021
يمتلك الفنان التشكيلي النحات/نشأت الحلبي/ مسيرة عملية مع عالم النحت بدأت قبل نحو ثلاثين عاماً وأغنتها تجارب فنية متنوعة خاض غمارها بتقنيات مختلفة، الأمر الذي صقل خبراته وطور مهاراته وجعله واحداً من بين النحاتين المتميزين داخل سورية وخارجها.
النحات /الحلبي /الذي كان مولعاً منذ الصغر بمسألة الحجم والكتلة، أنجزعدداً من المنحوتات الصغيرة في مراحله الأولى حتى تطورت لديه هذه التجربة وازداد شغفه بعالم النحت، فتقدم لكلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1989 ودرس فيها جميع الأقسام ثم ما لبث أن اختص في مجال النحت ليدرسه دراسة أكاديمية.
ويشير النحات /الحلبي / إلى أنه وبعد تخرجه بدأ تجربته الخاصة في مشغله محاولاً أن يبحث عن كل ما هو جديد وغير مشغول سابقاً ليرسم لنفسه مساراً فنياً مختلفاً يعكس إحساسه الفني وتذوقه للجمال، لافتاً إلى أنه تعامل مع مادة الطين فترة من الزمن ثم انتقل للتعامل مع مادة الحجر البازلتي فكانت هذه التجربة مهمة جداً بالنسبة له خاصة في ظل غنى طبيعة محافظة السويداء بهذه المادة بالإضافة لكونها تشكل المادة الخام التي تغذي الأعمال الفنية لنحاتي المحافظة.
وأضاف /الحلبي/ .." بدأت بجلب الحجارة والبحث عن أسلوبي عبر منحيين الأول منحى تفكيري له علاقة بالتفكير و الأسلوب الذي سأشتغل عليه، والمنحى الثاني تقني يتعلق بكيفية إخراج العمل الفني" مشيراً إلى أنه أنجز في البدايات مجموعة من الأعمال النحتية بأحجام تتراوح بين 60 سم و1،5 متر وتم تكليفه بإنجاز أعمال نصب تذكارية لعدد من الشخصيات، وقدم عبر مسيرته الفنية أعمالاً فنية بأحجام مختلفة وباستخدام خامات متنوعة، محوّلاً صلابة الخامة التي يتعامل معها إلى منحوتات تنبض بالحياة وتجسد حالات إنسانية بانفعالاتها المختلفة.
النحت بالنسبة للفنان /الحلبي/ يمثل رسالةً يمكن من خلالها إيصال وتجسيد ما يحصل على الصعيد العام، مبيناً أن نجاح أي عمل فني مرتبط بمدى وصول فكرته إلى المتلقي، وبأن النحاتين التشكيليين يجب أن يكون لديهم رسالة في هذه الحياة ترتكز بشكل أساسي على المنحى الإنساني.
وأكد بأن الفن رسالة عالمية موجهة للبشرية جمعاء وليس لأشخاص محددين وتحمل في مضامينها المحبة والإنسانية في مواجهة ما يحصل من حروب ودمار، لافتاً إلى أنه ينفذ منحوتاته على هذا الأساس ويركز فيها على الشخوص الإنسانية، واختار المرأة كمفهوم عام محوراً لأعماله لما تحمله من رموز ومعانٍ باعتبار أنها تمثل الوطن والانتماء والحضن الدافئ، والمرأة بالنسبة له لم تكن المرأة المحلية إنما المرأة بصفة عامة.
ووفقاً للنحات / الحلبي/ فإن الأصعب أن يأتي الفنان بعناصر من بيئته وطبيعته ويعكسها بقالب عالمي، مبيناً أن منحوتاته بشكل علمي تنقسم إلى قسمين جانب منها مفهوم أو شخص أو طير أو سنبلة قمح أي رموز مفهومة لدى الناس يعالجها بطريقته الخاصة من خلال المنحنيات ومحاولة تطويع البازلت حيث تظهر في منحوتاته الليونة رغم قساوة الحجر، والجانب الثاني يتمثل في البحث بموضوع المادة التي هي وسيط لنقل الأفكار وكيفية تحويلها إلى إشارة لإيصال مفاهيم ومعاني تشرح رسالة الفنان من خلال أفكاره عبر الوسيط الذي
هو الحجر ومن ثم إيصال تلك الأفكار للمتلقي.
النحات /الحلبي / شارك بعدة ملتقيات بينها خمس ملتقيات بكلية الفنون الجميلة بالسويداء وملتقى بمعهد الفنون التشكيلية حيث قدم فيه منحوتات تتجاوز المترين ونصف المتر، بالإضافة إلى مشاركته في ملتقى في محافظة طرطوس على مدى شهر كامل أنجز فيه كتلة نحتية من الحجر التدمري بارتفاع 4 أمتار و86 سم.
كما شارك بعدد من المعارض العامة في سورية، وأقام معرضاً فردياً في المركز الثقافي العربي بالسويداء ، ومعرضاً فردياً في السفارة الألمانية في سلطنة عمان ومعرضاً آخر بالسفارة الكويتية، بالإضافة إلى عمله كأخصائي نحت في وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان بين عامي 2005 و 2008، وحصل على الجائزة الثانية في يوم البيئة العالمي في سلطنة عمان بعد أن شارك في عمل نحتي، وبعد عودته إلى سورية اجتهد في الأعمال الواقعية ونفذ العديد من النصب التذكارية في سوريا و لبنان، إلى جانب عدة منحوتات روليفات لنصب تذكارية وأعمال كبيرة لشخصيات عامة، وتم تكريمه من قبل جامعة سوتشي من خلال جمعية حياة الروسية حيث اقتنت الجامعة إحدى منحوتاته.
الجدير ذكره أن النحات /الحلبي/ عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، و يعمل كمحاضر ومدرس لمادة النحت العملية في كلية الفنون الجميلة بالسويداء منذ أكثر من 10 سنوات ، وأعماله مقتناة في سورية ولبنان وسلطنة عمان ومجموعة من الدول، ويعتزم المشاركة في معرض عالمي في دبي في آذار القادم بعد أن قدم فيه مجموعة من الأعمال حيث سيفتتح بتاريخ 3/3/2022.