تجربة فريدة في لبنان...تجربة رائدة ومميزة، تجربة تستحق التوقف عندها مطولاً، تجربة النادي اللبناني للمناظرة (LDS)....
هي خطوة جبارة في ظروف قاهرة، أقدم عليها مجموعة من اللبنانيين وبالتعاون مع ناشطين أجانب، تهدف إلى إدخال أرقى أساليب العمل السياسي والاجتماعي، عبر المناقشة والمحاورة والإقناع بالأفكار أو بالتوجهات باستخدام فن المناظرة بالحجج والبراهين والأدلة .
فالمناظرة هي الوسيلة الانجح والانجع لايصال الأفكار، الآراء، البرامج، الحلول، الخطط أو أي شيء آخر، عن طريق الإقناع بالحجج، وشرحها واثباتها بالأدلة والبراهين القاطعة المستندة على معلومات علمية أكيدة وموثوقة.
وحبذا لو نتأمل جميعاً بمدى حاجتنا لهذا الفن وهذه الثقافة في مختلف نواحي حياتنا لا سيما السياسية، الاقتصادية ، الاجتماعية والتربوية وحتى القانونية.
من فكرة.... إلى حلم....إلى واقع !!!
بهدف معرفة كيفية نشأة هذا المشروع وإنطلاقه، توجهنا إلى الخبيرة الوطنية المسؤولة الأولى فيه السيدة سارة سباعي ، التي قالت لنا بما يلي:
" بدأت القصة بفكرة طرحت بيننا كأصدقاء منهم السيدة كايت من بريطانيا، كييرا من ايرلندا وآخرين لبنانيين واجانب كثر، خلال فترة الثورة وما تبعها من احتقان بين الشعب وسوء بالعلاقة وبالمعاملة حتى بين البيت الواحد، فكانت هذه الفكرة تطرح تساؤلات، منها "لازم نعمل شي" "ما بصير يظل الوضع هيك، كره بين الناس وتشبص بالرأي وعدم وجود مناقشة أو حوار عقلاني"، وكانت اشبه بالحلم أو بالتمني بأن نستطيع تنفيذها... عليه، قمنا ببلورة هذه الفكرة في ما بيننا، طلبنا دعم مالي من جهات دولية ومحلية (بالتأكيد دون اي شروط مسبقة)، ووزعنا الأدوار من مالية، اعلامية، تنظيمية وغيرها...، وبدأت الفكرة تتحول الى واقع. أعلن عن المشروع وكيفية الاشتراك فيه والشروط المطلوبة بعدة وسائل اعلامية لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك ضمن هيكلية واضحة تقوم على فئة المدربين الذين سيقومون بتدريب فرقهم المشكلة من المتناظرين. تقدم العشرات لكل فئة، حيث جرى انتقاء منهم 12 مدرباً و24 متناظراً بناء لم تقدموا به ضمن المواصفات والشروط المطلوبة وبعد اخضاعهم لمقابلة شخصية. وها نحن اليوم وبعد اتمام عدة مراحل، على ابواب افتتاح المسابقة رسمياً اعتباراً من تاريخ 29/1/2022 ولمدة شهر تقريباً".
مراحل المشروع التي نفذت والتي هي قيد الانطلاق :
أ - المرحلة الأولى:
شملت المرحلة الأولى من المشروع استضافة المدربين وعددهم 12 بدورة تدريبية مغلقة لمدة اسبوع كامل، خضعوا خلالها لحصص مكثفة في حقول مختلفة، تساعدهم على فهم المناظرة بشكل فعلي من شروط، أنواع، تقنيات، أساليب ووسائل وصولاً إلى أصول التحكيم في المناظرات ، وتعطيهم القدرة على ادارة وتدريب فرقهم لاحقاً. قام بالتدريب مجموعة متخصصة من الخبراء والاكاديميين لبنانيين واجانب، عملوا كل ما في وسعهم لاستغلال الوقت بتحضير وتجهيز هؤلاء المدربين ليصبحوا كفوئين لقيادة فرقهم في المرحلة اللاحقة. وقد أتوا من عدة جمعيات ومؤسسات أكاديمية، إجتماعية تربوية وغيرها. من جمعية "لعب" الدكتور محمود ناتوت والمدربة نايلة الحارس ، من جامعة LAU الدكتور داني بدران، من أصحاب الخبرات والبطولات في مسابقات المناظرات الدولية السيدة كايت من بريطانيا...وغيرهم كثر.
المتناظرون هم جنود المعركة، فهم كالعمود الفقري في الجسم أو كالتلامذة في المؤسسة التربوية، تتمحور حولهم كل الخطط والاستراتيجيات ولهم تسخر كل القدرات والامكانيات والظروف، بهدف تمكينهم من خوض الاستحقاق بجدارة وكفاءة عالية وبراحة نفسية ومعنوية أعلى. كما المدربون كذلك المتناظرون، فقد خضعوا خلال الشهر العاشر من العام 2021 لدورة تدربية مغلقة مدتها اسبوع، على يد نفس الخبراء الذين ذكروا أعلاه، وقد تحضروا نفسياً وتقنياً ليصبحوا جاهزون لخوض التجربة، بالطبع بعد مرورهم في المرحلة الثانية التي ستشمل زيادة معلوماتهم وكفاءاتهم على يد المدربين، كما على يد خبراء في الحقول التي سيتم تناولها في المسابقة.
ب- المرحلة الثانية:
في هذه المرحلة كانت التحضيرات مكثفة وعلى كافة الصعد، فبعد تخصيص كل مدرب بأسماء أعضاء فريقه من المتناظرين، بدأ كل فريق تحضيراته وتمارينه الخاصة. كما وقد شارك الجميع مدربين ومتناظرين بلقاءات وندوات مع متخصصين وخبراء في مختلف المجالات التي ستتناولها المناظرات لاحقاً، واستمر ذلك طيلة ثلاثة أشهر، جرى خلالها تنفيذ خمس مناظرات ودية، ثلاثة حضورياً واثنان افتراضياً، وذلك بهدف التدرب أكثر فاكثر، والاستعداد النهائي للمنافسة الجدية.
ج- المرحلة الثالثة والختامية:
تبدأ الجولة الأولى من المنافسات في 29/1/2022 في بيروت، حيث ستشارك الفرق ال12 جميعها عبر المتناظرين، ففي هذه المرحلة يقتصر دور المدرب على التوجيه عن بعد واعطاء ملاحظات وتقييم للاداء بهدف التحسين في الجولات اللاحقة. سوف يقام في كل يوم من المنافسات ثلاث مناظرات بموضوع واحد إنما بمقولات مختلفة، كما لا يمكن للمدرب وكما ذكرنا سابقاً الالتقاء بفريقه اثناء التحضير، و ُيمنع الاستعانة باجهزة الكترونية أو غيرها من قبل المتناظرين، مما يحتم عليهم تحضير كافة المعلومات مسبقاً، والاستعداد لكافة أنواع المقولات في الموضوع المعني. تمتد المنافسات طيلة أربعة أسابيع (كل نهار سبت)، على أن يتضمن اليوم الأخير مباريات نصف النهائي والنهائي، وحفل اختتام الموسم الأول من مباراة المناظرات الوطنية. يبقى أن نشير إلى أن التحكيم سيتولاه مجموعة موثوقة من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال، من لبنان ومن خارجه.
نختم بالتمني لفريق LDS وكافة الفرق المشاركة، النجاح بانجاز هذا الحدث الوطني المهم والمطلوب.