عمر الطويل
ينقلنا المخترع السوري فارس محسن الباروكي من محافظة السويداء عبر ابتكارات وتصاميم ابتكارية متعددة إلى عالم الإبداع عبر ذهنية متقدة تحمل الرؤى والأفكار الهادفة لخدمة الإنسان .
الباروكي عضو جمعية المخترعين السوريين /٦٤/ عاماً يستفيد في غالبية ما يقدمه من خبرته الواسعة المكتسبة من مهنته التي يمارسها منذ سنوات نشأته الأولى كميكانيكي صيانة آليات زراعية و محركات ديزل إضافة لخبرته بالعمل الزراعي كمزارع .
واستهل الباروكي ابتكاراته كما ذكر خلال حديثه لمجلة الرأي الآخر الالكترونية قبل نحو /١٥ /عاماً بما يعرف بابتكار المحراث الذكي الذي هو ملحق بالمحراث القديم ويركب على عربة تحمله بهدف حماية الأشجار من الخطورة التي تتعرض لها أثناء الحراثة التقليدية والمتمثلة بتقطيع الجذور مبيناً أنه يتألف من 3 سكك وجهاز تنبيه و" جكات" هيدروليك ونوابض حول السكك لتحديد الارتفاع وعلبة مسننات وجهاز تحكم يدوي .
و أتبع الباروكي ابتكاره الأول بسكة فلاحة هيدروليكية ارتجاجية طولها نحو/ 70 / سنتيمتر تستخدم لاستصلاح الأراضي المشجرة وتفتيت التربة المتراصة وسحب الحجارة التي تعيق الحراثة وذلك بهدف توفير الكثير من الأموال على المزارعين الذين لا يستطيعون تأمين الآليات الثقيلة بأي وقت كون أسعارها مكلفة وقليلة الوجود بحيث يتم تركيب السكة على جرار وهي مجهزة بجك هيدروليك لضغط وتحريك الصخور تحت الأرض والتي لا يتجاوز وزنها / 300/ كيلو وبرجاج لرج الأحجار المتراصة بعضها البعض وخلخلتها وتسهيل سحبها من تحت الأرض فضلاً عن قدرتها على سحب الحجارة المحصورة في الأماكن الضيقة.
كما نجح المخترع فارس مع الدكتور الجامعي رأفت العفيف بتصميم وتصنيع أول وحدة تخمير مخبرية لاهوائية محلياً بالسويداء قبل نحو /10 /أعوام بهدف إنتاج الغاز الحيوي من المخلفات الحيوانية بحيث تألفت الوحدة من جهاز لوضع المخلفات الحيوانية وخاصة مخلفات الدجاج ومحرك لتخليطها وساعة ضغط لمعرفة بدء الغاز بالإنتاج ومؤقت زمني لتشغيل المحرك بمواعيد محددة وسخان حراري وجهاز آخر لقياس الغاز المنتج .
وفي عام /2017/ طور الباروكي على محرك مولدة كهربائية ليعمل بدون وقود استنادا كما بين إلى "مبدأ العطالة وتنافر وتجاذب المغناطيس" فاز فيه بجائزة الميدالية البرونزية في معرض الباسل للإبداع والاختراع ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي قبل أعوام بحيث ألغى كل ما يتعلق بدارة وقود الديزل وجميع الأجزاء المتحركة المتعلقة بتشغيل المحرك مستعيضاً عنها بقطع مغناطيسية تتنافر فيما بينها داخل المحرك لتجبره على الدوران مع تصميمه لقرص دائري خارج المحرك وعلى المحور الرئيسي له موجودا فيه عدة قطع مغناطيسية أيضا لدعم دورانه وإحداث ثبات بالدوران .
ونجح الباروكي عام /2019/ بتصميم محرك يعمل بتأثير الهواء المضغوط بهدف توفير الوقود وإيجاد بدائل للطاقة تخدم المواطن دون أعباء مادية بعد أن استبدل أجزاء المحرك التقليدي العاملة على الوقود بأجزاء مصنعة خصيصاً لاستقبال الهواء المضغوط الذي يصبح وقوداً للمحرك و يحقن فيه مرة واحدة كل أسبوع بواسطة ضاغط هوائي سعة/ 200/ ليتر وضغط /10/ بار ليبدأ عندها بالعمل نتيجة ضغط الهواء القادم إليه من الاسطوانة المخصصة لذلك ليستخدم لجميع الأعمال الميكانيكية و تشغيل المولدات والآليات الزراعية والسيارات .
و بأدوات بسيطة وتكاليف قليلة صمم الباروكي خلال فترة انتشار فيروس كورونا جهاز تنفس اصطناعي إسعافي بوزن يقل عن /8/ كيلو غرام سهل الاستخدام ضمن سيارات الإسعاف والسيارات الخاصة والمنازل و وسائل النقل الجماعي ومختلف الأماكن البعيدة عن المستشفيات لتلبية حاجة المرضى الإسعافية و تم وصله على جهاز ميكانيكي مصنع يقوم بالضغط على جهاز " الأمبو " الموجود أيضاً و الذي هو عبارة بالون مطاطي متين مرن له صمام يدفع الهواء باتجاه واحد إضافة لاسطوانة أوكسجين موصولة بالجهاز و أنبوب تغذية لهذا الغرض كما يتم تشغيله إما عبر بطارية السيارة أو من خلال التغذية الكهربائية عند استخدامه ضمن المنازل مع إمكانية إصلاح أي خلل يطرأ عليه بشكل فوري جراء وجود قطع بديلة للقطع المستخدمة فيه.
وبرز في جديد الباروكي العام الماضي تصميمه لمروحة هوائية لأغراض التدفئة والإنارة كنموذج يمكن استخدامها و وضعها بجوار المنازل أو الخيم مبينا أن فكرتها جاءت بهدف المساعدة بتوفير التدفئة في حال عدم وجود الكهرباء أو المحروقات وكذلك الإنارة بالظروف الصعبة خاصة بالنسبة للمتواجدين في المخيمات .
و المروحة المكونة من المعدن موصولة بحسب الباروكي على مسننات نقل حركة من أفقية لعمودية ويوجد ضمنها موجه لحركة الهواء يتوافق مع اتجاه الرياح و يتم وصلها من خارج المنزل أو الخيمة إلى الداخل مع الخزان المعدني للزيت بواسطة بواري معدنية وهي مصممة بطريقة لتحويل طاقة الرياح لطاقتين الأولى كهربائية لتشغيل مدخرة والثانية ميكانيكية للتدفئة وذلك ضمن سرعات عالية ناتجة عن ضغوط بفعل دفع الهواء لتقوم بنقل حركة أفقية وتحويلها إلى عامودية لتتسارع حركة دورانها وتؤثر على خزان مملوء بزيت الهيدروليك تقوم مضخة الزيت ضمنه بضغطه و ضخه عبر صمامات مخصصة لذلك ونشر حرارة تقدر بين40 و 50 درجة مئوية أثناء دورانها كما يوجد مولد كهربائي ضمن تصميم المروحة لتشغيل مدخرات 24 فولت يستفاد منها بالإنارة و في حال سكون الهواء تقوم المدخرة بتشغيل خزان الزيت عبر سخانات كهربائية تستمر لمدة ثلاث ساعات على الأقل.