الكواليس النفسية للعلاقة مابين الحماة والصهر


 هايل شرف الدين -28-10-2023


كثيراً مانسمع عن حالات النفور واللا ود مابين الصهر والحماة، أي أم الزوجة، فما هو رأي علم النفس في هذه العلاقة الإشكالية ياتُرى؟
وهل ثمَّة أسباب أبعد من مجرد خلافٍ في الرأي؟
يرى فرويد بأن الحماة ترفض التخلّي عن امتلاك ابنتها في المقام الأول.
فتخترع أكبر الحجج لإبقائها أكبر فترة ممكنة في حضنها.
ناهيك عن عدم ثقتها بذلك الغريب الذي ستعهد إليه بهذه المهمة، أي رعاية صغيرتها.
ولسان حالها يقول دائماً من هو هذا الشخص ليأتي ويخطف ابنتي مني؟
يضاف إلى ذلك محاولاتها في توكيد موقفها السابق في بيتها وإمكانية نقله إلى واقع ابنتها الجديد.
والصهر، بدوره يرفض الخضوع لأي سلطة غريبة.
إضافةً إلى رغبته بعدم تعكير صفاء علاقته الغرامية مع حبيبته وهو يرى حماته، في أغلب المواقف، تنتصب أمامه كأحد أصنام الجاهلية.
والأمر لايقف عند هذا الحدّ مطلقاً فثمَّة، بحسب فرويد، دوافع أعمق تختبئ خلف هذه الانفعالات المُستترة مابين الحماة والصهر.
فالأم الحماة والمقدمة في السن تقي نفسها من حالة الشعور بالإرضاء الزوجيّ بالتماثل مع أبنائها وبناتها.
وذلك بأن تجعل من تجاربهم العاطفية تجاربها الشخصيَّة، تحت شعار ممل ودائم "الأهل يبقون شباباً مع أولادهم".
والأولاد بالتأكيد هم من سيدفعون للثمن.
وهذا الشعور بمشاعر الإبنة لدى الأم قد يصل ببساطة إلى درجة مشاركتها في كيفية التعامل مع شريكها!
وفي الكثير من حالات الإسقاط هذه يتم توجيه العنصر اللاوديّ أو الساديّ من العاطفة ضدَّ الصهر.
وذلك بنقل الصراع النفسي المتمثّل بعدم الرضى عن الذات، أو عن الشريك إلى الصهر. فهو كبش المحرقة الجاهز هنا للتضحية!
أما من جهة الصهر فالحماة في لاوعيه هي صورة لحبيبته المُسنة بعد أن يتقدم بها العمر التي يرفض رؤيتها هكذا.
وتالياً فإنّ جميع مشاعر اللاود التي تنشأ مابين الحماة وصهرها تكون أسبابها أشدُّ عمقاً بكثير من الخلاف في الرأي أو الجدل على أشياء تبدو للوهلة الأولى بأنها ثانوية.