الكاتبة لينا صياغة
1 - 11 - 2021
لفتني منظر طائر صغير يضم ُّ تحت جناحه الأيمن عصفوراً صغيراً ، ظننت ُ بأنها صدفة لكن تكرر الحال لهذا المنظر للأيام التوالي و ما زال ، كأنه احتفال لرابط روحي قوي بين هذين العصفورين ، يجمعهما قلب الخالق و قلب الحياة .
رحت أراقبهما و أتفقدهما ، لم اتمكن من حبس دموعي ، لأنهما على اتصال دائم و إن نأت المسافة بينهما ، اذ كانت العصفورة تتنقل من غصن الى غصن بحيرة حين يغيب شريكها ، كأنها تُعبّر عن شوقها و تزقزق بصوت متقطع علّه يسمعها ، و بعد حين يظهر و يقترب منها ثمّ يضعها تحت جانحه الأيمن كالعادة و يبقيا على هذا الوضع لساعات ، تُداعبهما اشعة الشمس الى ان يأتي موعد المغادرة الى عشهما .
ألهمني التأمل في وضعهما المقدس و أنا في لحظة انخطاف الى دقائق صمت و رهافة مشاعر و استشفاف الحقائق التي كنت اعجزعن فهمها بأن وعينا المستقل لفهم الوجود لن يتلاشى بل سيبقى مستقلًا ، تُدرك كلّ شيئ من خلاله ،فما علينا سوى الإنتباه لكل مخلوق لأنه بُعلّمنا انتقاص المعرفة التي نطلب منها المزيد ، كي نشعر بالراحة و الإطمئنان .
فهذان العصفوران لهما معبدهما و جنّتهما ،. اذ نحن البشر لم نصبو للجوهر النوراني الذي بفضله نبثّ ونستقبل الماضي و الحاضر واالمستقبل معاً .
انها الكلمة المقدّسة المحبة على اشكالها ، يجب ان تصدح في آذاننا لتتفتح في قلوبنا لأنها جدران لكل معبد في كل مكان و زمان .