سهيل حاطوم
موهبة فريدة امتلكها الفنان السوري المبدع حسام قنديل ابن بلدة الكفر في محافظة السويداء منذ سنواته الأولى ليصبح اليوم أحد الأسماء اللامعة في مجال الرسم الواقعي ثلاثي الأبعاد ، بعد أن أبدع لوحات تنبض بالحياة وتحاكي الواقع البصري الحقيقي بحيث يظن كل من يراها بأنها حقيقية لما فيها من دقة وإبداع .
الفنان الشاب حسام البالغ من العمر 40 عاما ، ظهرت موهبته حين كان بعمر الخمس سنوات، حيث كانت قدرته على النقل و الرسم واضحة و بارزة جدا مما دفع الأهل لدعمه وتوفير جميع الوسائل الممكنة لتنمية هذه الموهبة ، ومع مرور السنوات، نمت هذه الموهبة لتتحول في عام 2016 إلى احتراف حقيقي ، عندما قرر حسام تحويلها إلى مهنة و مجال عمل وتخصيص كامل الوقت لها للتعبير عن شغفه العميق بالفن، حيث أبدع في الرسم ثلاثي الأبعاد 3D الواقعي الذي وجد فيه الفضاء الذي يشبع شغفه بهذا النوع من الرسومات سواء في رسم عناصر من الطبيعة أو الأشخاص .
ورغم عدم اتباعه لأي دورات في مجال الرسم، اعتمد حسام على نفسه في صقل موهبته، وأبدع في الرسم باستخدام الحبر الجاف الذي يعتبر تقنية من أصعب تقنيات الرسم وتحتاج إلى الصبر و دقة التعامل والحذر دوما لأنها تتميز بانعدام المجال للتصحيح أوالتراجع ، حيث يتميز الحبر الجاف بقوة الخطوط ووضوحها ويستطيع الفنان الماهر دمج ألوانه بحيث تعطي نتائج مذهلة ، وهو ما أبدع فيه الفنان حسام الذي امتلك ناصية هذه التقنية، ليقدم أعمالا مدهشة تجذب الأنظار وتثير إعجاب الجميع.
ويشير الفنان حسام إلى أن " البعض يعتقد بأن الحبر الجاف الذي نعرفه هو فقط للكتابة و التدوين .. إلا أن مجالات استخدامه في فن الرسم تعد أمتع ما يكون " ، مضيفا.." من خلال متابعتي لعدة رسامين عالميين أبرزهم الإيطالي مارسيلو بارينجي .. أصابني الفضول والدهشة ، حيث يدفعك النظر لأعماله للتفكير مرتين بماهية العمل، هل هو حقيقة أم خدعة بصرية ؟ لذا قررت أن أخوض هذه #التجربة و أتعلم هذه التقنية من خلال متابعة و دراسة للمنظور والتفاصيل و اللون الصحيح.. و بطبعي كعاشق للتفاصيل و لدي البال الطويل ، فاستطعت إنتاج عدة أعمال حازت الاستحسان و الدهشة و أصبحت معروفا بهذا النمط ولي الشرف، كما تمكنت بوقت قصير من الوصول لأكثر من رسام عالمي دفعتهم موهبتي لمتابعتي".
وتابع.." طبعا أغلب لوحاتي مرسومة بالحبر الجاف وأول انطباع للناس هو كيف أتعامل مع الحبر وأستطيع تطويعه لإنتاج شخصيات كانت بعضها معروفة ومن المشاهير .. التي بدورها لم تتردد بإبداء إعجابها و مشاركة الأعمال على صفحاتهم الشخصية من باب التشجيع و الدعم ، وفي بعض الحالات تم توصيل الأعمال للفنانين الذين اقتنوا في منازلهم مثل الفنان أيمن زيدان و الممثلة سلاف فواخرجي" .
ورغم قلقه من طغيان وسائل الفنون الرقمية السريعة التي تستطيع إنتاج لوحة هائلة بكتابة أمر واحد فقط.. على الفن اليدوي التقليدي المفعم بالروح و التعبير الصادق و الفن الجميل ، إلا أن حسام يبقى متمسكا برسالته الفنية، مؤمنا بأن الفن الحقيقي يتطلب جهدا ووقتا ليعبر عن الروح والإبداع.
ويختم حسام .." لا رسالة محددة سوى أنني وبالصدفة كان حلمي من عدة أحلام مشروعة هو الوصول للعالمية في ظل أصعب الظروف التي واجهتها، و مازلت مستمرا و مصمما على تحقيق هذا الهدف ، و رسالتي هي لا وجود للمستحيل فمن يريد يستطيع ، لذلك قررت أن تكون رسالتي من خلال فني هي ذاتها نصيحتي للجميع بأن لا تستسلم، فالمحاولة الناجحة تأتي بعد ألف محاولة فاشلة ، وبالطبع إن توفرت الظروف اللازمة و المكان المناسب و الزمان الصحيح لتحويل الفن لعمل مربح "..
الجدير ذكره أن الفنان حسام أقام ثلاثة معارض فردية بتقنية الرسم ثلاثي الأبعاد ، حيث تعتبر تجربته الأولى على مستوى سورية بهذه التقنية، كما يعكف حالياً على تسويق كتاب شامل حول تاريخ كرة القدم يقع في 600 صفحة من القياس الكبير ، ويمثل ثمرة جهد شخصي له استغرق نحو 27 عاما من الاعداد والتنفيذ ويتناول كرة القدم بالتسلسل الزمني منذ اختراعها وبداياتها وحتى يومنا هذا ويحتوي على الأرقام القياسية والنادرة وتفاصيل فريدة عن تاريخ هذه اللعبة.