الصلاة

لينا صياغة - 22 -2 - 2022

 سُئل الحكيم ما هي الصلاة ؟؟ 

أجاب : " الصلاة هي اتحادك بانفاس الكون الذي يحيينا مع كل شهيق وزفير ، فتتسع ذاتك في الأثير النابض بالحب كما الخيط السحري الذي يحيك ومضات النور لينسج أجمل الأثواب الوهّاجة لهياكلنا التي تبحث عن الحقيقة الواقفة في الشفق بين ليالي انفسنا ونهار ذواتنا الإلهية.

 ابتسم ، ثم تابع ، الصلاة توقد الضمير في قلوب الأبرياء و تحاسبه في قلوب الاشقياء لأنها تسمو بعقولنا إلى مستوى أهوائنا حينها تنشرح صدورنا ،لأنها تصنع السلام في نفوسنا. ودونها نعيش كسفينة دون شراع تُرغم على ملاطمة الأمواج فهيهات حينها ننجو. وبهذا الإيمان وهذا اليقين أقول لكم: "انكم لستم محصورين في سجون هياكلكم ولستم مقيدين في جدران بيوتكم وحدود أوطانكم.

فإن ذواتكم الخفيّة التي تُمثل حقيقتكم دائماً متأهبة للسفر، تودّع الشباب أو الشيخوخة وتعود طفلة تحنّ لحضن أمها وغمرة إلى صدرها مرة ثانية فلا تقطعوا الصلاة لأنها شراعا ً من نور أبديّ سيظل يدفعنا إلى بلوغ اكتمال نموّنا لترفعنا إلى عالم أسمى فنؤلف السحاب الذي لا يلبث أن يعود إلى الأرض مطراً غزيراً.

انها السكينة التي تدخل أرواحنا إلى أعماقنا حينها تشبع المحبة حاجاتنا ونغرف مع أحبائنا جنباً إلى جنب الحكمة، ثم نرقص مع أَنسام المعرفة على أوتار ذهبية و بلّوريّة.

إذاً الصلاة أجزل عطيّة تحوّلنا من كيان الميول والرغبات إلى كيان الحق ينبوع الخلود. فنشرب من مائه متعطشين كما هو توّاقاً ليتحد بنا بعد أن نأينا عنه حتى حين."

إذاً متى نصلي. وكيف أيها الحكيم؟

أجاب: " في كل لحظة، في كل كلمة، في كل نيّة، في  كل عمل، في كل حين."