عبير قيس - 19- 6- 2023
الشعر: شعور يفور من فوّهة بركان القلوب ليطفو على السّطح حممًا متأجّجة بالأحاسيس، وهجًا يهيم في المكان ويسطو… فما أبهى إطلالته! وما أشدّ فتكه!
الشّعر: عين لمرآة النّفس الحالمة القانعة، المتّقدة الهادئة، المحبّة الحاقدة، الفرحة الكئيبة، الغنيّة الفقيرة، تعكس انفعالات النّفس وتترجم الفِكر وتسكبها بقوالبَ منمّقة غاية في الاتقان. فما أصدقها! وما أشدّ صفاءها!
الشّعر: رحلة في عالم المجهول السّحريّ، المحسوس غير المرئي من المعنى، النّغم، الصّورة والخيال، تصلك رؤاه بعد حين وتدعوك لتدخل صومعته اللامتناهية في حضرة الجمال الخلّاق…
يقولون: "الله جميل ويحبّ الجمال"
للشّعر جمال ساحر، يثلج صدرك، ويرسم البسمة على ثغرك، وينعش روحك بلمسة من أنامله الممشوقة النّاعمة، يطرق بمعانيه على أوتار القلوب العاشقة ... في حضرة الشّعر تشعر وكأنّك على أجنحة الخيال محلّقًا . إنّه خيالٌ من نوع فريد، خيال محفزّ على الابداع يتخطّى المحسوس ليطال المعنويّ المجرّد. تحلّق متحرّرًا من قيودك، قيود المادّة المكبّلة المحطّمة للأماني، لتدخل الى جنّة متناغمة الالحان، جميلة الصّور، مرهفة الاحساس، فتعود فتى فتيًّا، يطوف في الرّوض متنعّمًا بحريّة عناصره الّتي تشعرك بإنسانيّة مجّدها الخالق وسما بها فوق مخلوقاته قاطبة.
لنعد أصدقائي إلى إرث الشّعر، ولنفتّش عن الكلمة الجميلة، والايقاع المؤثّر والعاطفة الجيّاشة والخيال المتّقد، علّنا ننسى هموم واقعنا في عالم يشدّنا الى الحضيض، يمحو هُويّتنا ويدعونا الى تناسي مجدنا الغابر، إنّه استعمار الفكر فلنتسلّح … لنستحقّ شرف البقاء.